نشرت مجلة "ناشيونال إنتريست" الأمريكية تحليلا سلطت الضوء على محاولات "الممالك العربية الثماني" في منع مشروع تسليح إيران النووي، كاشفة الدور الجوهري الذي تلعبه مملكة المغرب بين ممالك الخليج وإسرائيل فيما يتعلق بالشؤون الأمنية الاستخباراتية. وصفت المجلة قرار دول الخليج الغنية بالنفط بضم دول أخرى مثل المغرب والأردن إلى التحالف الخليجي ب"القرار التاريخي" والتطور المثير بين أعضاء مجلس دول الخليج وشعوبها، وعلى الرغم من أهميته إلا أنه استقبل بفتور، ونقلت تفسيرا عن شادي حامد، زميل في مركز سابان المتخصص في سياسة الشرق الأوسط بواشنطن، يقول أن السعوديين قلقون من الولاياتالمتحدة أن تدير ظهرها إليهم كما فعلت مع واحد من أقرب حلفائها في المنطقة، الرئيس المصري المخلوع، بينما وصف خبراء آخرون القرار بأنه خطوة يائسة من المستبدين لحماية أنفسهم من رياح التغيير. وأشارت المجلة الأمريكية المتخصصة في الشؤون الخارجية إلى أن الأردن والتي تعتبر بمثابة "أرض مقدسة" تكره مخاطرة المنظمات غير الحكومة الدولية التي تواجه وتنخرط في جماعات المجتمع المدني في فلسطين والعراق، وقد خدم كل من الأردن والمغرب في "مكافحة الإرهاب" كجنود وجواسيس وخبرات في المساعدة في "إخماد" الجهاديين المعادين لإسرائيل، وشبكات القاعدة، وعلى الرغم من معاناة هذه الممالك من ضائقة مالية إلا أنها، دول الخليج والأردن والمغرب، دعمت بعضها البعض في هذه المساعي، وضرب الباحث مثلا على ذلك بالمغرب التي أعطت مستشفى عسكري على الحدود الأردنية السورية لرعاية ضحايا "آلة القتل" لبشار الأسد، وفي ذات الوقت ضمن للبلدين ضخ أموال من الخليج حتى لا يتضرروا ماليا، والتي بدأتها السعودية بمليار دولار سنويا ولمدة خمس سنوات، واعتبر الكاتب أن هذه المساعدات الاقتصادية "لاتقدر بثمن" وتحمل العبء جزئيا عن المساعدات الخارجية للولايات المتحدة في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد الأمريكي تحديات خاصة به. وذكر الباحث أحمد شاراي، رئيس تحرير صحيفة أسبوعية مغربية ومدير محطة راديو ميد والخبير في شؤون المغرب وشمال أفريقيا وعضو أمناء معهد أبحاث فورين بوليسي وعضو المجلس الاستشاري للمجلة، أن زيارة الملك محمد السادس الأسبوع الماضي لأربع دول خليجية إضافة إلى الأردن كانت في سياق التأكيد على التعاون بين هذه الدول، وتعزيز الاستثمار في الأعمال التجارية في الخليج والمغرب والأردن. وقال شاراي في البحث المنشور في المجلة الأمريكية أن الرغبة في إنهاء مشروع إيران النووي المسلح يشغل بال جميع الدول الثماني، بينما ينشغل الأمريكيون والإسرائيليون في مناقشة دور العقوبات والغارات الجوية في مواجهة إيران، ورأى الباحث أن توسيع نطاق التحالف ليشمل الممالك العربية الثماني يدعم كل ماذكر من سعيها لإيقاف مشروع إيران النووي المسلح، وأضاف أن السعودية تساهم في زعزعة استقرار إيران من خلال العمل مع أقلياتها العرقية الساخطة، مثل عرب إقليم خوزستان الإيراني. وسلط الباحث الضوء على دور المغرب كلاعب آخر في حملة استهدفت إيقاف تسليح إيران النووي، فقد أظهرت أنه يمكن تسهيل التنسيق العسكري والاستخباراتي بين دول الخليج وإسرائيل وذلك بفضل "سجلها الرائع" في هذا الصدد، فعندما كان أمراء الخليج يشرعون في تأسيس دولهم الحديثة في السبعينات من القرن المنصرم أمدتها المغرب بخبرتها في الشرطة وأجهزة الاستخبارات للمساعدة في بناء أجهزة أمنية لهذه الدول الجديدة. أضاف شاراي أن هذا "الإرث" أكسب المغرب ثقة منطقة الخليج في الشؤون الأمنية والاستخباراتية، ومن جهة أخرى "تزرع" المغرب علاقات دافئة مع الجالية اليهودية في أمريكا وإسرائيل، التي تعتبر موطنا لمليون يهودي من أصل مغربي. وتخلص مجلة "إنترناشينال إنتريست" إلى أنه إذا كانت أمريكا وإسرائيل وممالك العرب الثماني، أو دول الخليج الموسعة، يعملون معا فهذا التكتل السياسي لن يعمل فقط كنسخة احتياطية من دبلوماسية الجزرة والعصا للتخويف بالتهديد العسكري، ولكن أيضا سوف يدعم ائتلاف قتالي يهاجم إيران في حالة فشل الدبلوماسية.