آيات عظيمة جمعت بين العقيدة والعبادة والأخلاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من أعظم الآيات التي ينبغي أن نتدبرها ونستفيد منها عقيدة وعبادة وأخلاقا لأننا نتعلم العلم لنعمل بما نعرفه من كتاب الله ومن سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، هذه الآيات من القرآن عكست وصايا لقمان الحكيم لابنه تعد نموذجا تتوافر فيه الإخلاص والصواب وتتضمن جوانب التربية الصحيحة ومثالا يقتدي به وصايا الآباء للأبناء. ويقول المولى عز وجل في كتابه الحكيم "ولقد آتينا لقمان الحكمة" ويقول "من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا". ولقمان الحكيم كان عبدا حكيما ذكر في القرآن وأطلق اسمه على سورة لقمان ووصاياه تعتبر من أروع الحكم والمواعظ. وكان أول ما وعظ به لقمان الحكيم ابنه "يا بني لا تشرك بالله أن الشرك لظلم عظيم" في قول الله عز وجل في كتابه الحكيم سورة لقمان: "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ". ومن الوصايا: يا بني أن العمل لا يستطاع إلا باليقين، ومن يضعف يقينه يضعف عمله وإن جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فأغلبه باليقين وإذا جاءك من قبل السآمة فأغلبه بذكر القبر والقيامة، وإذا جاءك من قبل الرغبة والرهبة فأخبره أن الدنيا مفارقة وانصب رايتك راية الحق ورباطك في سبيل الله خير من خير في الدنيا، يا بني لا يأكل طعامك إلا الأتقياء وشاور في أمرك الحكماء ومن كذب ذهب ماء وجهه ومن ساء خلقه كثر غمه. يابني: كذب من قال: إن الشر يطفئ الشر فإن كان صادقا فليوقد نارا إلى جنبه نار فلينظر هل تطفئ أحدهما الأخرى وإلا فإن الخير يطفئ الشر كما يطفئ الماء النار. يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة احذر الحسد فإنه يفسد الدين ويضعف النفس وأول الغضب الجنون وآخره الندم والرفق أس الحكمة ويابني أثنان لا تنساهما أبدا الله والدار الآخرة. هذه الوصايا الحكيمة للقمان الحكيم نقدمها للناس جميعا وخاصة لأبنائنا الشباب لعلها تكون دروسا وعبر لمن أراد الصلاح والتقوى ويفوز في الدينا والآخرة. صحيفة المدينة