مدينة الضباب لندن، تلك المدينة التي تجمع كثيراً من الجاليات من كل بقاع الأرض، لطالما تعود الإماراتيون منذ عقود على زيارة هذه المدينة الجميلة التي تعج بالنشاط وبمراكز التسوق الشهيرة، وصارت مكاناً للسياحة والعلاج، وهي المركز السياسي والثقافي والاقتصادي للمملكة المتحدة، الوجهة المفضلة للخليجيين منذ زمن بعيد. مدينة كهذه تعودت على أن تحتوي جميع الثقافات، فهناك من جاء من خلفية حضارية وهناك آخرون يختلفون عن ذلك، هي مدينة ترحب بالجميع، وما يقارب 15 مليون سائح سنوياً، ولكن في هذه الحالة يجب أن يكون الأمن حاضراً في كل زاوية من زوايا المدينة، لينعم السائح في زيارته ويكررها أيضاً. وعندما تتعرض ثلاث فتيات إماراتيات للاعتداء في أحد الفنادق اللندنية، فهذا إهمال غير مقبول، سواء على صعيد الفندق نفسه أو القائمين على الأمن، ففي بلد يصرف فيه الخليجيون ملياري دولار في الفترة الصيفية فقط، كان لزاماً على السلطات الأمنية حماية استثماراتهم، حيث يعتبر الخليجي استثماراً صريحاً ودخلاً سنوياً لا يستهان به، فالسياحة تُقاس بمعدل الجريمة، والاستثمار الاقتصادي يقاس بمعدل الجريمة ومدى استقرار البلد. التقيت اليوم بأحد الأصدقاء الذين اعتادوا السفر إلى لندن كل صيف، والمفاجأة أنه غير وجهته هذه المرة إلى بلد أوروبي آخر، والحقيقة أن الجريمة التي حصلت للفتيات الإماراتيات فعلاً أضرت بالسياحة بشكل كبير في لندن، يكفي ألا يُحس النزيل بالأمان وهذا يدعو أي شخص لأن يلغي فكرة سفره إلى لندن. الجهود التي بُذلت من الخارجية الإماراتية وسفارة الإمارات في بريطانيا، جهود عظيمة، والتجاوب السريع كان لافتاً للنظر، ما يعطي انطباعاً عاماً لدى العالم بأن الاهتمام بالمواطن على أشده داخل الدولة أو خارجها. هذا الفندق شريك في الجريمة بسبب إهماله، ويجب عليه تعويض جميع الأضرار العلاجية الجسدية والنفسية، ونطالب بأشد العقوبات على الجاني ليس لأن المجني عليهن من الإمارات بل لمبدأ تطبيق أقصى العقوبات على من شرع في قتل عن سابق إصرار وترصد. في الأخير نصيحة للإخوة المسافرين إلى خارج الإمارات، الحذر والحرص مطلوبان، فليس كل بلد ستجد فيه الأمان الذي في بلدك، فهناك ثقافات وخلفيات لا تعرف للأمن سبيلاً، وهناك عصابات إجرامية همها اقتناص الضعفاء والغافلين. [email protected] The post هل ضُربت السياحة الخليجية في لندن؟ appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية