ناجية عبدالرحمن محمد راشد المغربي، من مواليد الشارقة، فتاة مهووسة بالتراث، ولأجل الحفاظ عليه، أرست مفهوماً جديداً في الحفاظ على التراث، وذلك من خلال إنشاء مؤسسة، أطلقت عليها مؤسسة ناجية المغربي للألعاب الشعبية، واستطاعت أن تقنع جميع أفراد عائلتها بضم أطفالهم إلى المؤسسة، وبعد ذلك دربتهم وحفظتهم الألعاب والأغاني الشعبية الخاصة بالأطفال، ومن خلال مشاركاتها في بعض المناسبات، عرف الجمهور هذه الفرقة، وأعجب بعروضها، خاصة وأن الأطفال يعيدون تراث أسلافهم من الأطفال وبالأزياء الشعبية، والأدوات القديمة، وللتعرف إلى نشاط هذه العائلة، التي يتمسك أطفالها بتراثهم وألعابهم الشعبية، تمت زيارة مقرها بالشارقة، وجرى الحوار مع مؤسسة الفرقة التي وصفت البداية بالصعوبة، وقالت: بداية التأسيس حب التراث تقريباً ولد معي، فمن خلال أحاديث أمي وجدتي أشعر بمدى تمسكهم بالتراث وبالعادات والتقاليد الأصيلة، كما علموني الكثير من الألعاب والأغاني الشعبية، التي كن يرددنها وهن صغار، ولذلك فكرت في إنشاء فرقة للأطفال تعني بأغانيهم وألعابهم، وأن نعرضها للجمهور في المناسبات والمهرجانات التراثية، ومنذ سنتين تقريباً أقنعت عدداً من أفراد الأسرة منهم العم والخال والأخ وزوجة الأخ بضم أبنائهم في فرقة واحدة وأن أقوم بتدريبهم وتحفيظهم الأغاني القديمة الخاصة بالأطفال، وبدأنا بمشاركات متواضعة مثلاً في احتفالات أعياد الميلاد والأعراس. ونتيجة ظروف الحمل والولادة توقفت فترة عن هذا النشاط، ولكن فكرت ألا أهمله نهائياً فعدت من جديد وجمعت الأطفال مرة أخرى، وأعدت تدريبهم وتحفيظهم من جديد، وكانت أول مشاركة قبل ستة شهور، ثم اشتركنا ضمن فعاليات القرية التراثية التي أحيتها الغرفة التجارية والصناعية بالشارقة، كما شاركنا في فعاليات مختلفة، وإن شاء الله نشارك في مهرجان التراث الذي يقام حالياً في إمارة الشارقة، وكل هذه الفعاليات جاءت بسبب إعجاب الجمهور بما يشاهده من ألعاب شعبية وأغان للأطفال اختفت منذ فترة طويلة، ولكن أعدناها بصورتها القديمة. الألعاب الشعبية وتواصل ناجية المغربي حديثها قائلة: الألعاب الشعبية في الإمارات، تنفرد ببعض الألعاب الشعبية، وفي بعضها تتشابه إلى حد كبير مع الألعاب في المجتمع الخليجي والعربي عموماً، ذلك أن الألعاب ظاهرة إنسانية عامة في كل زمان ومكان، ويزخر التراث الإماراتي بالكثير من الألعاب الشعبية ومنها، (المريحان) وتسمى أيضاً لعبة (الأراجيح)، وهي من الألعاب السائدة في الإمارات قديماً، حيث يخصص المسؤولون في كل إمارة مكاناً عاماً يتميز بكثرة أشجاره، ثم يربطون في جذوعها المتقاربة الحبال المتينة، بحيث تستطيع البنت الجلوس عليها والتمرجح بها، يتخللها بعض الأناشيد العاطفية والأهازيج الشعبية. (الغميضة)، حيث تُعصب فيها عينا أحد الأطفال، ويجري وراء البقية للإمساك بأحدهم، وهي لعبة مشتركة بين الجنسين، و(الترتور)، وهي عبارة عن قطعة من الخشب مدببة الرأس، تلف حولها قطعة من القماش تنتهي بعصا طويلة، بحيث يضرب بها قطعة الخشب وهي تدور على الأرض المسطحة غير الترابية، و(المسطاع)، وهي تتكون من عصا للضرب وقطعة خشب صغيرة، وكل واحد يأتي دوره، عليه أن يضرب القطعة الخشبية إلى مكان بعيد بأقصى قدرة لديه؛ حتى لا يلحق بها الفريق الثاني، وتقاس المسافة التي حققها اللاعب، ولعبة (المفتاح).يث قديماً لم يكن أطفال الإمارات يمتلكون المفرقعات النارية، (الشلك)، ولأنهم كغيرهم من الأطفال يحبون التعبير عن فرحتهم، خاصة أيام العيد، بإحداث أصوات مفرقعات عالية. قد اخترعوا لعبة المفتاح أو مفتاح العيد، وتتمثل هذه اللعبة في الحصول على البارود من أعواد الثقاب الأسود، وإدخاله في ثقب مفتاح البيت، وكان آنذاك ثقباً كبيراً، ثمّ يدخلون خشبة سميكة في حلقة المفتاح، ويثبتون في وسطها خيطاً يبلغ طوله متراً، وفي الطرف الآخر للخيط يربطون مسماراً، فإذا أرادوا إحداث المفرقعات، ضربوا المفتاح بالجدار، فيضرب المسمار في البارود فيحدث صوتاً عالياً، وكذلك (الصقلة)، من الألعاب الجماعية. يث تجمع خمس حصيات ملساء، ويقوم كل لاعب برمي حصاة واحدة في الجو، ثم يلتقط الأربعة الباقيات بسرعة قبل أن تسقط الخامسة، ثم يلتقط اللاعب كل حصاة على حدة بعد أن يلقي بواحدة في الجو ليلتقطها قبل أن تسقط، ثم يقوم بمحاولة قلب يده بسرعة بشرط أن يتلقى بظهرها الحصيات، ليختار بعد ذلك اللاعب المنافس (عروسته) أي الحصاة التي يريدها، ولعبة (العروسة) التي يجب مسكها بين أصبعين، وكلما أخفق اللاعب في خطوة انتقل اللعب للفريق المنافس وهكذا. ما لعبة (الكرابي) فهي لعبة من ألعاب البنات أي «النط» على رجل واحدة، واستخدام العلب الفارغة، وتربط بحبال تحت الأرجل وتمشي بها البنات كأنهن يلبسن الكعب العالي، و(اليوريد)، وهي أن يختبئ كل الأطفال ماعدا واحداً منهم، ويظل يبحث عنهم إلى أن يمسك بأحدهم فيقع عليه دور البحث مره أخرى، وغيرها من الألعاب. طموح تقول ناجية المغربي: الصديقات يطلبن مني إشراك أطفالهم في الفرقة، وإن شاء الله تتوسع الفرقة وتكبر، وعندي طموح كبير إلى المشاركة بكافة مهرجانات الدولة في جانب التراث الشعبي، بل طموحي أوسع وأكبر من ذلك، وهو أن نشارك في المهرجانات الخليجية والعربية، فتراث الإمارات حافل بكثير من الفنون والعادات، والموروث الشعبي هو وجه البلد، والإمارات لديها مخزون كبير في هذا الجانب. أطفال ينشدون أغاني الجدات استطاع عدد من الاطفال وعددهم 12 طفلة وطفلان، في المراحل الاولى من الدراسة، من حفظ اغاني ورقصات الاطفال الشعبية، وان يحيوا تراث الماضي بمهارة فائقة، وان يعيدوا تاريخ من سبقوهم من الاطفال الذي لعبوا وغنوا في مراحل مختلفة، ومن خلال مشاركاتهم في المناسبات والمهرجانات التراثية، قدم هؤلاء الأطفال عروضا فنية ورقصات واغاني الجدات، جسدوا خلالها ذلك التراث القديم، الذي يحسب للأطفال في تلك السنوات، هذه الفرقة والمكونة من، مريم صلاح الملا، وميثاء احمد المغربي، ومريم وعنود احمد، مروة وملاك صالح، وروضة ولطيفة وامنه خلف، وامنه يحيى يوسف، وغاية خالد العوضي، وحمد احمد المغربي، وعبدالرحمن يحيى، وخالد خلف المغربي، وجميعهم أقارب من عائلة واحدة، نالت اعجاب الكثير من المؤسسات التراثية، والتي طلبت منها المشاركة، في اكثر من مناسبة. وستشارك في مهرجان الشارقة للتراث، الذي يقام هذه الايام في قلب الشارقة، ومن الالعاب التي تقدمها من خلال عروضها الشعبية، ألعاب المريحان، والترتور، والغميضة، والمسطاع، والمفتاح، والصقلة، ومن المعروف أن الألعاب جزء لا يستهان به من عادات كل أمة ومواريثها الشعبية، فهي وما يصاحبها من أناشيد وحركات ولغة. وخامات بيئية طبيعية تشكل رافدًا حيويا من تراث الأمة، وإذا بحثنا عن خيط مشترك بين أطفال العالم أجمع فإننا سنجده في الألعاب الشعبية، فهي وإن اختلفت في المسميات أو في بعض التفاصيل، إلاّ أنها جميعها تكرس القيم الاجتماعية التي يحرص عليها المجتمع، لاحتوائها على كثير من المضامين التربوية الهادفة، وفرقة الاطفال هذه هي بادرة اولية، تعيد مجد الماضي، وتحيي التراث الذي تفتخر به الامارات، باعتباره الاصالة والعادات والتقاليد التي عاش عليها الاباء والاجداد. ..يرقد وليدي رقده هنيه رقدة الغزلان في البريه مريم صلاح لطيفة المغربي عبدالرحمن الرئيسي عنود أحمد المغربي أثناء تدريب الأطفال على حفظ الأغاني الشعبية القديمة، كان اللقاء مع الطفلة مريم صلاح الملا، والسؤال عن الأغاني التي تحفظها، فقالت: كل أغاني الأطفال القديمة نحفظها، ومن هذه الأغاني: حمامه نودي نودي .. سلمي على سعودي سعودي ساير مكه .. بيب ثياب بو العكه بحطه في صندوقي .. صندوقي ماله مفتاح والمفتاح عند الحداد .. والحداد يبغي فلوس والفلوس عند العروس .. والعروس تبغي عيال والعيال يبغون حليب .. والحليب عند البقر والبقر يبغون حشيش .. والحشيش فوق اليبل واليبل يبغي مطر .. والمطر عند الله وكذلك خوصه ونقول فيها: خوصه بوصه يا النبوصه كلاج الدود من حندود ليلى ليلى عطينا سيفج بنلاجي به عبدالله بن سلطان لادغتنه عقربيه شقربيه دوسة خيل ولا مطيه وعمتي مرت ابويه، ومن كلماتها: عمتي مرت ابويه .. الله يسلط عليها يوم يتها الهديه .. دستها في الزويه تتحسبني طلاّبه .. اطلب على البيبان ما جن ابويه تاجر .. بيصوغ لي الذهبان كما تحفظ لطيفة خلف المغربي عدداً من أغاني الأطفال التراثية، ومنها طاحت عليه: طاحت عليه نفه .. قوموا اشترولي دفه طاح المطر برعوده .. كسر حوي سعوده طاح المطر بيد الله ... كسر حوي عبدالله طاح المطر من فوق .. كسر حوي بن طوق والأخرى: ولد عمي ما بغاني .. تنقى علي واختار تنقى أم السلاسل .. أم الشغاب الطوال حلفت أنا لزامط .. بالند وبالبياض وأيضاً: يا عليا قومي ركبي .. بيقود بج علوه المطرح والزوالي .. جدامج ربعوه نهار ما صبحتي .. المدفع ثوروه الحلوى في القواطي .. والنخي نثروه كذلك الطفل عبدالرحمن يجيى الرئيسي، يشارك بحفظ هذه الأشعار: يا عليا بنت ابوها .. والخطاب اخطبوها سبعة ورا البيت .. والثامن عند ابوها واحد يدق الزعفران .. والثاني يقول يا ليتني خادم ابوها. وأيضاً يا بنية ما دريتي .. عن خطار لفوج قالت لفوني غبشة .. على خيول وبوش مصلين الجمعه .. صقر ولد الشيوخ يالس على الدجيجه .. يالس ويعد فلوس يا الطاسه يا المخبوقه .. ما ضمتها الفلوس ويا بنيه موتي غصه .. إذا أنا مريت أنا سلبت فوادج .. في السكه واتليت يالغرفة يا الشرجيه .. بناها بو علي حق عاشه البدويه .. بنت محمد علي وكذلك من أغاني الأطفال: من اليوع لو متي .. ما يوزج شتي بيوزج تاير .. لو بالحجي جاير يا بنيتي يالزينه .. صبي لبوج دهينه جان ما رضى ولد عمج .. صبي واجلعي عينه وأيضاً: يرقد وليدي رقده هنيه رقدة الغزلان في البريه يرقد وليدي طيب الله نومه وعدو وليدي ما هنا بمنام. أناشيد أخرى الطفلة عنود أحمد المغربي، والتي تشارك ضمن الفرقة، تحفظ هي الأخرى عدداً من الأغاني منها: عيال عمي سبعة .. خلوني باتنقى نقيت بو طاقية .. بو يوخه ما رضى زامط عليه بخشمه .. يا خشم اليوحره خشمي طويل وغاوي .. شفته في المنظره حيا الله اللي يباني .. يسلم العشره ويامي يامي ياماية .. راعي البحر ما ابااه يشل مزمات العومة .. وتصل على علباه ابا ولد عمي من خنيره ورداه .. ما هد خطام الصفرا ولا ضيع عصاه وكذلك: يا يراده طيري طيري والحجي عصفور.. يا ويل من له عدة والذيب غيل في الغنم بي من باطن حشاية.. ولا بي عسر من دين .. ما تلحجه اليدين وبهذه الأغاني والألعاب الشعبية لهذه الفرقة المكونة من أطفال صغار، أصبحوا اليوم هم حراس تراث الأطفال، ويقدمونه بالشكل الذي كان عليه في السابق. البيان الاماراتية