بهية مارديني: جرى خلال اللقاء استعراض الوضع السوري الراهن وسبل دعم الائتلاف الوطني لتحقيق أماني الشعب السوري، وشكر الجربا الإمارات حكومة وشعبًا لدعمها الإغاثي والإنساني للسوريين. وفي ما يبدو أنها محاولة لفتح آفاق جديدة للحل السياسي في سوريا، التقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان النائب الأول لوزير الخارجية الصيني تشانغ يه سوي، الذي يزور الإمارات حاليًا. وجرى خلال اللقاء اليوم "بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين الإماراتوالصين، إلى جانب مناقشة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وآخر المستجدات العالمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك". دور الإمارات ورأى مصدر سياسي في حديث مع "إيلاف" أن الشأن السوري لا بد أنه "كان حاضرًا في لقاء وزير الخارجية الإماراتي والمسؤول الصيني"، لافتًا إلى تزامن زيارة الجربا إلى الإمارات مع زيارة المسؤول الصيني، مشيرًا إلى حصول اللقاءات ما قبل زيارة الجربا إلى الصين، وشدد على أن الإمارات يمكن أن تلعب دورًا بارزًا في الشأن السوري، نظرًا إلى علاقاتها المتميزة مع أقطاب المجتمع الدولي. وكان الجربا قد أجرى محادثات مع الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في آب/أغسطس من العام الماضي، وبحث معه آخر التطورات في الشأن السوري واستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في ريف دمشق، كما التقيا على هامش لقاءات أصدقاء سوريا. ونقل عبد الله بن زايد تعازي دولة الإمارات حكومة وشعبًا للشعب السوري، إثر ضحايا السلاح الكيميائي، وشكر الجربا الإمارات على اهتمامها بالقضية السورية ودعمها ومساندتها. وتمنى الجربا على الشيخ زايد أن يمارس ما بوسعه من ضغوط لاتخاذ الإجراءات اللازمة وإرسال فريق المحققين الدوليين إلى ريف دمشق بسرعة، ومنع النظام السوري من ارتكاب مجازر جديدة. زيارة الجربا إلى الصين هذا ويبدأ أحمد الجربا على رأس وفد من الائتلاف زيارة رسمية للصين غدًا الاثنين 14 نيسان/إبريل، على أن تبدأ اللقاءات بعد غد الثلاثاء. وفي تصريحات خاصة ل"إيلاف"، قال هادي البحرة سكرتير الهيئة السياسية في الائتلاف "إن الحل السياسي حاليًا في حالة سبات نظرًا إلى عدم ظهور أي بوادر لدى النظام وداعميه الرئيسين روسيا وإيران، ونظرًا إلى تداخل القضايا العالمية في المرحلة الحالية وخصوصًا الوضع في أوكرانيا". أضاف البحرة "إن كل ما يقوم به النظام السوري هو استمرار لاستهتاره بالقرارات الدولية وإصراره على استخدام الحلول العسكرية والأمنية، التي لا طائل منها، والتي لن تؤدي إلا إلى المزيد من الدمار وازدياد عدد الضحايا في سوريا". وأشار البحرة الى أنه لنجاح أي حل سياسي "لا بد من توافر الإرادة السياسية الجامعة لفرضه عمليًا على أرض الواقع، من خلال ممارسة الضغوط بكل أنواعها لإقناع النظام بعدم جدوى الحل السياسي، وأن النجاح في حملة عسكرية أو اثنتين لا ولن يعني نهاية الثورة، لأن الثورة منطلقة من الشعب، والشعب موجود في كل مكان في سوريا". محاولة خرق وفي تصريحات للبحرة بثها الائتلاف، قال إن الهدف من زيارة الجربا للصين "فتح قنوات التواصل مع الصينيين ومحاولة إحداث اختراق في التلازم بين الموقفين الروسي والصيني". ولفت البحرة إلى "أن الهدف أيضًا أن يعرف الصينيون طبيعة الأوضاع في سوريا وحقيقتها وتطلعات الشعب السوري إلى تغيير مواقف الصين، والتي ظهرت بوادرها بتصويتها لمصلحة القرار 2139 وانفتاحها للنقاش مع المعارضة السورية لمحاولة سماع تفاصيل ما يريده السوريون من الجهة الشرعية التي تمثل الشعب السوري". أضاف هي خطوة في الاتجاه الصحيح، وعلينا زيارة كل دول البريكس والانفتاح عليها، وزيارة البرلمانات، وتوضيح الواقع السياسي والإنساني الذي يعيشه السوريون. ويلتقي الجربا عددًا من المسؤولين في الصين، وستكون مدار البحث قضايا عدة سيطرحها الائتلاف، مغتنمًا هذه الزيارة لإيضاح مواقف الشعب السوري، إضافة إلى آفاق الحل السياسي. وكان قد جرى لقاء بين رئيس الائتلاف ووزير الخارجية الصيني وانغ يي في 21 كانون الثاني/يناير في مدينة مونترو السويسرية بناء على طلب الجانب الصيني، وشكر الوزير الصيني الائتلاف على مشاركته في مؤتمر جنيف، وأكد على نقطتين، أولهما أن الصين تؤيد حق الشعب السوري في التغيير، كما تؤيد التطبيق الكامل لبيان جنيف. هذا ودعت الصين خلال اللقاء رئاسة الائتلاف إلى زيارة بكين، وأوضح الجربا آنذاك أنه رغم الخلافات بين الجانبين، والتي مردها إلى استخدام الصين للفيتو في مجلس الأمن ثلاث مرات لمنع صدور قرار يدين نظام الأسد على جرائمه، إلا أن الائتلاف مازال مستعدًا لتطوير العلاقات، والوصول إلى تفاهم أكبر حول أهداف الثورة، وحول وجهة نظر الائتلاف في ضرورة إحداث التغيير الديمقراطي في سوريا، ورحيل الأسد وزمرته الحاكمة. ايلاف