اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال أمس باحات المسجد الأقصى التي شهدت صدامات عنيفة مع المصلين أدت إلى إصابة 20 بجروح، فيما اتهمت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل بمحاولة تقسيم المسجد «زمانياً ومكانياً»، في وقت أعلنت سلطات الاحتلال أكبر عملية توسع استيطاني منذ أعوام، بضم نحو ألف دونم استولت عليها من أراضي بيت لحم. وأدان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان أمس اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى والاعتداء على جموع المصلين والمرابطين فيه. وقال إن «هذا العدوان الجديد على المسجد الأقصى وعلى المصلين، في هذا التوقيت بالذات، يأتي في سياق الحملة المسعورة التي يقودها عتاة اليمين والمستوطنين برعاية الحكومة الإسرائيلية وجيشها، وبتواطؤ سافر منها لفرض أمر واقع جديد يرمي إلى تهويد مقدساتنا، خاصة المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً». وأكد أبو ردينة أن ممارسات إسرائيل في القدس «تعد انتهاكاً سافراً للمقدسات»، داعياً العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة إلى «التدخل فوراً لوقف هذه الجرائم، ومعاقبة حكومة الاحتلال على ارتكابها». وحذر من «إمعان حكومة الاحتلال في سياستها الراهنة حيال القدس ومقدساتها، لأن التغول عليها كفيل بإشعال حريق شامل في المنطقة بأسرها». صدامات «الأقصى» وكانت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية اقتحمت باحات المسجد، وأطلقت خلال العملية التي نفذت من باب المغاربة المؤدي إلى ساحة البراق في المسجد الأقصى «وابلاً كثيفاً من القنابل الصوتية، وتلك المسيلة للدموع تجاه المصلين الفلسطينيين الذين تصدوا لها». وألقى المصلون والمرابطون الحجارة تجاه عناصر الشرطة التي اعتدت عليهم بالضرب المبرح، فضلاً عن قيامها باعتقال عدد آخر منهم، ما أدى إلى إصابة 20 بجروح. وجاء الهجوم لإخلاء المسجد من المصلين، وفرض حصار عليه قبل عملية الاقتحام التي أعلن المتطرفون اليهود عزمهم تنفيذها اليوم الاثنين بدعم رسمي من الحكومة الإسرائيلية تزامناً مع عيد الفصح اليهودي. تسمين المستوطنات وأعلن وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون أمس البدء بأكبر عملية توسع استيطاني منذ أعوام في تجمع «غوش عتصيون» الاستيطاني جنوبالضفة الغربية، مؤكداً ضم 984 دونماً تم الاستيلاء عليها الأسبوع الماضي من أراضي جنوب وغرب بيت لحم للتجمع الاستيطاني لأغراض هذا التوسع الكبير. وتعتبر هذه المصادرة الأكبر خلال الأعوام الماضية، في حين سيبقى داخل هذه الأراضي جيوب من الأراضي الخاصة الفلسطينية التي ستبقى حبيسة داخل المحيط الاستيطاني. وضع غزة وفي سياق متصل، ذكرت المحطات الإذاعية الفلسطينية أن شاباً فلسطينياً أصيب بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي استهدفه شمالي قطاع غزة. وأضافت أن «الشاب المستهدف كان أحد العمال الذين يجمعون مادة الحصمة التي تستخدم في البناء من محيط بلدة بيت حانون شمالي القطاع»، فيما ذكرت الإذاعة العبرية أن قذيفة هاون أطلقت من شمالي القطاع، وسقطت قرب السياج الحدودي داخل مجمع مستوطنات «أشكول» في النقب الغربي. إرادة الأسرى إلى ذلك، أعلن مدير مركز «أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان» فؤاد الخفش أن مصلحة السجون الإسرائيلية رضخت لمطالب الأسرى، وقررت إخراج الأسير إبراهيم حامد من عزله إلى سجن نفحة، بعد تهديد الأسرى بتنفيذ إضراب مفتوح عن الطعام، وتأكيدهم ضرورة إخراج حامد من العزل الانفرادي. وقال وزير الأسرى والمحررين عيسى قراقع إن الأسرى في السجون «أوقفوا مشروع الإضراب عن الطعام» الذي كان مقرراً أمس، بعد موافقة إدارة السجون على إنهاء عزل الأسير حامد ونقلة إلى «نفحة». البيان الاماراتية