حظي برنامج "نطاقات" الذي اعتمدته وزارة العمل السعودية باهتمام لافت بعدما أتاح الفرصة لعدد كبير من طلاب الجامعات للحصول على فرص للعمل بنظام "بارت تايم"، بعد موافقة الوزارة على احتساب العاملين بنظام الدوام الجزئي في نسبة التوطين بالسعودية. حسن حاميدوي من الرياض: ساعد برنامج وزارة العمل السعودية المعروف ب "نطاقات" في تحويل عدد كبير من طلاب الجامعات إلى موظفين "بارت تايم"، بعد موافقة الوزارة على احتساب العاملين بنظام الدوام الجزئي في نسبة التوطين بالسعودية. وهو ما فتح الباب لشركات القطاع الخاص لاستقطاب الطلاب، وفتح مجال التوظيف لهم على مصراعيه، بعدما كان محصورًا سابقًا، في التفرغ أي عند التخرج أو في أوقات الإجازة الصيفية وفي الأعمال التطوعية. مطلوب للتوظيف فورًا "مطلوب طلاب للتوظيف فورًا".. لافتة إعلانية أخذت في الانتشار في المحال التجارية ومنافذ التجزئة والتغذية والأعمال الإدارية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الالكترونية، مما كان لها الأثر الكبير في إقبال الكثير من الطلاب على خوض غمار الالتحاق بالوظيفة الجزئية ولو على سبيل التجربة . ولا تخلو ظاهرة "طلاب بارت تايم" من مكاسب للطرفين، والمتمثلة في رغبة شركات القطاع الخاص في رفع نسب السعودة وتفادي عقوبات "نطاقات" الصارمة من جهة، ورغبة الطلاب في تغطية نفقات مصاريفهم الدراسية، واكتساب الخبرات والمهارات من خلال احتكاكهم الميداني ببيئة العمل، من جهة أخرى . وينص نظام العمل السعودي، في ما يتعلق بما اصطلح عليه إداريًا ب (part time)، على أن لا يقل عمر العامل عن 18 سنة، لاحتسابه في نسبة التوطين، وأن لا يزيد عدد موظفي الدوام الجزئي أكثر من 10% من إجمالي عدد السعوديين في المنشأة ، فيما يسرى عليهم جميع ما يسرى على الموظفين الدائمين من واجبات وحقوق. آراء طلابية ولا تبدو المادة وحدها هي السبب في انخراط الطلاب في ظاهرة ال"بارت تايم"، فبعضهم يعتبرها نمط عمل أكثر حرية وأغنى بالخبرات، حيث يقول الطالب إياس السلمياني والذي يدرس بالمستوى الثالث بجامعة المؤسس، إن العمل ساعده في تكوين شبكة من العلاقات والعملاء لا بأس بها. ويضيف في حديثه ل"ايلاف" أنه رأى متعة كبيرة في الدوام الجزئي، وسيستمر في هذا النمط حتى بعد التخرج، حيث أنه يناسب نمط حياته، ويسمح لي بأنشطة أخرى لا تسمح بها الوظيفة المنتظمة. فيما قال الطالب محمد الغامدي، والذي يعمل في إحدى شركات الأغذية السريعة، إن العلاقة في العمل الجزئي موقتة ويحددها بشكل كبير سلوك ونظرة كلا الطرفين للآخر وللعمل، مشيرًا في حديثه ل"ايلاف" إلى أن كلمة (دوام جزئي) تجعل ميزان الأمر يميل لصالحه، فهو غير مضطر أن يكون حرفيًا في السمعة والطاعة، ولكنه يعتقد أن العمل المنتظم لا يزال هو الأفضل، لأنه يوفر الاستقرار والضمان الاجتماعي . توطين أم ثغرة إلي ذلك، تباينت الآراء في ما يتعلق بطبيعة الدوام الجزئي كنظام، وتأرجحت ما بين كونه توجهًا ايجابيًا من فوائده توفير الخبرة العملية لشريحة الطلاب، وما بين اتخاذه كوسيلة جديدة للسعودة والتوطين الوهمي للوظائف، حيث ثبت من خلال بعض تجارب التوظيف الجزئي للطلاب، أن هناك شركات تقوم باستغلال الطلاب من خلال إعطاء مبالغ مالية تقدر ب (1500- 2000) ريال سعودي، مقابل توظيفهم صورياً لتسجيلهم في برنامج نطاقات. وهو ما اعتبره مختصون أنه ينسف جهود توطين الوظائف، ويفتح ثغرات تشوه سوق العمل. من جهته، قال عادل بفلح المختص في شؤون التنمية البشرية، إن المسؤولية تقع أولا على عاتق الطلاب الذين يفضلون تقاضي الأموال دون الالتزام بوظيفة، وثانيًا على الشركات التي تسعي لبلوغ النطاق الأخضر دون أن تقوم بواجبها ومسؤوليتها تجاه الشباب . وأشار إلى أن نطاقات مثله مثل أي نظام لديه ثغرات، فيما تبقى التوعية أنجع وسيلة لتنمية الحس الوطني لدى الطلاب عبر عدم إذعانهم للتوظيف الصوري، ولدى شركات القطاع الخاص عبر تحمل مسؤوليتها تجاه الوطن وأبنائه. ايلاف