عدم منح اميركا تأشيرة الدخول لمندوب ايران لدى منظمة الاممالمتحدة يعيد الى الاذهان حدثا مماثلا في عام 1988 في عدم منح التأشيرة لياسر عرفات، ما يثير التساؤل: هل ان اميركا لديها الاهلية اللازمة لاستضافة منظمة الاممالمتحدة؟ طهران (فارس) ووقعت اميركا ومنظمة الاممالمتحدة اتفاقية في عام 1947 تحت عنوان "اتفاقية المقر" تلتزم بموجبها بمنح تأشيرة الدخول لأي مندوب تسميه الدول الاعضاء في منظمة الاممالمتحدة، الا ان يكون الشخص المسمى يشكل تهديدا مباشرا للامن القومي الاميركي. وتنص الاتفاقية التي وقعها الرئيس الاميركي الاسبق، هاري ترومن، وصادق عليها الكونغرس، أن على اميركا باعتبارها تستضيف منظمة الاممالمتحدة، ان تمنح تأشيرة الدخول لمندوبي الدول الاعضاء، ليتمكنوا من الوصول الى مقر هذه المنظمة في نيويورك. وفي هذا المجال، قال لاري جونسون، المستشار القانوني لمنظمة الاممالمتحدة، ان الكونغرس اضاف في عام 1947 فقرة من جانب واحد الى الاتفاقية بين اميركا ومنظمة الاممالمتحدة تؤكد انه لا ينبغي ان يؤدي اي شيء الى إلغاء أو إضعاف حق اميركا في صيانة امنها القومي، ورغم ذلك فإن الكونغرس استثنى منظمة الاممالمتحدة من ذلك. وفي هذا الخصوص، كتبت صحيفة كريستين ساينس مونيتور، ان اميركا لم تعارض الى الآن اصدار التأشيرات لمندوبي ايران، رغم انها فرضت عليهم بعض القيود في خروجهم من نيويورك، لكن اللافت هو ان اميركا من جهة منحت تأشيرة الدخول للعديد من الاشخاص الذين شاركوا في اقتحام وكر التجسس، كما انها من جهة اخرى، منحت العديد من معارضيها من امثال الزعيم الكوبي فيدل كاسترو ومعمر القذافي وروبرت موغابي، باستثناء انها امتنعت عام 1988 عن منح تأشيرة الدخول لياسر عرفات، ما ادى أن تصدر 151 دولة مشروع قرار أدانت فيه خطوة واشنطن هذه، معلنة ان اميركا باعتبارها تستضيف منظمة الاممالمتحدة، انتهكت القوانين الدولية، الا ان اميركا وبريطانيا لم تصوتا على هذا القرار. واليوم تمنتع اميركا ايضا عن منح حميد ابوطالبي تأشيرة الدخول بذريعة مشاركته كمترجم في أحداث اقتحام السفارة الاميركية من قبل الطلبة السائرين على نهج الامام الخميني (رض)، معرقلة بذلك توليه مسؤوليته كمندوب لإيران لدى منظمة الاممالمتحدة. ويرى الخبراء ان الخطوة الاميركية هذه تتضمن العديد من المآخذ الرئيسية، لأن الكونغرس يحاول ومن خلال تعويم تفسير "اتفاقية المقر" المساس بسمعة دبلوماسي ايراني بارز لتحقيق مآرب سياسية للمتطرفين في الكونغرس واللوبي الصهيوني، الا ان قضية ابوطالبي ومثلما حدث في عام 1988 فإنه وقبل ان يمس ايران، سيثير هذا التساؤل مرة اخرى: هل ان اميركا لديها الاهلية لاستضافة اكبر واوسع منظمة دولية ام لا؟ /2926/ وكالة انباء فارس