استعادت القوات النظامية، أمس، السيطرة على بلدة معلولا في ريف دمشق التي كانت خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة المسلحة، غداة إعلان الرئيس السوري بشار الأسد أن الأزمة في بلاده المستمرة منذ ثلاثة أعوام دخلت في «مرحلة انعطاف» لمصلحته. فيما اندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة مزارع بلدة رنكوس، وفي بلدة المليحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وقال مصدر أمني ل«فرانس برس»، أمس، «أعيد الأمن والأمان إلى معلولا في سياق السيطرة على منطقة القلمون» الاستراتيجية شمال العاصمة، مضيفاً أن «الإرهاب انهار في القلمون». وأشار إلى أن العملية التي «جاءت في سياق السيطرة على منطقة القلمون اسفرت عن مقتل عدد كبير من الارهابيين فيما فر اعداد قليلة ستتم ملاحقتهم في البؤر التي لجؤوا إليها». واعتبر أن استعادة معلولا ومناطق اخرى في القلمون «ستؤدي إلى احكام المزيد من السيطرة على المعابر الحدودية بشكل كامل». وتقع بلدة معلولا على بعد 55 كلم شمال دمشق وأغلبية سكانها من المسيحيين الذين يتكلمون الآرامية لغة السيد المسيح، ونزحوا منها بعد بدء العمليات العسكرية. وتأتي السيطرة على معلولا بعد اسبوع من دخول قوات النظام إلى رنكوس. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) نقلاً عن مصدر عسكري صباح أمس، أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة اعادت الامن والاستقرار إلى بلدة الصرخة في القلمون بريف دمشق، وأحكمت سيطرتها على الجبال المحيطة بالمنطقة». وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن الخبر، مؤكداً أن «القوات النظامية تمركزت في الصرخة وعدد من التلال المجاورة لها والمحاذية للحدود اللبنانية». إلا انه اشار إلى أن مقاتلي المعارضة لايزالون قادرين على التنقل بين المنطقة الجبلية وبلدة عرسال اللبنانية، بالنظر إلى طبيعة المنطقة الوعرة والحدود الطويلة. ويطلق على هذه المنطقة من الجهة اللبنانية اسم السلسلة الشرقية. وقال المرصد ان المعارك مستمرة وعنيفة في محيط بلدة رنكوس، وبالتحديد في منطقة المزارع، حيث لايزال يوجد مقاتلو المعارضة. في السياق، نعى تلفزيون «المنار» الناطق باسم «حزب الله» مساء أمس، ثلاثة من العاملين فيه، هم مراسل وتقني ومصور، قتلوا خلال تغطيتهم لتقدم الجيش السوري في معلولا. واتهمت القناة من وصفتهم ب«التكفيريين» بإطلاق النار على سيارة قناة المنار، ما أدى إلى «مقتل المراسل حمزة الحاج حسن، والتقني حليم علوة، والمصور محمد منتش، الذي قضى في وقت لاحق متأثراً بجروحه». وقال المرصد إن أربعة جنود من القوات النظامية قتلوا «لدى محاولتهم سحب فريق المنار من المنطقة». وتواصلت المعارك العنيفة في محيط بلدة المليحة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وأفاد المرصد بإطلاق القوات النظامية الليلة قبل الماضية صاروخ أرض أرض على البلدة. كما أشار إلى غارات جوية صباح أمس على مدينة دوما المجاورة، حيث قتل أول من أمس، 13 شخصاً بينهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال في قصف مماثل. وفي دمشق، اغتال مجهولون مدير إدارة الاستطلاع في القوات الجوية اللواء سمير الشيخ في شارع بيروت بالقرب من مبنى هيئة الأركان العامة للجيش. في وسط البلاد، نفذت القوات النظامية السورية، أمس، غارات جوية عدة على الأحياء المحاصرة في حمص القديمة، غداة استقدام تعزيزات لجيش الدفاع الوطني الموالي للنظام إلى المنطقة، بحسب المرصد. وقال عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس» إن الأحياء المحاصرة في حمص القديمة تعرضت لغارات جوية. وأشار إلى ان قوات النظام كانت استقدمت أول من أمس، تعزيزات من جيش الدفاع الوطني إلى المناطق التي توجد فيها بمحيط هذه الأحياء. في الجنوب، أفاد المرصد بأن ثمانية اشخاص لقوا حتفهم اثر قيام الجيش السوري بقصف جوي على مستوصف في احدى بلدات محافظة درعا. وقال المرصد في بيان إن الطيران المروحي، قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدتي النعيمة والغارية الغربية ومستوصف بلدة كحيل في محافظة درعا «ما أدى إلى استشهاد أربع سيدات بينهن طبيبة وأربعة أطفال في بلدة كحيل». الامارات اليوم