- صنعاء: في استمرار لتصاعد الأزمة بين الرئيس عبد ربه منصور هادي، ووزير دفاعه محمد ناصر أحمد، من جهة، وحزب الإصلاح واللواء علي محسن، من الجهة المقابلة، وعلى خلفية رفض الرئيس إشراك الجيش في الصراع المندلع بين الحوثيين والإصلاح؛ استغرب مصدر عسكري مسؤول، أمس، مما سماه "دأب صحيفة "أخبار اليوم" ومحررها السياسي على مهاجمة القوات المسلحة ووزير الدفاع شخصيا، تحت مبررات ودوافع حزبية ضيقة تستميت في إشعال الحروب والفتن والزج بالقوات المسلحة في أتون الصراعات والمماحكات الحزبية"، في الوقت الذي تابعت فيه الصحيفة مهاجمة وزير الدفاع، وتوعدت هادي بمصير سلفه علي عبدالله صالح، وقالت إن نظامه انهار لأنه لم يكن يعر معنى لما كانوا يطرحونه. وقال المصدر: "إن صكوك الوطنية لم تعد في جيب أحد حتى يمنحها لهذا ويسلبها من ذاك، إلا من أصيبوا بالجنون السياسي، ودعا المصدر الجميع إلى التحلي بالحصافة، وعدم توجيه التهم للآخرين جزافا". وأشار إلى "أن القيادة السياسية وقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، تحرص على ترسيخ لغة الحوار بين أطراف العملية السياسية، ونبذ لغة العنف التي أدمن عليها البعض، وهي لا تقود إلا إلى مزيد من العنف والدم والدمار، ولا يمكن لأحد أن ينجو من كارثة الدفع بالأوضاع الى مرحلة الانفجار". وشدد المصدر على "ضرورة الترفع عن المصالح الضيقة للأحزاب والجماعات، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمصير الوطن، وباتخاذ قرارات إعلان الحروب التي لا نتمنى مطلقا أن تخاض داخليا، كما حدث وجربنا، واكتشفنا أن لا منتصر ولا مهزوم في الحروب العبثية الداخلية السابقة". وعبر المصدر عن "الثقة بأن سمعة ومكانة وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد، وأدواره المشرفة لن تتأثر بزعيق دعاة الحروب والفتن، وأن الشعب وقيادته السياسية يكنون لوزير الدفاع كل الحب والتقدير والعرفان"، حد قوله. وكانت صحيفة "أخبار اليوم" المحسوبة على مستشار رئيس الجمهورية للدفاع والأمن اللواء علي محسن، شنت هجمة شرسة على وزير الدفاع، على خلفية تصريحات له، خلال الأسبوع الماضي، دعا فيها الجيش إلى التزام مبدأ الحياد من المواجهات التي تدور في شمال الشمال، بين قبائل مناصرة ل"الحوثيين"، وأخرى محسوبة على حزب الإصلاح، وكان آخر هذه الهجمات كلمة "المحرر السياسي" التي نشرتها الصحيفة في واجهتها، أمس. وعنونت "أخبار اليوم" افتتاحية محررها السياسي، ب"فخامة الرئيس.. ما أشبه الليلة بالبارحة"، قالت فيها: "لطالما كنا في "أخبار اليوم" جادين ومخلصين مع النظام السابق حين نبهناه إلى تداعيات خطيرة ستقع، بما يؤدي إلى انهياره ما لم يقدم على خطوات حقيقية في إصلاح نظامه دونما مراوغة أو تجاهل للآخر وحقه في الشراكة الوطنية، وأن يكبح جماح الأبناء والأقارب والصحب من التدخلات في التعيينات وفي رسم سياسات البلد الاقتصادية، والحد من الفساد، والعمل من أجل مواطنة متساوية دونما محاباة وإهمال للقدرات والكفاءات". وأضافت الصحيفة: "ولأنه لم يعر معنى لما كنا نطرحه في "أخبار اليوم" من حقائق، وأن الوضع العام لم يعد يقبل التمادي، وأن ثمة ثورة تلوح في الأفق، ولتجاهله أنين المظلومين، واختياره مجموعة أفراد على وطن، فقد حدث الانهيار الكبير لمنظومة حكمه كلها، وترك السلطة والتسلط بفعل هدير الجماهير وعنفوان الثورة الشبابية السلمية، ووصل -في معرفة حماقاته- إلى مستوى لم يكن يصدقه، ولم يفق من صدمة ما هو عليه من تداعيات إلا بعد فوات الأوان، وبعد أن أدار ظهره عن كل النداءات التي ظلت ترجوه أن يعمل شيئا للوطن، وتقدم له صورة الوضع ومخاطره فيما لو استمر النهج على ما هو عليه". واعتبرت الصحيفة أن هادي هو ذات الأمر، حين قالت: "ذات الأمر هو أنت يا فخامة الرئيس، فما أشبه الليلة بالبارحة، تركن إلى الذين ظلموا، وتدير ظهرك عن وطن وقوى نضالية، وتذهب في الضيق بالآخر إلى مستوى غير مقبول، وأنت تعلم علم اليقين أن القوى الظلامية تتآمر على الثورة والجمهورية والوحدة، وأنها تتباهى بقتل 60 ألف جندي في حروب صعدة، واليوم هي على مشارف عمران بمشروعها الظلامي، وتدق نذر حرب وشؤم على وطن، فيما أنت يا صاحب الفخامة تعيش الحكمة تلو الحكمة كما يتحدث عن هذا أبناء "أنصار الله" في صحيفة "الثورة"، من يغرونك بكلام مضل، ويجدون فيك حامي مشروعهم البائس، فيصيغون ما يشبع نهمك من أحرف لا تؤدي إلا إلى الاكتفاء بالحكمة والموعظة الحسنة الهادفة لتغول الحوثية التي ستكون أنت ومن معك من قوى سياسية، وأولهم الإصلاح والشعبي العام، من يتحمل المسؤولية، وهي عسيرة جدا مهما ظننت أن لها أصابع تخرجها مخرجا حسنا". وتابعت: "نحن إذ نشير-وبقوة- إلى اعتمالات غير عادية، وتوقعات قد لا تعيرها اهتماما، ولكنها أشبه ببركان هادر، لنؤكد لك جادين أننا من يخلص لك في الكلمة المسؤولة أمام الله والتاريخ، أما طنين إعلامك الهزيل في الثورة وما رافقها، فقد كان السبب الرئيسي في إسقاط النظام السابق لكثرة مغالطاته وتزييفه للوعي السلطوي، حتى وجد أن ما كتبه الكتبة كذب وهزيل قول، وأن الحكمة يا فخامة الرئيس هي انحيازك للشعب وللجماهير الغفيرة وللقوى النضالية". واسترسلت الصحيفة: "لتعلم يا فخامة الرئيس الهمام، أن الصمت عن تغول الظلاميين، وترك عمران لهم يدخلونها، يوجع البلاد والعباد، ويحقق مشروعا آخر أنت تعلمه، وقادة الحراك الجنوبي الانفصالي على دراية به، ويخططون من أجل سقوط عمران، فلا تقل إنك صاحب حكمة ولن تزج بالجيش في حماية الوطن والثورة والوحدة، فهذه معادلة لا تستقيم نتائجها". وأردفت: "إن كنت تنظر إلى أن ثمة صراعا آخر سيجري عبر حرب يخوضها آخرون بالنيابة عمن هم مسؤولون عن الأمن والاستقرار والسيادة، فأنت ببساطة واهم، فالقوى السياسية الوطنية لن تدخل في حروب تمس الوطن بضر، وتكون حرباً أهلية مدمرة، لن تدخل هذا، وستكون أنت صاحب قرار الفرجة مسؤولاً بقوة عن وطن يتشظى". وتطرق حديث "المحرر السياسي" إلى ما يحدث في عمران: "لتعلم يا فخامة الرئيس المناضل وصاحب الدراية والحكمة والمبجل، أن القوى السياسية عملت ثورة ونجحت فيها، وأنجزت انتخابات أتت بك إلى سدة الحكم، ولم تقامر في أي لحظة بالوطن، وتدخل في صراع، وإنما قادت ثورة سلمية، وانتصرت، وفي المقدمة الجيش الحر الذي انحاز سلميا للساحات على طول اليمن وعرضها، حتى تحقق الهدف الذي يجري اليوم التآمر عليه عبر البوابة الشمالية عمران، فيما أنت صاحب حكمة تتفرج على قوات ضخمة وعتاد عسكري حوثي لا مثيل له، ويراه وزير دفاعك أنه مجرد صراع سياسي، ولا نعلم إذا أنت في ذات الرأي، فالظن الحسن قائم بك، والثورة باقية، والنصر المؤزر حقيقي للوحدة الوطنية، مهما كانت هناك وعود أخرى لقادة آخرين يريدون شق الوطن". الحضرمي اليوم الحضرمي اليوم