دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أمس، إلى عقد جلسة برلمانية لانتخاب رئيس جديد للبلاد الأربعاء المقبل الذي يصادف 23 أبريل الحالي، خلفاً للرئيس ميشال سليمان وسط انقسامات سياسية حادة قد تحول دون إجراء الانتخابات في موعدها. وينهي الرئيس سليمان في 25 مايو المقبل 6 سنوات من ولايته وقد يصبح أول رئيس لا يتفق على تجديد أو تمديد ولايته بعد الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. ولا يحتاح المرشح للرئاسة اللبنانية إلى تسجيل ترشيحه، كما يستطيع مجلس النواب انتخاب أي مسيحي ماروني دون أن يكون أعلن ترشيحه. وتنقسم القوى السياسية في البلاد بين داعم للنظام السوري وفي مقدمتهم «حزب الله» المشارك في الحرب إلى جانب الجيش السوري النظامي، ومؤيدين لمسلحي المعارضة وفي طليعتهم «تيار المستقبل» بزعامة رئيس الوزراء السني الأسبق سعد الحريري. وغالباً ما يشكل اسم الرئيس الجديد نقطة تقاطع بين دول إقليمية وغربية ذات تأثير في لبنان ذي التركيبة الطائفية والسياسية الهشة. وعلى هذا الأساس جرى انتخاب الرئيس سليمان قائد الجيش السابق في 25 مايو 2008 في إطار اتفاق في الدوحة بعد معارك وصلت بين الفرقاء اللبنانيين وصلت إلى العاصمة بيروت. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن بري اتصل هاتفياً ببطريرك الموارنة الكاردينال بشارة الراعي وأبلغه موعد الجلسة إذ ينبغي أن يكون الرئيس مسيحياً مارونياً ويجب على أي مرشح أن ينال ثلثي أصوات أعضاء مجلس النواب المؤلف من 128 نائباً وهو ما لا يملكه أي فريق من طرفي النزاع. وفي حال عدم انتخاب رئيس جديد للبلاد قبل 25 مايو المقبل، فستتولى صلاحيات الرئيس حكومة رئيس الوزراء تمام سلام التي تشكلت في فبراير الماضي بعد نحو 11 شهراً من الجمود السياسي. ولم يتقدم بترشيحه رسمياً حتى الآن إلا زعيم القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع وهو أحد قادة «تحالف 14 مارس». ويتردد اسم الزعيم المسيحي ميشال عون في تحالف «قوى 8 مارس» الذي يتزعمه «حزب الله»، إضافة إلى حليفه سليمان فرنجية زعيم تيار المردة. كما يتم طرح أسماء مارونية أخرى قد يتم التوافق عليها في محاولة لتجاوز الانقسام السياسي بالبلاد وتفادياً لحصول فراغ في رأس الدولة اللبنانية. ومن بينها قائد الجيش جان قهوجي الذي يحتاج انتخابه إلى تعديلات دستورية على غرار تلك التي حصلت مع انتخاب سليمان والرئيس الأسبق إميل لحود. ومدة ولاية الرئيس 6 سنوات ولا يحق له الترشح لولاية ثانية، لكن منذ انتهاء الحرب الأهلية تم تمديد ولاية كل من الرئيسين إلياس الهراوي وإميل لحود بعد تعديلات دستورية، لمدة 3 سنوات. وترفض قوى 8 مارس وخصوصاً «حزب الله» خيار التمديد لسليمان بسبب مواقفه العلنية المنتقدة لسلاح الحزب الشيعي وتدخله في الحرب السورية الأمر الذي سيحول دون حصول التوافق الضروري لتعديل الدستور من أجل تمديد ولايته. ... المزيد الاتحاد الاماراتية