أبدع الإنسان بالنقش والحفر على العديد من الخامات مثل الخشب والحديد والنحاس والفضة وأحجار الجرانيت وغيرها من الخامات، لم ينقطع عبر السنين، وهناك الكثير من التقنيات الحديثة، التي دخلت على هذا الفن لكن يظل العمل اليدوي له بريقه وجاذبتيه الخاصة وضيفتنا اليوم من الفنانات، التي امتهنت هذا العمل اليدوي وبالأخص الحفر على الفضة لها العديد من الأعمال والمشاركات، التي جاءت مميزة في خدمة تراثها ومجتمعها الإسلامي. في كل أعمالها وبلوحات منقوشة على الفضة تبدع الفنانة هيفاء مدني وتأخذك بكل لوحة صناعتها بأناملها إلى عالم مختلف في موهبة منقطعة النظير ومع كل عمل تجد نفسك أمام تساؤلات عن سر الإبداع وتناغم الحروف المنقوشة. تقول هيفاء «المشروع هو عبارة عن عمل فني يتلخص في الحفر والنقش على قشرة الفضة والتي تسمى بالفرنسية «ايتان».. و قشرة الفضة هي مادة تشبه القصدير يتم الرسم عليها بحسب الشكل المطلوب ومن ثم تبدأ عملية النحت بطريقة معينة وفنية ومن ثم تتم تعبئتها بالشكل المطلوب وغالبًا ما تكون هذه النقوش بأشكال فنية أو آيات قرآنية. وتضيف هيفاء عملت في هذا المجال مدة 13 سنة، وذلك بعد انتهائي من دراسة هذه الأعمال الفنية خارج المملكة، وبعد عودتي للمملكة قمت بتطويرها وتسخيرها بأشكال إسلامية تتناسب تراثنا ومجتمعنا ومع عاداتنا والبيئة التي نعيش داخلها. كما أقوم بمزاولة عملي داخل المنزل والتسويق عن طريق برامج التواصل الاجتماعي، إضافة إلى المشاركة في المعارض التي تقام. من العقبات التي واجهتني توفير الخامات، التي أقوم باستخدامها في أعمالي.. فهي موجودة ولكن بشكل نادر جدًا، مما يضطرني في معظم الأحيان أن أقوم بطلبها من الخارج ومن فرنسا تحديدًا كونها هي المصدر الأساسي لرقائق الفضة حيث يبلغ سعر المتر 250 ريالا، ومن العقبات أيضًا هو الحصول على سجل تجاري، حيث يتطلب الحصول على السجل توفير مكان ملائم أولًا ليأتي بعدها توفير العمالة المناسبة والسعودة. وتوجه هيفاء كلمة للشباب قائلة: «نصيحتي لكل من لديه رغبة في الدخول إلى مجال الأعمال أو من كان في بداياته ألا يقف عند نقطة معينة وأن يكمل طريقه دون السماح لأي عقبة أن تقف حائلًا بينه وبين أهدافه. ولهيفاء رأي فى الملتقيات والمعرض المخصصة للشباب، حيث توضح كان لدي مشاركة وحيدة في أحد الملتقيات وهي أول مشاركة لي في ملتقيات شباب الأعمال.. ومشيرة إلى مشاركتها مثمرة بالنسبة لها، حيث وفر أجواء مناسبة لتبادل الخبرات وطرح الجديد والتسويق لأصحاب المشروعات، التي لا تزال في بدايتها والتعريف بهم.. وتتمنى فى المستقبل أن تشارك في العديد في الملتقيات الشبابية، مشيرة إلى أن تميزها بهذا العمل أصبح مسؤولية كبيرة يدفها للبقاء مستمرة في هذا المستوى، بل وتحقيق المزيد من التفوق. المزيد من الصور : صحيفة المدينة