العالم الصغير، وأصغر مبتكر إماراتي يعنى بعلوم الروبوت، ألقاب مُنحت لطفل صغير، يدعى أديب سليمان البلوشي، وهو طفل كبقية الأطفال يحب اللعب واللهو، لكنه يمارسها بطريقته الخاصة وأهداف مختلفة غير التسلية. «عبقرينو» أو الطفلٌ أديب تميز عن غيره من الأطفال، فهو يتجه إلى آفاق عالية تتجه نحو البحث العلمي والتجارب العلمية، ويسعى العالم الإماراتي الصغير إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع سواهم من خلال الاختراعات التي يخترعها لجعلها وسيلة لخدمتهم. عن بداية اكتشافه لموهبة الاختراع لديه، يقول أديب البلوشي: منذ صغري كنت محباً للتفكير، وأسارع في إعطاء الإجابات، وكنت أعشق إيجاد الحلول للمشكلات التي نصادفها في المجتمع، إلى أن جاء يوم ذهابي مع والدي للسباحة في البحر، فرأيته ينزع الدعامة الحديدية المساعدة له في المشي كونه مصاباً بشلل الأطفال، شعرت حينها بخوف شديد عليه من أن يصيبه أي سوء أثناء السباحة، فسألت والدي عن السبب الذي يجعله يخلع الدعامة الحديدية، فكانت إجابته بأنها ليست مضادة للماء، وقد تتعرض للتلف بسهولة، الأمر الذي جعلني أفكر في نفسي أن أصمم دعامة ضد الماء من شدة خوفي على والدي، وهنا كانت بدايتي في عالم الابتكار. دور الأهل ويُبدي أديب الذي يدرس بإحدى المدارس الخاصة في دبي سعادته بأن الله عز وجل مَن عليه بوالدين يحبون العلم، ويقدسان الحرف قبل الكلمة، وأن دورهم أساسي في كل حياته في تنمية موهبة الاختراع لديه وتحفيزه على المضي في هذا الطريق، فرعايتهم و تضحياتهم واكتشافهم لإبداعات وابتكارات الطفولة المبكرة لديه هي سبب في وصوله لهذا المرحلة. أما عن نوع التحفيز، فيشير أديب إلى الحيز الكبير من حرية الثقافة التي يتلقاها من والديه، فهو بطبيعة الحال كثير التساؤل، ولا يقتنع بسهولة حتى يجد برهاناً على تساؤله، فكان يتكلم معهم بمنتهى الحرية، بمقابل احترام والديه لتساؤلاته ولآرائه التي كانت تُنفذ لخدمة بحثه مهما كان حجمها. ويذكر أديب موقفاً له عندما كان في الروضة، فقد كان شغوفاً بالنار ومعرفة أثرها على مواد مختلفة والرواسب.. إلخ، فقام في صباح يوم وبدأ بإشعال النار، وحرق عودين أحدهما من الخشب والآخر من البلاستيك، الأمر الذي جعل أفراد عائلته يستيقظون مذعورين، وتسارع والدته باحتضانه خوفاً من إصابته بأي مكروه جراء النار، بعكس والده الذي جلس ينظر إليه مطولاً سائلاً إياه عن ما في باله من تجربة عليمة، وتقديمه يد المساعدة في إنجاح التجربة ومعرفة نتائجها. وفي اليوم نفسه، اصطحبه والده لمنطقة جبلية وأشعل له ناراً، ورافقه خطوة خطوة في تجربته العلمية. ... المزيد