قتل 14 جندياً جزائرياً بمكمن في منطقة القبائل شرق العاصمة، نصبه مسلحون تابعون ل «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». ووقع الهجوم ليل السبت - الاحد في قرية إيبودرارن في ولاية تيزي وزو حيث يتمركز في الجبال ما تبقى من النواة الصلبة للتنظيم بما في ذلك قادته المحليون. وعلمت «الحياة» أن 11 جندياً قتلوا على الفور، فيما توفي ثلاثة آخرون لاحقاً متأثرين بجروحهم، ما جعل حصيلة ضحايا الجيش في هذا الهجوم، الاكبر من نوعها منذ خمس سنوات. وأفيد أن 11 جندياً آخرين اصيبوا بجروح في الهجوم الذي يأتي غداة اعادة انتخاب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رابعة مدتها خمس سنوات. وأفاد مصدر أمني أن الجنود الجزائريين استهدفوا فيما كانت قافلتهم تسلك منحدراً بين قريتين نائيتين في الجبال. وأشارت تقديرات عسكرية الى المجموعة الإرهابية المهاجمة يفوق تعدادها ال20 مسلحاً كانوا يترقبون القافلة بعد عملية تمشيط مهمة نفذها الجيش في المنطقة. وتلا الهجوم تبادل لإطلاق النار تواصل لساعات، وقتل خلاله إرهابي واحد يعتقد أنه ينتمي الى إحدى خلايا «القاعدة» الناشطة في منطقة القبائل التي تعتبر تيزي وزو عاصمتها الرمزية. وشاهد السكان وصول عشرات من سيارات الإسعاف لنقل الجرحى في ساعات الفجر الأولى، فيما أرسل الجيش الجزائري تعزيزات كبيرة إلى المنطقة قوامها 40 شاحنة عسكرية. كما حلقت مروحيات عسكرية في المنطقة الجبلية، فيما تحركت قوافل عسكرية من العاصمة الى تيزي وزو. ويقوم الجيش الجزائري منذ أكثر من شهر بعمليات تمشيط دورية في منطقة القبائل حيث تتحصن عناصر من تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» تركزت هجماتها أخيراً في هضبة اغريب شمال الولاية، في حين وقع الهجوم الأخير في جنوبها على اطراف ولاية البويرة الصعبة التضاريس وذات الغابات الكثيفة، ما يشير الى توسيع مسلحي «القاعدة» نطاق هجماتهم. وكانت وزارة الدفاع الجزائرية أعلنت الأسبوع الماضي، أن قوات الجيش قتلت 6 مسلحين متشددين في عمليتين نفذتهما في قرية كوكو الجبلية، في موقع غير بعيد من مكان المكمن الأخير. وتوقف مراقبون عند توقيت الهجوم الإرهابي بعد ثلاثة أيام فقط من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، والتي سجلّت فيها ولاية تيزي وزو نسبة المشاركة الاضعف (قدرت ب 20.01 في المئة). كما يأتي الهجوم بعد سلسلة عمليات مهمة للجيش في منطقة تيزي وزو وعدد آخر من الولايات، أسفرت عن مقتل أكثر من 12 إرهابياً، كما افادت بيانات وزارة الدفاع. وتزامن الهجوم مع احياء ذكرى «الربيع الأمازيغي» (أحداث عام 1980). وتخللت إحدى المسيرات التي خرجت للمناسبة امس، أعمال عنف. وشهدت الولايات الثلاث للقبائل (بجاية والبويرة وتيزي وزو) مسيرات دعت إليها حركة بربرية مناهضة للسلطة. *الحياة موقع قناة عدن لايف