تستضيف المدينةالمنورة اليوم الثلاثاء المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب، تحت شعار "الإرهاب: مراجعات فكرية وحلول عملية". وهي تستضيف هذا المؤتمر للعام الثاني على التوالي، وبعد استضافتها المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب بمشاركة 50 دولة العام الماضي. حيان الهاجري من الرياض: يشارك في مكافحة الإرهاب في المدينةالمنورة في السعودية هذا العام 29 باحثًا وباحثة من السعودية ومصر والجزائر والأردن والعراق والبحرين والمغرب وماليزيا، يطرحون رؤاهم لبناء إستراتيجية علمية برؤية إسلامية للمعالجة الفكرية للإرهاب، من خلال التعرف على نقاط القوة والضعف، وفرص النجاح والمخاطر المحيطة بكل مراجعة فكرية أو جهد دعوي أو رؤية أو آلية جديدة معززة لإعادة المنحرفين، ودرء الخطر عن المستقيمين. حزم ورويّة أكد الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وزير الحرس الوطني، أن السعودية في طليعة الدول التي تصدَّت للإرهاب، داخليًا وخارجيًا، "إذ واجهت الإرهاب الداخلي بحزم وحكمة مع الفئة التي ضلّت من أبناء المجتمع، وتعاملت معه برؤية ورويّة تستهدف معالجة هذه الظاهرة من جذورها". وأوضح ان السعودية ركزت في مواجهتها الإرهاب على البعدين الفكري والأمني، عبر استراتيجية شارك في تنفيذها كل مؤسسات الدولة الأمنية والدينية والتعليمية والتربوية والإعلامية، لنشر الوعي بين أفراد المجتمع بمخاطر الإرهاب، وآثاره السلبية على الفرد والدولة، وكيفية التصدي له، "ما أوجد وعيًا مجتمعيًا أسهم في تلاحم الشعب السعودي مع القيادة، للخلاص من هذا الخطر الذي هدد المجتمع بأسره". وأضاف: "الدولة استكملت جهودها الداخلية في مكافحة الإرهاب بصدور الأمر الملكي الكريم وما تضمنه من مواد وقوانين واضحة للحد من انتشار هذه الممارسات الخاطئة وهذا الفكر الدخيل على مجتمعنا". التصدي للفكر الضال وكان وزير الداخلية السعودي، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، قال إن عقد المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب، الذي تنظمه الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، تأكيد للاهتمام الذي توليه قيادة المملكة للتصدي لكل المحاولات التي تسعى للنيل من العقيدة الإسلامية بأفكار ضالة، تستهدف تشويه سماحتها وإثارة الفتنة بين المسلمين، ولحماية أبنائنا من التغرير الذي يسخرهم أدوات لتنفيذ غايات أعداء الدين والوطن لارتكاب جرائم تتنافى مع الإسلام وأحكامه التي تحرم قتل النفس بغير حق. وذكَّر الأمير محمد بن نايف بأن استراتيجية السعودية الشاملة لمكافحة الإرهاب تركز على تبني سياسة مواجهة الفكر بالفكر، "عبر تسخير كل الجهود لمواجهة الفكر الضال وكشف حقيقته وأهدافه وحماية مواطنيها منه". واشار إلى أن أكثر من 90 بالمئة من المغرر بهم تراجعوا عن أفكارهم. وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة إن السعودية استشعرت منذ سنوات عدة خطر ظاهرة الإرهاب والفكر الضال المنحرف، "فكانت من أوائل الدول التي تصدت له على مختلف الصعد"، مشيدًا بشجاعة رجال الأمن في مواجهة الفئات الضالة والباغية. تراجعوا ونقلت تقارير عن الدكتور عبد الرحمن بن عبدالله السند، مدير الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، إشارته إلى تخصيص جلسة كاملة خلال المؤتمر ليتحدث خلالها ستة ممن تراجعوا فكريًا عن تجاربهم، وما وصلوا إليه بعد المعالجة الفكرية التي خضعوا لها ضمن برنامج المناصحة. وأكد السند أن السعودية جمعت بين التنظير والواقع العملي، أمنيًا وفكريًا، في مكافحتها للارهاب، "فالمملكة من أوائل الدول التي عانت من الإرهاب وشروره المدمّرة منذ زمن، فقاومته بشتى أنواعه وصوره". ووصف السند الإرهاب بأنه نبتة خبيثة، "ليس لها دين ولا جنس ولا جنسية ولا عرق ولا لون، يتكيّف بصورة بشعة مستقذرة، واجهتها نصوص الكتاب والسنة، كما واجهتها المملكة التي قامت على الاعتدال والوسطية لدستور هذه البلاد الكتاب والسنة". وبيّن أن كل الدعاوى التي تُلصق بالإسلام ومحاولة ربطه بالإرهاب مردودة بنص الكتاب والسنة، لافتًا إلى أن المؤتمر سيتطرق إلى الجانب العملي والمراجعات الفكرية التي حققت فيها السعودية قصب السبق، فأصبحت أن موذجًا يقتدى به عالميًا. ايلاف