طالب ممتهنون بإعادة النظر جذرياً في منهجية تدريس الإعلام لتناسب متطلبات سوق العمل، بدلاً من مواد لا تفيد الخريجين ولا تضيف إليهم أي مهارات عملية، منوهين بوجود فجوة كبيرة بين مخرجات كليات الإعلام ومتطلبات سوق العمل. وذهب البعض إلى المطالبة بإغلاق الكليات واستبدال بها مراكز تدريب عملية، تستقطب أصحاب الموهبة والراغبين في الالتحاق بالعمل الإعلامي، على أن يدرب هؤلاء وفقاً لاحتياجات المؤسسات الإعلامية. وهنا، أقر المسؤول الإعلامي في هيئة تنمية المجتمع محمد الغفلي بأن في المنهج مواد كعلم الفلك والبيئة لا تمت بصلة إلى الإعلام، مستبعداً صنع صحافي عبر مجلة الجامعة مهما كان حجم موهبته، إذ إن الواقع العملي والكلام للغفلي يتطلب مهارات أكثر أهمية. من جهته، اقترح رئيس مجموعة الصايغ للإعلام عبداللطيف الصايغ إغلاق كليات الإعلام واستبدال بها مراكز تدريب عملي، تؤهل المتدربين وفقاً لاحتياجات المؤسسات الإعلامية والوفاء بمتطلباتها، ملمحاً إلى عدم جدوى ما يُدرّس في الكليات. أما الإعلامية عائشة سلطان فلم تعط أهمية لمقترح صقل مهارات الخريجين داخل المؤسسات الصحافية، لكونها مطالبة بالإنتاج الإخباري يومياً. وأرجع عميد كلية الإعلام في عجمان الدكتور خالد الخاجة توجه معظم الطلبة إلى قسم العلاقات العامة إلى إدراكهم أن القطاع الحكومي قادر على استقطابهم وتوفير ميزات لا يوفرها العمل الصحافي. من جهتها، أقرت رئيسة قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات الدكتورة عائشة عبدالله النعيمي بأن 75 في المئة من خريجي القسم لا يجدون عملاً في تخصصاتهم، مشيرة إلى أن أقسام الإعلام والاتصال الجماهيري في الجامعات شريكة في خطط توطين الإعلام، عبر إعدادها خريجين جاهزين للالتحاق بسوق العمل، وأنها تؤدي دورها في هذا الجانب عبر رفد سوق الإعلام في الإمارات بعناصر إعلامية مؤهلة. واعتبرت النعيمي تفاعل المؤسسات الإعلامية مع الجامعات واستقطاب طلبتها المتميزين دليلاً على أن الأمر لا يتعلق بكفاءة الخريجين بل برغبة المؤسسات الإعلامية في الاستفادة منهم، مطالبة إياها بمواصلة تأهيل الخريجين الجدد من المواطنين، ومنحهم فرصاً للعمل واكتساب الخبرات. كليات الإعلام .. بعيداً عن واقع المؤسسات الإعلامية يحيل خريجو كليات الإعلام نفورهم من الالتحاق بالصحافة المطبوعة إلى ضعف التدريب العملي الذي تلقوه أثناء الدراسة وانفصال ما تعلموه من المناهج عن واقع سوق العمل، ما يجعل مطالبة الجامعات بتغيير استراتيجيتها وتحمل مسؤوليتها عن تخريج كوادر وطنية مؤهلة أمراً ملحاً، مقترحين تطبيق نظام يخصص عامين للدراسة النظرية، وعامين للتدريب العملي، أو إغلاق كليات الإعلام. وفي حديثهم ل «الرؤية» انقسمت آراء متخصصين في الشأن الإعلامي بين مطالبة بعضهم بإغلاق الكليات، وبين لوم آخرين الطلبة الملتحقين بالإعلام ممن لا يجدون خيارات دراسية أخرى، مفضلين تحديد القبول بالطلبة الموهوبين في حقل الإعلام. ويرى المسؤول الإعلامي في هيئة تنمية المجتمع محمد الغفلي الذي تخرج في كلية الاتصال والصحافة المطبوعة في عام 2011 أن ثمة مواد في المنهج لا تمت بصلة إلى الإعلام، كعلم الفلك والفقه الإسلامي والبيئة على الرغم من كونها اختيارية، وأن الواقع العملي يتطلب مهارات أكثر أهمية من هذه المواد. واعتبر الغفلي أن الكتابة في مجلة الجامعة وفترة التدريب في مؤسسة إعلامية قبل التخرج لا تكفي لبناء شخصية الصحافي وتطوير قدراته حتى مع توافر الموهبة، ما يدفع الخريجين إلى تفضيل العمل في مجال العلاقات العامة والابتعاد عن الصحف. وشاطره يوسف الهرمودي المتخرج في قسم العلاقات العامة بكلية الاتصال الرأي حول عدم جدوى المناهج في ظل التطور الذي يشهده الإعلام، مقترحاً تخصيص عامين للدراسة النظرية، وآخرين للتدريب الميداني أسوة بالجامعات العالمية الهادفة إلى تأسيس وتخريج كوادر مبدعة. واقترح رئيس مجموعة الصايغ للإعلام عبداللطيف الصايغ إغلاق كليات الإعلام واستبدالها بمراكز تدريب عملي تستقطب الموهوبين الراغبين في العمل الإعلامي ما يفي بمتطلبات سوق العمل على حد تعبيره، مطالباً بوقفة جادة من قبل الجامعات لإعادة النظر في المناهج بشكل جذري عبر الاطلاع على احتياجات المؤسسات الإعلامية، وخلق توازن في أعداد الخريجين مع متطلبات سوق العمل الإعلامي، معتبراً ما يتعلمه الطالب خلال سنوات أربع في الجامعة لا يمكّن الخريج من العمل الميداني. وذكرت الإعلامية عائشة سلطان أن الحديث عن إغلاق الكليات لعدم جدواها يحتاج دراسة وإحصاءات للحصول على أدلة تؤكد ذلك، على أن تتضمن الإحصاءات توجهات الطلبة وأسباب إقبالهم وعزوفهم، بدلاً من تقديم أحكام مسبقة وتحميل مسؤولية فشل بعض الخريجين في العمل الميداني إلى المؤسسات الإعلامية، منوهة إلى أن الصحف اليومية ليست متفرغة كلياً للتدريب وصقل مهارات الخريجين، وأن الدعم الحكومي الذي كانت تتلقاه تغير وأصبح لزاماً عليها إيجاد أدوات لتمويل أعمالها. من جهته، اعتبر عميد كلية الإعلام في عجمان الدكتور خالد الخاجة تخريج طلبة يحملون البكالوريوس بإحدى اللغتين (العربية والإنجليزية) أمراً جيداً، محيلاً العراقيل التي تصادف الطلبة بعد تخرجهم إلى ضعف مستواهم في اللغة العربية، ذلك أن الصحف الورقية بحاجة إلى صحافيين يتقنون اللغة وعلى قدر من المهارة الكتابية. وأشار الخاجة إلى اقتصار عدد طلبة قسم الصحافة المطبوعة في جامعة عجمان على طالبتين مواطنتين، مرجعاً توجه معظم الطلبة إلى قسم العلاقات العامة لإدراكهم أن القطاع الحكومي قادر على استقطابهم وتوفير ميزات لا تتوافر في الصحف المطبوعة. في سياق متصل، كشفت ل «الرؤية» رئيسة قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات الدكتورة عائشة عبدالله النعيمي عن أن 75 في المئة من خريجي القسم يبحثون سنوياً من دون جدوى عن فرص عمل لهم بعد التخرج، موضحة أن قسم الاتصال الجماهيري يضم نحو 300 طالب وطالبة يتخرج منهم نحو 65 كل عام، فيما يبلغ عدد الإناث منهم 50 خريجة يحصل ربعهم على وظائف. وأكدت النعيمي جاهزية خريجي القسم للانخراط في سوق العمل الإعلامي، نظراً للتدريب العملي الذي يحصلون عليه خلال الدراسة، لكنها لم تعفِ المؤسسات الإعلامية من مسؤوليتها بمواصلة تأهيل الخريجين المواطنين الجدد، ومنحهم فرصاً للعمل واكتساب الخبرات، معتبرة تفاعل عدد من المؤسسات الإعلامية مع القسم، واستقطاب خريجيه وطلبته المتميزين حتى قبل تخرجهم، ومنحهم فرص عمل، دليلاً على أن الأمر لا يتعلق بكفاءة الخريجين بل برغبة المؤسسات الإعلامية الاستفادة منهم. ونفت النعيمي إحجام الطلبة والخريجين عن العمل في الصحافة وتفضيلهم مجال العلاقات العامة تهرباً من المسؤولية الصحافية أو البحث عن العمل المكتبي المريح، مرجعة ذلك إلى أسباب أخرى تتعلق بوجود باقة أوسع لفرص عمل العلاقات العامة على مستوى الدولة، واضعة إياها أولاً في استقطاب الخريجين، تليها الإذاعة والتلفزيون، ثم الصحافة الورقية، مشيرة إلى أن التوطين يحتاج استراتيجية متكاملة من الجهات المعنية كالمجلس الوطني للإعلام، والمؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة، والمؤسسات الأكاديمية التي يجب عليها رفع مستوى تأهيل طلبتها. وأكدت رئيسة قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات أن أقسام الإعلام والاتصال الجماهيري في الجامعات شريكة في خطط توطين الإعلام عبر مسؤوليتها بإعداد خريجين جاهزين للالتحاق بسوق العمل، عبر تأهيلهم وتدريبهم عملياً خلال الدراسة، موضحة أن قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات، يقوم بدوره في هذا الجانب عبر رفد سوق الإعلام في الإمارات بعناصر مؤهلة جيداً للعمل الإعلامي، ببرامج تدريب عملي في مسارات مختلفة. وأشارت النعيمي إلى منح جانب التدريب العملي أولوية كاملة في المسارات كافة، الصحافة، الإذاعة والتلفزيون والعلاقات العامة، من خلال البنية التحتية القوية المتمثلة في المختبرات ومجالات تأهيلية مختلفة، لافتة إلى أن القسم يفرد فصلاً دراسياً كاملاً بكل مساراته للتدريب العملي، يقضيه الطالب في إحدى المؤسسات الإعلامية الوطنية، لتعزيز مهاراته وخبراته العملية التي تؤهله للانخراط مباشرة بعد التخرج في سوق العمل الإعلامي. وأوضحت النعيمي أن القسم يستقطب إعلاميين من جهات ومؤسسات إعلامية إماراتية كقناة سكاي نيوز لنقل خبراتهم العملية وتدريب الطلبة وتأهيلهم عبر دورات تدريب احترافية، مضيفة أن لدى القسم استديو احترافياً، يقدم خدمات تدريب عملي متكاملة لطلبة مسار الإذاعة والتلفزيون، كما يقوم لكونه الوحيد من نوعه في مدينة العين بخدمات إنتاجية ويحرص على إشراك الطلبة فعلياً في إنتاج أي برنامج يقدم من خلاله. وأبانت رئيسة قسم الاتصال الجماهيري أن تدريب الطلبة يخضع في الاستديو لمراحل متدرجة، بحيث يكون الطالب مؤهلاً عند تخرجه للقيام بالعمليات المهنية والفنية كافة، بدءاً بالإعداد والتقديم الإعلامي مروراً بالإضاءة والمونتاج والإخراج، مشيرة إلى التعاون مع إحدى المؤسسات الإعلامية يتضمن بث حلقات لأحد برامج فضائية دبي الرياضية من استديو جامعة الإمارات، وستتم العملية عبر طلبة القسم بإشراف كوادر دبي الفضائية. وتطرقت النعيمي إلى نادي الإبداع الإعلامي معتبرة إياه من أفضل مختبرات الجامعة التي تتيح لطلبة كل المسارات التدرب على أحدث البرامج في الحقل الإعلامي ويؤهلهم عملياً وعلمياً. وأضافت رئيسة قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات أن إصدار طلبة القسم بشكل دوري «مجلة الإعلامية» التي توزع في جامعة الإمارات وعدد من الجامعات الإماراتية والخليجية، يمثل فرصة تدريب عملي لطلبة مسار الصحافة لكونها تصدر بإشراف ومتابعة أكاديميين، لافتة إلى أن القسم يحضر لافتتاح قناة إذاعية على مستوى الجامعة في المرحلة الأولى، لصقل مهارات طلبة القسم وتدريبهم. The post كليات الإعلام .. المنهجية أو الإغلاق appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية