متابعة - صفاء العبد: يبحث الجيش اليوم عن فرصة مواصلة المشوار في دوري أبطال آسيا لكرة القدم من خلال التأهل إلى دور الستة عشر بالبطاقة الثانية لمجموعته الثانية عبر اللقاء المهم الذي سيجمعه مع ضيفه فريق بونيودكور الأوزبكي على ملعب عبدالله بن خليفة بنادي لخويا عند الساعة الثامنة والربع مساء وهو نفس التوقيت الذي ستقام فيه المباراة الثانية في المجموعة والتي ستجمع بين فريقي الفتح السعودي وفولاذ خوزستان الإيراني على ملعب الأول. ويخوض الجيش مباراته الأخيرة هذه في دور المجموعات من البطولة وهو يمتلك خياري الفوز والتعادل لضمان تأهله بينما يخوضها الفريق الأوزبكي بخيار الفوز فقط لأنها النتيجة الوحيدة التي ستجعله يتفوق على الجيش بفارق الأهداف ليرافق فولاذ خوزستان المتصدر إلى دور الستة عشر بعد أن كان هذا الأخير قد ضمن تأهله بغض النظر عن نتيجة مباراته الأخيرة اليوم أمام الفتح السعودي صاحب المركز الرابع والأخير في المجموعة برصيد نقطتين من خمس مباريات لم يحقق فيها أي فوز مسجلا تعادلين وثلاث هزائم. وسبق للجيش أن فاز على بونيودكور بهدفين لهدف ذهابا في المباراة التي جمعت بين الفريقين في الحادي عشر من الشهر الماضي في طشقند، علما أن الجيش كان قد حقق إلى جانب فوزه ذاك فوزا آخر كان على الفتح إيابا وبهدفين نظيفين في الأول من هذا الشهر هنا في الدوحة بينما تعرض لخسارة واحدة كانت في الجولة الماضية أمام فولاذ الإيراني في إيران وبثلاثة أهداف لهدف إلى جانب تعادله في مباراتين كانتا مع فولاذ ذهابا هنا في الدوحة ذهابا في الخامس والعشرين من فبراير الماضي ومع الفتح في الرياض ذهابا أيضا في التاسع عشر من الشهر الماضي وهو ما منح الفريق ثماني نقاط حتى الآن أهلته لإشغال المركز الثاني خلف فولاذ الذي حصد (11) نقطة من ثلاثة انتصارات وهزيمتين ليقف في صدارة المجموعة ويعلن عن تأهله قبل بلوغ الجولة السادسة والأخيرة هذه من صراع المجموعة. ومع أن الجيش كان قد تغلب على بونيودكور ذهابا هناك على ملعبه وبين جمهوره إلا أنه يبقى اليوم بحاجة إلى جهد أكبر من أجل تحقيق الفوز أو حتى التعادل لبلوغ الدور الثاني من البطولة لا سيما وأن الفريق الأوزبكي اليوم هو غير ما كان عليه في بداية المشوار حيث تصاعد مستواه بشكل واضح بحيث تعادل مع فولاذ المتصدر بهدف لهدف ذهابا قبل أن يخسر أمامه إيابا بصعوبة وبهدف وحيد ومتأخر ثم عاد ليقلب تعادله السلبي مع الفتح السعودي ذهابا إلى فوز بثلاثة أهداف لهدفين إيابا في الجولة السابقة من منافسات هذه المجموعة قبل أسبوع واحد. وليس من شك في أن الجيش يمكن أن يعاني اليوم من بعض الإرهاق بسبب زحمة مشاركاته حيث كان قد أنهى الدوري توا وهو في مركز الوصيف ليخوض بعدها مباشرة مباريات كأس قطر التي تأهل إلى مباراتها النهائية من خلال فوزه على السد بهدف وحيد السبت الماضي وكل ذلك إلى جانب مشاركته الآسيوية هذه، لكنه مع ذلك يتمتع برغبة كبيرة في مواصلة مشواره مع البطولة القارية هذه عبر تجاوز إخفاقته الوحيدة فيها في الجولة الماضية التي تعرض فيها لأول خسارة وكانت أمام فولاذ في إيران وبثلاثة أهداف لهدف وهي النتيجة التي أخرت إعلان تأهله إلى دور الستة عشر. وفي كل الأحوال نقول إن أفضلية الخيارين هذه قد لا تصب في مصلحة صاحبها في أحيان كثيرة مثلما سبق وأن شهدنا في العديد من التجارب المماثلة في كرة القدم، وهو الأمر الذي لابد وأن ينتبه له لاعبو الجيش وجهازهم الفني بحيث يدخلون هذه المباراة بشعار الفوز فقط مع نسيان فرصة التعادل تماما سعيا لتجنب أي تكاسل يمكن أن يتسرب إلى نفوس اللاعبين. أما الفوز هنا فإنه سيحتاج إلى جهد استثنائي وكبير لأن الجيش سيكون في مواجهة فريق يتمسك هو الآخر بفرصته الأخيرة وهي فرصة الفوز بأي نتيجة حيث سيكون ذلك كافيا لتجعله يتفوق على الجيش بفارق الأهداف حتى وإن كان هذا الفوز بهدف وحيد. ومن هنا نقول إن ما ننتظره من الجيش هو أن يستثمر الضغط النفسي الذي يمكن أن يعاني منه لاعبو بونيودكور وخصوصا إذا ما تمكن لاعبونا من التقدم بهدف مبكر لأن ذلك سيزيد حتما من ذلك الضغط وقد يدفع باللاعبين إلى ارتكاب الكثير من الأخطاء وبالتالي فقدان التركيز خلال المباراة. غير أن المطالبة هنا بهدف مبكر لا تعني التسرع غير المبرر وإنما العكس تماما وهو اللعب بأعصاب هادئة مع التمسك بتنفيذ الواجبات بأفضل صورة مراهنين هنا على الإمكانات الحقيقية التي نعرفها جيدا لدى لاعبينا وكذلك على فطنة مدرب الفريق نبيل معلول المتمرس بمثل هكذا مواجهات مهمة. ومع أن الجيش سيفتقد اليوم لبعض لاعبيه المهمين وهم وسام رزق الذي يواصل غيابه بسبب الإصابة ومحمد مثناني وماجد محمد وكلاهما يغيبان أيضا بسبب الإصابة، إلا أنه يستعيد اليوم مهاجمه الخطير البرازيلي نيلمار الذي سبق وأن غاب عن الفريق في مواجهته أمام السد في قبل نهائي كأس قطر يوم السبت الماضي، مع الإشارة هنا إلى أن نيلمار كان هو من سجل هدفي الجيش في مرمى بونيودكور ذهابا. وقد يكون مهما هنا الإشارة إلى أن الفريق الأوزبكي يتميز بخطورة واضحة في تحركاته الجانبية وعبر الانطلاقات السريعة وهذا ما يحمل تحديدا ظهيري الجيش يوسف مفتاح وعلي سند الكثير من المسؤولية والحذر من ترك مساحات واسعة خلفهما عند التوغل لأن ذلك قد يكون هو المفتاح الذي يراهن عليه الفريق الأوزبكي في هذا اللقاء إلى جانب مراهنته أيضا على التسديد المباغت والبعيد والذي يجيده أكثر من لاعبه وذلك أمر يتطلب من لاعبي الارتكاز سرعة الانقضاض وعدم السماح بأي حرية للاعبي بونيودكور عند المناطق القريبة من الصندوق. نقول إن أملنا كبير بفريق الجيش للتعويض عن خسارته الثلاثية السابقة أمام فولاذ في الجولة الماضية والعودة إلى جادة الصواب والانطلاق من خلال الفوز في مباراة اليوم إلى دور الستة عشر الذي سبق وأن تأهل له في مشاركته القارية الأولى العام الماضي يوم حل ثانيا أيضا في مجموعته الصعبة الأولى التي ضمت حينها الشباب السعودي المتصدر والجزيرة الإماراتي وتركتور تبريز الإيراني. جريدة الراية القطرية