لبنان.. هيئة علماء بيروت تحذر الحكومة من ادخال "البلد في المجهول"    سان جيرمان يتوصل لاتفاق مع بديل دوناروما    الرئيس المشاط يعزي في وفاة احد كبار مشائخ حاشد    تعرّض الأطفال طويلا للشاشات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب    تعاون الأصابح يخطف فوزاً مثيراً أمام الشروق في بطولة بيسان الكروية 2025    إيران تفوز على غوام في مستهل مشوارها في كأس آسيا لكرة السلة    أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى !    شباب الغضب يحمل العسكرية الأولى مسؤولية القمع في تريم    وزير التجارة يكشف في حوار مع "الصحوة" إجراءات إنعاش الريال ويعلن عن حدث اقتصادي مرتقب    المجلس الانتقالي الجنوبي يصدر بيانًا هامًا    قبيل مشاركته بكأس الخليج.. التعديلات الجديدة في قانون التحكيم الرياضي بمحاضرة توعوية لمنتخب الشباب    مجلس القضاء: المطالبة بتحسين الأوضاع ليس مبررا لتعطيل العمل بالمحاكم    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية النهوض بقطاع الاتصالات وفق رؤية استراتيجية حديثة    إجراءات الحكومة كشفت مافيا العملة والمتاجرة بمعاناة الناس    ترتيبات لاقامة مهرجان زراعي في اب    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    مهما كانت الاجواء: السيد القائد يدعو لخروج مليوني واسع غدًا    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    الرئيس الزُبيدي يطّلع من وزير النفط على جهود تشغيل مصافي عدن وتأمين وقود الكهرباء    رصاص الجعيملاني والعامري في تريم.. اشتعال مواجهة بين المحتجين قوات الاحتلال وسط صمت حكومي    هائل سعيد أنعم.. نفوذ اقتصادي أم وصاية على القرار الجنوبي؟    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    عساكر أجلاف جهلة لا يعرفون للثقافة والفنون من قيمة.. يهدمون بلقيس    إصابة 2 متظاهرين في حضرموت وباصرة يدين ويؤكد أن استخدام القوة ليس حلا    منتخب اليمن للناشئين في المجموعة الثانية    حتى لا يحتضر السياسي الاعلى كما احتضر البرلمان    محاضرات قانونية بالعاصمة عدن لتعزيز وعي منتسبي الحزام الأمني    الأرصاد الجوية تحذّر من استمرار الأمطار الرعدية في عدة محافظات    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    خبير طقس يتوقع أمطار فوق المعدلات الطبيعية غرب اليمن خلال أغسطس الجاري    من هي الجهة المستوردة.. إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثي في ميناء عدن    الريال اليمني بين مطرقة المواطن المضارب وسندان التاجر (المتريث والجشع)    الفصل في 7329 قضية منها 4258 أسرية    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    من الصحافة الصفراء إلى الإعلام الأصفر.. من يدوّن تاريخ الجنوب؟    طالت عشرات الدول.. ترامب يعلن دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ    صنعاء تفرض عقوبات على 64 شركة لانتهاك قرار الحظر البحري على "إسرائيل"    الهيئة التنفيذية المساعدة للانتقالي بحضرموت تُدين اقتحام مدينة تريم وتطالب بتحقيق مستقل في الانتهاكات    الاتحاد الأوروبي يقدم منحة لدعم اللاجئين في اليمن    خسارة موريتانيا في الوقت القاتل تمنح تنزانيا الصدارة    آسيوية السلة تغيّر مخططات لمى    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    موظفة في المواصفات والمقاييس توجه مناشدة لحمايتها من المضايقات على ذمة مناهضتها للفساد    تعز .. ضغوط لرفع إضراب القضاة وعدم محاسبة العسكر    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    الاتحاد الآسيوي يعلن موعد سحب قرعة التصفيات التأهيلية لكأس آسيا الناشئين    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    الأبجدية الحضرمية.. ديمومة الهوية    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انطلاق أعمال المؤتمر الثاني للأمن الوطني والأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون ( اعادة مستكملة )
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 04 - 2014


2014/04/23 - 34 : 04 PM
المنامة في 23 ابريل / بنا / رعى سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء اليوم مؤتمر "الأمن الوطني والأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون: رؤية من الداخل" الذي ينظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" حيث تحدث في المؤتمر صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، كما تحدث في المؤتمر معالي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السابق بدولة الكويت ، ومعالي المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين وزير المياه والكهرباء بالمملكة العربية السعودية، ومعالي السيد عبدالله بشارة رئيس المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية الأمين العام الأسبق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسعادة السيد هزاع مبارك الهاجري الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية .
وخلال كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر ذكر الدكتور محمد عبدالغفار مستشار جلالة الملك للشؤون الدبلوماسية ورئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" إنه في زمن تغير التحالفات كنتيجة للمستجدات والأحداث الإقليمية والدولية فإن دول مجلس التعاون بحاجة الى صياغة استراتيجية مفهوم استراتيجي شامل على غرار ما يفعله حلف الناتو كل عشر سنوات، وأن تكون ركيزتها بناء وتطوير سياسات حقيقية للدفاع المشترك قادرة على ردع التهديدات، والتعاون الخارجي ضمن مظلة خليجية واسعة لا تتبع بالضرورة الاستراتيجيات الدولية الكبرى، بل تتعاون معها.
وذكر الدكتور محمد عبدالغفار ان دول مجلس التعاون قد قطعت شوطا كبيرا في مجال تعزيز التعاون العسكري والامني وفقا لقمة الكويت 2009 وتعزيز العمل المشترك، الا ان دول المجلس لم تتمكن حتى الآن من الاتفاق على المفهوم الاستراتيجي الذي يضع إطاراً لتحديد مفهوم القوة الموازنة والرادعة ضمن التفاعلات الاقليمية والدولية.
واشار الدكتور محمد عبدالغفار الى ان المشهد السياسي الراهن في المنطقة يبرز ثلاث قضايا هي انه في زمن التحولات الكبرى تتأثر التحالفات الكبرى، وتبدأ بالتفكك بعض او جميع عرى الروابط التي نسجتها ظروف زمن مختلف، طارحا تساؤلا مفاده كيف ستتعامل دول المجلس مع تحالفاتها التي تضغط على التغيير والتحديث بمجتمعات لم تتطور كما ينبغي ببنيتها الاجتماعية، وفي ظل الأزمات الأخرى الحادة والملفات التي تواجهها دول المجلس مثل النووي الايراني وتداعيات ازمة سوريا.
ولفت عبدالغفار الى ان المراحل الفاصلة بتاريخ الأمم تأتي كنتيجة لتغيرات الاوضاع الراهنة وتؤثر على علاقات الدول، مستعرضا ما ذكره مارك سايكس الذي يعد من اكثر المسؤولين في حزب المحافظين البريطاني معرفة بالشؤون التركية والذي ارتبط اسمه باتفاقية "سايكس بيكو" في عام 1914 حينما قال: "ان انهيار الامبراطورية العثمانية هو الخطوة الاولى لانهيار الامبراطورية البريطانية"، ويرى عبدالغفار ان مقولة سايكس لم تكن فكرة عابرة من قلق سياسي حريص على مصالح بلده، وانما قناعة راسخة من الساسة البريطانيين الذين سبقوه لأجيال متعاقبة بأن الحفاظ على سلامة الامبراطورية العثمانية أمر مهم كحاجز جيوسياسي لأمنها، لكن التغييرات الكبيرة بالحرب العالمية فرضت على بريطانيا ان تغير سياسة الحفاظ سلامة الاراضي العثمانية على مدى 100 عام في مدة تقل عن 100 يوم.
واكد الدكتور محمد عبدالغفار ان دول مجلس التعاون عانت من الحروب التي هزت منطقتنا منذ الثمانينات وحتى احتلال الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، والذي زعزع اركان الاستقرار في العراق، ما تبعها من مهددات لأمن دول الخليج، منوها الى ان كل ذلك التغيير يدفع لتساؤل حكومات الخليج حول حماية امنها من التهديدات الخارجية حتى لا تنفذ الأيادي الخارجية التي لا تريد الخير لشعوب المنطقة.
كما اكد عبدالغفار انه لا خيار امام دول الخليج كتنظيم اقليمي متجانس في نضوجه السياسي والتداخل المجتمعي واواصر القربى سوى ان تعاضد بعضها بعضاً، ولم يعد الانفصال او الانسحاب من هذا الكيان ممكنا لفداحة خسائره الاستراتيجية التي لا تستطيع تحمل تبعاتها الدول المنضوية تحت المظلة الخليجية.
وأكد د. عبدالغفار انه مع اهمية الحوار مع العالم من حولنا في عصر العولمة فإن الحوار الأهم في هذه المرحلة الفاصلة هو الحوار مع الذات الذي يتعين ان يبدأ بدراسة وتحليل المعوقات التي تمنعنا من التقدم بهذا التنظيم الإقليمي.
امن جانبه القى صاحب السمو الملكي الامير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر توجه فى بدايتها بالشكر الى راعي المؤتمر سمو الشيخ محمد بن مبارك ال خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء على رعايته هذا المؤتمر الهام، كما توجه بالشكر الي سعادة الدكتور محمد عبدالغفار رئيس مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية على دعوته الكريمة للحديث خلال المؤتمر ولجميع العاملين والقائمين على تنظيم المؤتمر على جهودهم.
وأشاد سمو الامير تركي الفيصل بموضوعات هذا المؤتمر والذى يتناول التحديات فى هذه المنطقة فى مرحلة دقيقة لدول مجلس التعاون الخليجي وكذلك بالنسبة لتوقيته مشيرا الى انه يأتى فى ظل ما تشهده منطقتنا من انكشاف استراتيجي فى أعلي مراحله على المستويين الوطني والاقليمي في الوقت الذى كان يجدر بنا بعد أكثر من 30 عاما من تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن نكون قد وصلنا الى أعلى درجات التنسيق والتعاون والوصول الى مرحلة الاتحاد لضمان أمننا واستقرارنا ورفاهية شعوبنا في هذه المرحلة الصعبة.
وشدد سمو الامير تركي الفيصل على اهمية البعد عن كل ما يعطل تحقيق اهداف دول مجلس التعاون وأهداف شعوبها وما يعطل مسيرتها ويهدد امنها واستقراراها مشيرا الي أن أخطر ما يواجه دول الخليج اليوم هو هذا الشرخ الجديد فى العلاقات "الذى قد تتسلل منه الينا تداعيات ما يشهده اقليمنا من توترات لا تأتي بالخير لدولنا ومجلسنا ولمستقبلنا الواحد ".
وقال سموه ان المنطقة الان بعد مضى نحو 4 اعوام على بدء احداث ما يسمي بالربيع العربي باتت في مرحلة مخاض شديد مشيرا الى ان ماجري يكشف مدي هشاشة الاوضاع فى كل المجالات فى العالم العربي عموما، وأن هذه الهشاشة كان مرده خطرا كبيرا برز من السياسات التي كانت متبعة في مجالات التنمية كافة.
وأضاف ان اهم ما كشفته مجريات الامور فى المنطقة أن الامن الوطني ليس عسكريا فحسب لدرء المخاطر الخارجية بل هو أمن سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي واعلامي وان الاعتماد على تثبيت القوة فى الامن الوطني ليس ضمانة كافية لتحقيقه، وعليه فان الشرط الاول للحفاظ على امن دول الخليج ومجتمعاتها هو زيادة تحصين هذه الدول من الداخل بسياسات تحافظ على علاقات سوية بين القيادات والشعوب.
وأكد أن ما افرزته الاحداث وما نراه من احداثها وتداعياتها وظهور الاستقطاب الحاد الذى افرزته التحولات السياسية وظهور النزاعات المسيسة الدينية والطائفية والقبلية هي اكبر تحد يواجه دول مجلس التعاون ويهدد أمنها الوطني ما يعنى انها امام واقع مفتوح على كل الاحتمالات وتبعا لذلك فإن "على دولنا وشعوبنا ان تدرك خطورة هذه المخططات وأن لا تسمح بالانزلاق اليه مهما كانت التحديات"
وأضاف انه فى الوقت الذى ينبغي ان نعي فيه الاهتمام الدولي بمنطقتنا ودوافعه ينبغي لنا العمل بشكل حثيث على تقوية اواصر مجلس التعاون لمواجهة كافة التحديات وتفادي اسباب الفرقة لمواجهة كل الاحتمالات بما فيها احتمال تغير النظرة الغربية الى اهمية هذه المنطقة.
وقال الامير تركي الفيصل اننا فى هذا الجانب من الخليج نكن كل احترام ومحبة لأخوة لنا يقطنون الجانب الاخر من الخليج، معربا عن اسفه انه في الوقت الذى تحمل دول الخليج هذه النظرة تجاه الجارة ايران أن تكون سياسات ايران منغصا للأمن الإقليمي نظرا للسياسات الايرانية المعادية فى منطقة الخليج وفى العالم العربي هذه سواء اكانت هذه السياسات هدفها فرض الهيمنة السياسية ام التدخل في الشئون الداخلية لبلداننا عبر تأجيج الفتن الطائفية ومحاولة تصديرها الينا ام من خلال غموض نواياها بشأن خططها للمعرفة النووية وبالتالي امتلاك السلاح النووي ام من خلال احتلال الجزر الاماراتية ام بدعمها للحكم الطائفي في العراق أو تدخلها العسكري لدعم النظام السوري الاجرامي او التدخل لتفتيت اليمن مذهبيا
وقال ان سلبية السياسة الايرانية تسيء لدول الخليج ولاسيما ان كل المحاولات التي جرت خلال ال 30 عاما الماضية لترشيد سياستها باءت بالفشل رغم ان دول الخليج لا تكن اي عداء لإيران ولا تريد لها او لشعبها أي ضرر كجيران ومسلمين، و"لكن الضرورة للحفاظ على امننا تدفعنا الى العمل على ايجاد توازن معها بما في ذلك المعرفة النووية والاستعداد لاي احتمالات في الملف النووي الايراني".
وأشاد الامير تركي الفيصل بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود لتحقيق وحدة دول مجلس التعاون الخليجي كهدف استراتيجي مهم يضمن صيانة امننا الوطني ويحصن كذلك امننا الاقليمي ويساعدنا على تحقيق التوازن مع ايران.
وأكد الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السابق لدولة الكويت، انه آن الأوان لانتقال دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الى تحالف كونفدرالي، وهو امر يستوجب الانتقال من مرحلة الدبلوماسية الى أشكال من السياسة الحقيقية التي تضع بالاعتبار المخاطر والمهددات الوجودية لكيان دول المنطقة وأمنها الداخلي.
واوضح الشيخ محمد الصباح ان مجلس التعاون بدأ قبل 3 عقود بإجمالي سكاني يقدر ب 13 مليون نسمة، والآن وصل الى 47 مليون نسمة، نصفهم غير مواطنين أو وافدين عرب وأجانب، لافتا الى ان هذا الخلل السكاني يشكل تحديا كبيرا في صياغة ونسج استراتيجية امنية.
وبين الشيخ محمد الصباح ان اية خلافات خليجية حالية في ظل وجود ملفات خطرة مثل الخلل الكبير بالتركيبة السكانية يمثل تهديدا وجوديا لدول مجلس التعاون مؤكداً بأن دول التعاون ليس لديها مجال لترف الخلافات في ظل وجود هذه المهددات.
وقال الشيخ محمد الصباح إن دول المنطقة تواجه رغبات قوى إقليمية في أن تكون راعية وحامية لعقيدة معينة وتعتبر كل أنباء الطائفة هم رعايا بغض النظر عن انتماءاتهم الوطنية قائلا إن هذه القوى تدفعها رغبات السيطرة مشيراً إلى إيران التي تنظر لأبناء الطائفة الشيعية في المنطقة بأنهم تابعين لها رغم التصاق أبناء الطائفة بأوطانهم وأراضيهم مؤكدا ان ذلك يشكل تحديا وخطرا قائما امام مخططي وصانعي السياسات في دول المنطقة.
وقال الشيخ محمد الصباح إن ثمة درس هام جدا نستخلصه من الحرب العالمية الأولى المدمرة وهي أن الاحتماء بالخارج والاستقواء بالأجنبي والبحث عن قوى خارجية لدعم موقف محلي أمر في غاية الخطورة ونتائجه كارثية ويشكل هذا الأمر ايضا تحديا لدول مجلس التعاون.
واوضح الشيخ محمد ان ايران تنظر بهذا المفهوم، فأينما حل المنتمون للمذهب الشيعي فهي راعية وحامية لهم بغض النظر عن درجة ايمان المواطنين والتصاقهم في ارضهم وانظمتهم الوطنية والسياسية. كما هو حاصل في الحرب العالمية الاولى عندما استقوى قاتل ولي العهد الامبراطورية النمساوية المجرية بالكنيسة الارثوذكسية في موسكو في العام 1914، لتكون الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب العالمية الاولى "الشرسة والبشعة" .
وبين الشيخ محمد الصباح ان الاسقاط الثاني للحرب العالمية الاولى على امن الخليج يكمن في ضمان الامن الخارجي، حينما اعلن الرئيس الامريكي آنذلك ويلسون عن مبادئه ال 14 لبناء عالم جديد متحضر، مثيرا جدلية "حق تقرير المصير" مع الاوروبيين، والاستعاضة عنها بمفهوم "الانتداب" او "الوصاية"، والتي نجم عنها لاحقا اتفاقية "سايكس بيكو" لتقسيم المنطقة العربية وفشل العرب في تدبير امورهم.
ولفت الشيخ محمد الى انه من سخرية القدر ان هذه الحرب التي دمرت النظام العالمي القديم وأعادت صياغة نظام جديد وهيكليته هي أكثر الحروب في التاريخ البشرية لا حاجة لها وغير ضرورية البتة كما وصفها المحللون.
ونوه الشيخ محمد بنجاح البحرين ومركز "دراسات" بتنظيم هذا المؤتمر الخليجي الخالص لبحث هموم دول مجلس التعاون وتطلعاتها للحفاظ على أمن دولنا.
من جانبه قال المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين وزير المياه والكهرباء بالمملكة العربية السعودية ان الامن المائي لدول الخليج العربية يعد من اكبر الاخطار والتحديات بالنسبة لدول المجلس كونه يشكل تحديا داخليا مشيرا في هذا السياق الى ارتفاع نسبة استهلاك المياه بين مواطني دول المجلس فى السنوات الاخيرة بصورة كبيرة جداً مما يبعث على القلق من انخفاض نصيب الفرد من المياه ويهدد بحدوث الفقر المائي فى بلدان دول مجلس التعاون بسبب عدم الترشيد الاستهلاكي للمياه.
وقارن معاليه معدلات الاستهلاك فى الدول الاوربية بالاستهلاك فى دول مجلس التعاون مشيرا الى وجود اسراف في الاستهلاك نتيجة عدم وجود تعرفة على المياه او انخفاضها بشكل كبير وان ذلك يعود الى فرط الاستهلاك والعادات الغير صحيحة فى استهلاك المياه فى بلداننا.
وقال انه فى الوقت الذى اختارت جميع دول الخليج العربي من حرصها على توفير الرفاهية لشعوبها ان تكون تعرفة استهلاك المياه مجانية او منخفضة جدا ، فقد أعطي ذلك شعورا غير دقيق لدي الافراد فى بلداننا بالوفرة بدلا من ندرة المورد المائي.
وقال ان اسلافنا ضربوا أروع الامثلة فى الحفاظ على الثروة المائية وترشيد استهلاكها فيما اصبح سلوكنا المائي مثار التعجب والتندر من فرط الاستهلاك، مشيرا فى هذا السياق الى اهمية فرض التعرفة على الاستهلاك المائي وكونها ستمثل دورا رئيسيا فى ترشيد الاستهلاك المائي محذرا من انه ان اغفلنا ذلك فسنكون فى سباق محموم مع الطلب المتزايد على المياه وسنخسر المعركة حتما فى تلبية الطلب المتزايد على المياه ان لم يكن فى الحاضر القريب فسيكون فى المستقبل.
أكد عبدالله بشارة رئيس المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية الامين العام الاسبق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على انه لا غنى عن وحدة المنظور الجماعي لدول الخليج للتوافق على وسائل التعاون مع أحداث المنطقة وأبرزها تدفق الجهاديين من جميع أصقاع الارض لبؤر التوتر.
واوضح بشارة انه كانت حروب المنطقة في الماضي تتم بين جيوش نظامية تسعى لفرض سيطرتها، ضاربا مثل الحرب العراقية الايرانية التي هدفت الى كسر حدة الراديكالية الايرانية المفزعة وتحقيق توازن في نظام القوى وجني مكاسب وارباح جغرافية، حيث كان مجلس التعاون وقتها مخلصا بوفائه للنظام الجغرافي الاستراتيجي منذ الحرب العالمية الأولى.
وبين بشارة ان الوضع تغير كثيرا في الوقت الحالي، حيث برزت حقائق المنظمات المستترة مثل "القاعدة" و"داعش" التي طفت على سطح الحياة بلا مقدمات لتمارس وحشية عابرة للحدود لم تعتد عليها المنطقة، بمحاربين من هويات غامضة وصلت لأراضي الشام واليمن والعراق وتكاثرت.
ولفت الى ان الاستخبارات الغربية تشير الى ان اكثر المقاتلين الجهاديين في سوريا والعراق هم من ايران ودول عربية اخرى، مدفوعين بالتطرف الديني والطائفي، مدعومين بتمويلات خارجية وترافق اعمالهم ممارسة همجية.
واكد ان العمل لمكافحة تلك هذه الظاهرة المقيتة هو انضباط خليجي وعربي اكبر لضمان تدفق المعلومات والوصول اليها عبر مراكز المخابرات الدولية، وتبني الوسائل المؤثرة لحفظ الاستقرار بالمنطقة ودعم الاليات الامنية في اليمن والاردن لمواجهة المخاطر غير المألوفة المتسعة بتواجدها وتؤثر على سياسات الخليج.
كما اكد بشارة انه لا مفر من تطبيق الدبلوماسية الاستباقية بالانفتاح التكاملي مع دول الاقليم المتعرضة لآفة الارهاب والتعاون مع صنعاء وعمان وتركيا للحد من انسياب المقاتلين نحو البؤر المشتعلة، وتعزيز الذراع السياسي والدبلوماسي والمخابراتي.
وبين بشارة ان هناك ضرورة ملحة لتصعيد المراقبة الداخلية، ليس فقط لوقف الإمدادات البشرية المتطوعة، وانما لإغلاق المنابع المالية والمادية وتجفيف الارصدة التي تعتبر عامل النجدة للقتلة، حيث لا يوجد احد بمنأى عن مصائبهم ولا مكان للاستقرار السياسي في مواجهة هذه الظاهرة المهددة لاستمرار الحياة في المجتمعات الخليجية والعربية.
ورأى بشارة ان هناك بند واسع لمكافحة الارهاب، ليس فقط بالآليات المالية والفكرية، وانما بالتواصل مع المتغيرات الكونية بالانفتاح وتعزيز مفاهيم المواطنة والإحساس بالانتماء والشعور بالمساواة واحترام سيادة القانون.
ولفت بشارة إلى من يستخدمون وسائل فوضوية لزعزعة الثقة المواطن وبلده ونظام حكمه بهدف تحقيق أجندات خاصة.
وشدد بشارة على ضرورة التلاحم الخليجي وتعزيز مقاربتها لدبلوماسية الطاقة ، لافتا الى ان امن الخليج يعني ازدهار عام ومساهم مؤثر في أمن واستقرار الكون بأسره، وإدراك احتياجات العالم من النفط بترسيخ التواجد بين المنتج بسعر معقول والمستهلك في انسياب ثابت لا يتأثر لتحقيق صحة الاقتصاد العالمي والحفاظ على نموه.
من جانبه ألقى هزاع مبارك الهاجري الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كلمة الامين العام لمجلس التعاون معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني قال فيها أن قادة دول مجلس التعاون المؤسسين ركزوا عند تأسيس هذا الكيان الخليجي العظيم على مجالات نجاح المجلس بما يضمن تحقيق التنسيق والتكامل بين دول المجلس فى جميع الميادين وصولا الى وحدة دول المجلس في المستقبل.
وشدد على التكاتف بين دول مجلس التعاون لمواجهة وابعاد التهديدات المحدقة بها مشيرا الى أن المواطن الخليجي يعد جزءا مهما من المنظومة الامنية هو معنيا بحماية نفسه ومجتمعه وكيانه الخليجي.
واستعرض بعض المبادرات الخليجية لتعزيز الروابط بين دول المجلس وتمتينها منوها الى ان الامن الخليجي يتم على مستويات عدة ومؤكدا في هذا السياق على أن التكامل والترابط بين دول المجلس فى الامور الدفاعية يعدا امرا اساسيا.
وأكد على نجاح جهود مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مواجهة الارهاب والجرائم والتهديدات الاخرى المختلفة مشيرا الى أن ما حققته دول المجلس من نجاح كبير على هذا الصعيد جاء بفضل الاتفاقية الامنية لدول المجلس التي كفلت التنسيق بين دول المجلس والتعاون لمواجهة هذه التهديدات والمخاطر.
وقال انه يجب على العالم ان يحترم القوة الاقتصادية والسياسية لدول المجلس وهنا يبرز تساؤل عن مدي استخدام قدرة دول المجلس المالية فى التأثير على القوي المؤثرة عالميا للحفاظ على مكانتها واهميتها الاستراتيجية والدفاع عن مصالحها.
واكد على اهمية تعزيز مكانة مجلس التعاون استراتيجيا واقليميا مشيرا الى ان دول المجلس قادرة على الحفاظ على تماسك المجلس وتضامنه وقدرته على فرض الحلول الاقليمية الناجحة مثل ما قام به المجلس من دور كبير فى حل الازمة اليمنية.
وشدد علي ان من يرغبون في عرقلة مسيرة المجلس عبر البحث عن الثغرات لشق جدار الترابط بين دول المجلس لن ينجحوا في ذلك معربا عن ثقته الكبيرة بعدم نجاح أي مساعي لزعزعة كيان مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ع ذ
بنا 1326 جمت 23/04/2014
عدد القراءات : 74 اخر تحديث : 2014/04/23 - 34 : 04 PM
وكالة انباء البحرين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.