مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتخاب الرئيس يكتب نهاية الإخوان.. ودعوات
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 04 - 2014

أدار الندوة: عبد الله حشيش - حسين أبوعايد - القاهرة تصوير - رمضان إبراهيم
تحوّلت الانتخابات الرئاسية في مصر إلى منافسة ثنائية بين قائد الجيش السابق المشير عبدالفتاح السيسي الذي يحظى بشعبية جارفة بعد موقفه الشجاع إبان ثورة 30 يونيو، وبين اليساري حمدين صباحي الذي يقول إنه ممثل قيم ثورة 2011. فيما يُعدُّ المشير السيسي المرشح الأوفر حظًا للفوز في هذه الانتخابات المقرر إجراؤها في 26 و27 مايو المقبل، مستفيدًا من التأييد الشعبي الكبير له.
المنافس الوحيد للسيسي في هذه الانتخابات هو اليساري حمدين صباحي، الذي حل ثالثًا في انتخابات 2012 التي فاز بها مرسي، والذي يرى فيه أنصاره الممثل الوحيد لأحلام وطموحات أولئك الذين ثاروا ضد ديكتاتورية وفساد حكم مبارك في العام 2011، خاصة من جيل الشباب. فيما يحبس المصريون أنفاسهم، مع بدء العد التنازلى لانتخاب رئيس جديد للبلاد، وسط تصاعد تهديدات الجماعات الإرهابية بإجهاض حلم المصريين في اختيار رئيس يعبر عن طموحاتهم في تحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
وفي ندوة سياسية أقامتها «المدينة» بمكتب القاهرة، مع خبراء سياسيين وإستراتيجيين، أكدوا خلالها أن الانتخابات الرئاسية تضع نقاطًا فاصلة في المشهد المحلي والإقليمي والدولي، وقدم المشاركون في الندوة قراءة للمشهد الانتخابي بكل تفاصيله وتداعياته، وتوقعوا أن الانتخابات من الممكن أن تحسم لصالح المرشح المشير عبدالفتاح السيسي، بنسبة 85% من أصوات الناخبين، وسوف تشهد أكبر نسبة مشاركة في تاريخ مصر الحديث، مرجحين نزول ما لا يقل عن 40 مليون ناخب، وقالوا إن جماعة الإخوان الإرهابية لن تنجح في تعطيل الانتخابات، وانتخاب الرئيس سوف يضع نهاية لهذه الجماعة، ولن يتبقى منها إلاّ القشرة الرخوة.
وحذر المشاركون في ندوة «المدينة» من استعانة الرئيس القادم بشخصيات من أنظمة سابقة، حتى لا يتم استنساخ أنظمة ثار عليها الشعب، وقالوا إن مشكلات مصر لا يحلها شخص واحد مهما أوتي من قدرات، وإنما تتطلب جهودًا من مختلف أبناء الوطن، وتغليب الجميع المصلحة العليا على المصالح الحزبية والفئوية. وأشاروا إلى أن مقاطعة فصائل تيار الإسلامي السياسي للانتخابات وهمي. وفيما يلي تفاصيل الندوة...
* المدينة.. كيف تقرأون مشهد الانتخابات الرئاسية؟
** الزنط : أرى في ضوء معطيات المشهد الانتخابي، أن المشير السيسي هو رئيس مصر القادم، وأنه حسم المنافسة قبل أن تبدأ المعركة الانتخابية، ومن قراءتي للمشهد أيضًا أن الفارق كبير بين المتنافسين على رئاسة مصر المشير السيسي وصباحي، من حيث الرصيد الشعبي لكل منهما، وامتلاك الرؤية لإدارة البلاد، وكلاهما يصب في خانة «السيسي»، بينما أرى أن المنافس الوحيد صباحي شخص معارض عبر سنوات طويلة، ولكني أرى أن المعارضة لا تصنع رجل دولة، ولا توفر له مقومات القيادة في ظل الظروف الاستثنائية التى تمر بها مصر، أمّا السيسي فهو الأنسب لقيادة مصر فى هذه المرحلة، حيث يملك ماضيًا مهنيًّا جيدًا، علاوة على امتلاكه كاريزما القيادة، ولديه رؤية وجرأة فى اتخاذ القرار، وأرى أن السيسي تم اختياره وقياس قدراته على القيادة، واتخاذ المواقف الجريئة، وهو موقف قد لا يتكرر كما حدث فى 3 يوليو من العام الماضي، وما تلاه من قرارات حقق من خلالها أهداف الدولة المصرية دون أن يرتكب أخطاءً دستورية.
كاريزما السيسي
*المدينة.. ما هي أولويات الرئيس القادم؟
**الزنط: أعتقد أن السيسي لديه مهمّتان أساسيتان عند توليه منصب الرئيس، أولاهما إعادة بناء مؤسسات الدولة، وهو يمتلك المواصفات الشخصية لإعادة بناء الدولة، وثانيتهما، بناء الشخصية المصرية بعد سنوات من الانفلات الأمني، ويرتبط بالمهمتين الأساسيتين، مهمة تالية، وهي إعادة هندسة إستراتيجية العلاقات الخارجية لمصر، وأتصوّر أن هذا بدأ بالفعل خلال توليه منصب وزير الدفاع وزيارته الأخيرة لروسيا، في إشارة إلى إعادة هندسة علاقات مصر الخارجية وبما يسمح لها بإقامة علاقات متوازنة مع كل الأقطاب الدولية، دون الاعتماد على قطب واحد، كما كان يحدث في السنوات الماضية.
لا مقارنة بين المرشحين
** رشاد معقبًا.. أعتقد أنه لا مقارنة بين المرشحين للرئاسة المصرية، وأرى أن المنافسة لن تكون موجودة بينهما، ونتائج الانتخابات حسمها الشارع قبل أن تبدأ بانحيازه واختياره المشير عبدالفتاح، كما أرى أن الانتخابات لن تكون مشكلة وستتم بإجراءات ومواصفات موضوعية، ولكني أعتقد أن مصر ستواجه مشكلة بعد الانتخابات، حيث الشعبية الكاسحة للمشير قد تغري بصناعة الحاكم المستبد، والشعب المصري يتعامل مع الرئيس من آخر نقطة، وحتمًا سيكون هناك تضارب بين مصالح الحاكم ومصالح الشعب، وهذا يتطلب إدارة حكيمة تؤسس على قاعدة معلومات حقيقية، تهدف إلى إيجاد توازن بين رؤية الحاكم ومطالب الشعب، والرئيس القادم دون مساعٍ جادة لتحقيق الأمن والتنمية سوف يتعرض لابتزازات شعبية مهما كانت شعبيته.
مخاوف الحاكم المستبد
** الزنط متداخلًا.. أتفق مع ما ذهب إليه اللواء رشاد من خطورة الحاكم المستبد، أو الفرعون، والشعب المصري يميل إلى خلق الفرعون، لكن النقطة الأهم والتي أخشى منها وهي بطانة الحاكم، وخاصة إذا استعان الرئيس بعناصر تنتمي إلى أنظمة سابقة، فإنها ستسعى إلى إعادة إنتاجها، وطبائع المصريين ليست وليدة اليوم، وتحدث عنها المؤرخ عبدالرحمن الكواكبي فى كتابه طبائع الاستبداد.
4 تريليونات جنيه
* المدينة.. تحدث المشير السيسي عن أن مصر تحتاج إلى 4 تريليونات جنيه لحل مشكلاتها، هل يعني هذا إعفاء الرئيس من مسؤولية حل المشكلات ومحاولة فرملة تطلعات المصريين؟
** عز الدين.. من خلال متابعتى للمشير السيسي منذ إعلانه الترشح، لم أرَ أنه أعطى وعودًا، وكلامه هذا أراه في خانة المصارحة والمكاشفة للشعب المصري، ودعوته لهم بالمشاركة ومشكلات مصر لا يحلها شخص مهما أوتي من قدرات، وإنما تتطلب جهودًا من مختلف أبناء مصر، وتغليب الجميع مصالح الوطن على أي مصالح حزبية وفئوية، وأتصور أن نجاح السيسي في بناء الشخصية المصرية سيكون مفتاحًا سحريًّا لكل أزمات مصر.
* «المدينة» للواء عز الدين: هل كانت لكم علاقة عمل خلال وجودكم بالمؤسسة العسكرية مع السيسي؟ وكيف ترى أسلوبه من وجهة نظرك؟
** عز الدين.. كانت بيننا علاقة مباشرة لفترة وجيزة، وأرى أن السيسي رجل مهذب وشفاف ومتدين، ولكن يمكن أن يواجه مشكلة إن لم يحسن اختيار مَن حوله، وهو رجل دولة ممتاز.
** رشاد مقاطعًا.. نحن نريد في المرحلة المقبلة دولة المؤسسات لا دولة الرئيس أو الشخص، وذلك الأمر لا يمكن تحقيقه إلاّ من خلال تفعيل مراكز صناعة القرار وهي كثيرة ومتنوعة في مصر، وتفعيل دورها من خلال تقديم الرؤى والحلول للمشكلات التي تواجه مصر إلى مؤسسة الرئاسة ومؤسسات الدولة لمساعدة صانع القرار في اتخاذ قرارات تتسم بالرشادة والعقلانية.
** عز الدين مقاطعًا.. هذا صحيح واتفق تمامًا والقوات المسلحة لديها عدة مراكز مثل مركز الدراسات الإستراتيجية، والتى كنت أشرف برئاسته وهناك مراكز المعلومات بالمخابرات العامة والحربية يمكن استثمارها في إعادة بناء الدولة المصرية وتقديم رؤية لدولة المؤسسات التي نريدها، تقوم على العلم والتكنولوجيا.
مؤشر التوكيلات
* المدينة.. هل يمكن الاعتماد على التوكيلات كمؤشر للنتائج المتوقعة؟
** الزنط.. أعتقد أنه مؤشر مهم ويكشف التفاوت الكبير فى رصيد المرشحين لدى الشارع المصري، وأتوقع أن يحصل المشير السيسي على نسبة ما بين 80 إلى 85% من أصوات الناخبين، وأتوقع خروج المصريين بشكل غير مسبوق فى الانتخابات، وعدد المشاركين لن يقل عن 40 مليونًا، وهذه سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر الحديث.
** شوقي.. أتصور أن السيسي بالمعايير الموضوعية هو الأفضل، والسباق الرئاسي لن تكون به مفاجآت، وربما يحصل السيسي على نسب أعلى ممّا ذكر وربما تصل إلى 95%.
* «المدينة» للواء شوقي: ما هي توقعاتكم لموقف وسلوك تيار الإسلام السياسي في الانتخابات؟
** شوقي.. أتصور أن جميع تيارات الإسلام السياسي ستكون على قلب رجل واحد في الانتخابات، وسوف يحاولون استهداف السيسي، وتنفيذ حملات ممنهجة لتشويه صورته للخصم من رصيده في الشارع، وأتوقع أن تكون مقاطعة الإسلاميين للانتخابات خاصة ما يعرف بتحالف دعم الشرعية وهمية، وستتحرك بشكل خفي، وستضاف إلى المرشح المنافس حمدين صباحي، ويعكس هذا الأمر ما سبق أن قاله الرئيس المعزول محمد مرسي في تسريباته من أن «السيسي سيكتسح الرئاسية لكنه لن يكمل»، وأرى أن هذه الجملة مقصودة، وتفسيرها يرتبط بالأحكام الجنائية المتوقع صدورها ضد قيادات الجماعة، وهذه الأحكام ستصدر بعد الانتخابات، وستكون نقطة فاصلة في تاريخ مصر، وقد تدفع هذه العناصر إلى ارتكاب جرائم بشعة في حق الوطن، حيث أرى بخبرتي السياسية والأمنية والقانونية أن الأحكام ستكون رادعة، وسيتم الحكم بالإعدام على قيادات كبرى، والمؤبد لقيادات أخرى، وأتوقع أن تكون هناك نقلة نوعية فى موقف التيارات الإسلامية بعد صدور هذه الأحكام، وهذا الموقف سيأخذ مسارين: إمّا التحرك السلمي وهذا مقلق، لأنه سيمنح هذه التيارات فرصة للعودة للحياة السياسية، وربما يقود إلى سيطرة تلك الجماعات على البرلمان القادم، نظرًا لأن الشعب المصري متسامح وذاكرته ضعيفة، وسيتعاطف مع تلك الجماعات في حال لجوئها للتحرك السلمي، والآخر هو التحرك العنيف، ومن هنا أرى أن ما بعد الانتخابات الرئاسية سيكون الاختبار الحقيقي للتيارات الإسلامية لتحديد نهجها فى المستقبل، إمّا السلم والعودة، أو العنف الذي سيقود إلى زوالها.
الأوضاع الأمنية تحت السيطرة
* المدينة.. هل الوضع الأمني يسمح بإجراء انتخابات آمنة؟
** شوقي.. يقيني أن أجهزة الأمن ممثلة في الشرطة وقوات الجيش قادرة على تأمين الانتخابات بصورة كافية ومرضية، ولن تؤثر العمليات الإرهابية التي نشهدها على سير الانتخابات، وأرى أن وضع الانتخابات الرئاسية لا يختلف كثيرًا عن الأوضاع الأمنية التي عاصرناها خلال عملية الاستفتاء على الدستور الذي أنجز رغم تهديدات جماعة الإخوان الإرهابية.
** عز الدين.. أتفق تمامًا على قدرة الأجهزة الأمنية على تأمين الانتخابات من قبل قوات الشرطة وبدعم من القوات المسلحة.
وهم التزوير
* المدينة.. كيف ترون الحديث عن تزوير الانتخابات قبل أن تبدأ؟
** شوقي.. تحقيق نزاهة الانتخابات مطلب الحكومة والدولة المصرية، ولا أتصور أن هناك أشياء يمكن أن تؤثر على نزاهة الانتخابات طالما تخضع للإشراف القضائي الكامل، والدولة لجأت إلى كل الوسائل من أجل أن يتوفر لها كل الشروط الموضوعية لتحقيق الشفافية والنزاهة، والمتوقع أن تتم في إطارها، لا سيما في وجود مراقبة دولية من 120 منظمة دولية، وعشرات المنظمات من المجتمع المدني المحلية.
* المدينة.. كيف يمكن قطع الطريق على الحديث عن احتمالات انحياز المؤسسة العسكرية التى تتولى تأمين الانتخابات؟
** عز الدين.. هذا الكلام لا محل له من الإعراب، والقوات المسلحة كانت محايدة فى كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة، ودورها تأمين اللجان من الخارج، وإدارة العملية الانتخابية ستظل تحت إشراف قضائي كامل، وعقيدة القوات المسلحة أن من مصلحة البلاد أن يأتى رئيس بإرادة شعبية وبشكل قانوني.
** شوقي متداخلًا.. المؤسسة العسكرية يجب أن تقف على الحياد.
** رشاد مقاطعًا.. المؤسسة العسكرية محايدة بالفعل، ويجب ألا يتضمن كلامك يا دكتور شوقي لفظ «يجب»؛ لأنه يثير احتمالات عدم الحيادية، وهو غير متحقق.
الفقر مصنع تفريخ الإرهاب
المدينة: هل انتخاب رئيس لمصر يضع نهاية لجماعة الإخوان الإرهابية؟
** رشاد.. الإخوان لن ينجحوا في تعطيل الانتخابات وستمضي، ولا توجد قوة لتعطلها، وأرى أن نجاح الرئيس لن يضع نهاية لجماعة الإخوان الإرهابية، وسوف يستمرون في إنتاج إرهابيين، وستبقى الأجهزة الأمنية تتعامل مع أشباح داخل الوطن، ولن يتوقفوا بعد الانتخابات في تقديري، ولكن في تقديري أيضًا أنه إذا نجح الرئيس القادم في تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية سوف يغلق مصنع تفريخ الإرهاب، الذي ينطلق من بيئة الفقر الحاضنة له.
** الزنط.. في تقديري فإن جماعة الإخوان تصفي نفسها بنفسها، ونشاط الجماعة خلال السنوات الثلاث الماضية أضاع 40 عامًا من عمرها البالغ 80 عامًا، وتتعرض الجماعة إلى التآكل والانزواء، وبدأت تخسر قواعدها الشعبية فى الشارع المصري، وأتصور أن الجماعة سوف تتآكل قشرتها الصلبة بعد الانتخابات وتبقى القشرة الرخوة، إمّا أن تندمج مع المجتمع وتغير من سلوكها أو تتحول إلى كتلة صخرية.
** عز الدين.. لا يوجد أمن بنسبة 100%، والأمن سلعة باهظة التكاليف، ومحاربة الإرهاب مسؤولية وطن، ولا بد للأمن أن يتعامل بشكل حاسم مع مهددات الأمن القومي المصري، وأرى أن الأجهزة الأمنية تتعامل بخوف مع الإرهاب، ويجب أن يتغير ذلك مع انتخاب الرئيس القادم.
دور الأحزاب
* المدينة.. هل تتوقعون أن يكون للأحزاب دور فى الانتخابات بعد أن فشلت في تقديم مرشح لها؟
** رشاد.. في تقديري وانطلاقًا من المعطيات الواقعية في الحياة الحزبية في مصر، فإن الأحزاب لن يكون لها دور في الانتخابات الرئاسية الحالية، وربما لمدة دورتين قادمتين، نظرًا لانعدام القواعد الشعبية لهذه الأحزاب، ممّا أفقدها دورها وقدرتها على إحداث تغيير، وباتت معظم الأحزاب ملاكي.
** الزنط.. لا توجد أحزاب بالمعنى الحقيقي والمتعارف عليه فى أدبيات النظم السياسية، ومصر بها أسماء لأكثر من 80 حزبًا، يمكن وصفها بالأحزاب الكرتونية التي لا يضم بعضها أعضاء بعدد أصابع اليدين على أقصى تقدير، وأرى أن الحياة الحزبية يجب تفعيلها مع انتخاب الرئيس الجديد؛ لأنها تعيش في أزمة، لأنك لو سألت رجل الشارع لا يعرف منها إلاّ الأحزاب التاريخية، وربما الأمر يصل عند المثقفين أيضًا، وخاصة بعد هوجة إنشاء الأحزاب بعد ثورة 25 يناير، وأرى أنه يجب تبني وتدعيم الأحزاب السياسية في مصر، وتقديم دعم مالي لها حتى تستطيع استقطاب الشباب وإبعاده عن أصحاب الفكر الضال.
تعديل تدريجي للموقف الأمريكي
* المدينة.. هل يقود انتخاب رئيس لمصر إلى إحداث تغيير في الموقف الأمريكي؟
** رشاد.. أعتقد أن الموقف الأمريكي بعد الانتخابات الرئاسية سوف يتغير بشكل تدريجي، ومن المتوقع خلال مرحلة التغيير هذه أن يحافظ على الحد الأدنى من العلاقات، وموضوع الإرهاب يتطلب دعمًا أمريكيًّا لمصر، وتأتي بعد ذلك اتفاقية كامب ديفيد والحفاظ عليها، ورأينا ذلك خلال الفترة الماضية رغم التوتر بين البلدين، إلاّ أن الإدارة الأمريكية ظلت تحافظ على الحد الأدني من العلاقات الثنائية.
** الزنط.. من وجهة نظري الموقف الدولي سوف يعتمد على مفهوم شرعية الأمر الواقع، وأول من أطلق هذا المصطلح هو الرئيس الأمريكي بوش الابن، ومن هذا المنطلق أرى أن مصر أحدثت ارتباكًا للإدارة الأمريكية بقرارها الصادر عن المؤسسة العسكرية في 3 يوليو، بعد أن دفع الكثير من المال والجهد في دعم حكم جماعة الإخوان، وذهب كل ذلك سدى، والعالم تقريبًا يسير خلف الإدارة الأمريكية، ولحساب الدولة الصهيونية، ومن هنا أرى أن الموقف الدولى تجاه مصر بعد الانتخابات سوف يتمدد أو ينحسر مدًا وجزرًا طبقًا للمصلحة الإستراتيجية الأمريكية، وسوف تتحدد علاقات مصر الخارجية بقدر ما تقوم به من خطوات تصب في خانة عدم الاختلاف مع إسرائيل، والإدارة الأمريكية وكثير من الأطراف الدولية الفاعلة سترضى عن مصر متى كانت إسرائيل راضية عنها.
**عز الدين.. أتصور أن الموقف الدولي سيحافظ على الحد الأدنى، أو ما يعرف فى الأدب العربي «شعرة معاوية»، والولايات المتحدة الأمريكية لن تكرر أخطاءها مع إيران، بعد ثورة الخوميني حيث أوقفت كل علاقاتها مع إيران، ولم تستطع العودة مرة أخرى، وهو ما سيدفع بها إلى الحفاظ على المستوى المعقول من العلاقات، لأنه يضمن استمرار الولايات المتحدة في تسليح الجيش المصري، وهي لن توافق على خروج هذا التسليح إلى المستويات التي تهدد استقرار وأمن إسرائيل، كما أنني لا أتوقع أن يحدث تغيير في موقف تركيا وقطر تجاه مصر، وإن كنت ممّن يدعو إلى الحفاظ على العلاقات بين مصر وإيران عند مستواها الأدنى.
صحيفة المدينة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.