غارات مكثفة على رفح والقسام تفجّر ألغام في قوة صهيونية والاحتلال يعلن إصابة 46 جنديا    بحوادث متفرقة.. أربعة أشخاص ينهون حياتهم في إب خلال يوم واحد    محمد البكري و أحمد العيسي وخلال سبع سنوات دمرا حياة شعب الجنوب    محاولة تحطيم سور النسيج الحضرمي.. لن تمر أي مخططات غير مرغوب فيها    الأمطار تطفئ حرارة الأجواء في عدد من المحافظات خلال الساعات القادمة    خطوات ثاقبة للمجلس الانتقالي تثير رعب قوى صنعاء الإرهابية    الإطاحه بقاتل شقيقه في تعز    صافرات الإنذار تدوي في ''إيلات'' .. جيش الاحتلال يعلن تعرضه لهجوم من البحر الأحمر    خبير آثار: ثور يمني يباع في لندن مطلع الشهر القادم    وفاة ضابط في الجيش الوطني خلال استعداده لأداء صلاة الظهر    محلات الصرافة في صنعاء تفاجئ المواطنين بقرار صادم بشأن الحوالات .. عقب قرارات البنك المركزي في عدن    إعلان قطري عن دعم كبير لليمن    جماعة الحوثي تفرض اشتراط واحد لنقل المقرات الرئيسية للبنوك إلى عدن !    خمسة ابراج لديهم الحظ الاروع خلال الأيام القادمة ماليا واجتماعيا    حلم اللقب يتواصل: أنس جابر تُحجز مكانها في ربع نهائي رولان غاروس    قرارات البنك المركزي لإجبار الحوثي على السماح بتصدير النفط    تعرف على قائمة قادة منتخب المانيا في يورو 2024    7000 ريال فقط مهر العروس في قرية يمنية: خطوة نحو تيسير الزواج أم تحدي للتقاليد؟    أرواح بريئة تُزهق.. القتلة في قبضة الأمن بشبوة وتعز وعدن    فيديو صادم يهز اليمن.. تعذيب 7 شباب يمنيين من قبل الجيش العماني بطريقة وحشية ورميهم في الصحراء    حرب وشيكة في الجوف..استنفار قبلي ينذر بانفجار الوضع عسكرياً ضد الحوثيين    عن ماهي الدولة وإستعادة الدولة الجنوبية    صحفي يكشف المستور: كيف حول الحوثيون الاقتصاد اليمني إلى لعبة في أيديهم؟    الدبابات الغربية تتحول إلى "دمى حديدية" بحديقة النصر الروسية    الوضع متوتر وتوقعات بثورة غضب ...مليشيا الحوثي تقتحم قرى في البيضاء وتختطف زعيم قبلي    مسلحو الحوثي يقتحمون مرفقًا حكوميًا في إب ويختطفون موظفًا    إنجاز عالمي تاريخي يمني : شاب يفوز ببطولة في السويد    عن الشباب وأهمية النموذج الحسن    - الصحفي السقلدي يكشف عن قرارات التعيين والغائها لمناصب في عدن حسب المزاج واستغرب ان القرارات تصدر من جهة وتلغى من جهة اخرى    بحضور نائب الوزير افتتاح الدورة التدريبية لتدريب المدربين حول المخاطر والمشاركة المجتمعية ومرض الكوليرا    شرح كيف يتم افشال المخطط    بدء دورة تدريبية في مجال التربية الحيوانية بمنطقة بور    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و439 منذ 7 أكتوبر    "أوبك+" تتفق على تمديد خفض الإنتاج لدعم أسعار النفط    ولي العهد الكويتي الجديد يؤدي اليمين الدستورية    رصد تدين أوامر الإعدام الحوثية وتطالب الأمم المتحدة بالتدخل لإيقاف المحاكمات الجماعية    الملايين بالعملة الصعبة دخل القنصليات يلتهمها أحمد بن مبارك لأربع سنوات ماضية    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    ريال مدريد يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا    بالصور: اهتمام دبلوماسي بمنتخب السيدات السعودي في إسبانيا    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    الوجه الأسود للعولمة    الطوفان يسطر مواقف الشرف    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتخاب الرئيس يكتب نهاية الإخوان.. ودعوات
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 04 - 2014

أدار الندوة: عبد الله حشيش - حسين أبوعايد - القاهرة تصوير - رمضان إبراهيم
تحوّلت الانتخابات الرئاسية في مصر إلى منافسة ثنائية بين قائد الجيش السابق المشير عبدالفتاح السيسي الذي يحظى بشعبية جارفة بعد موقفه الشجاع إبان ثورة 30 يونيو، وبين اليساري حمدين صباحي الذي يقول إنه ممثل قيم ثورة 2011. فيما يُعدُّ المشير السيسي المرشح الأوفر حظًا للفوز في هذه الانتخابات المقرر إجراؤها في 26 و27 مايو المقبل، مستفيدًا من التأييد الشعبي الكبير له.
المنافس الوحيد للسيسي في هذه الانتخابات هو اليساري حمدين صباحي، الذي حل ثالثًا في انتخابات 2012 التي فاز بها مرسي، والذي يرى فيه أنصاره الممثل الوحيد لأحلام وطموحات أولئك الذين ثاروا ضد ديكتاتورية وفساد حكم مبارك في العام 2011، خاصة من جيل الشباب. فيما يحبس المصريون أنفاسهم، مع بدء العد التنازلى لانتخاب رئيس جديد للبلاد، وسط تصاعد تهديدات الجماعات الإرهابية بإجهاض حلم المصريين في اختيار رئيس يعبر عن طموحاتهم في تحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
وفي ندوة سياسية أقامتها «المدينة» بمكتب القاهرة، مع خبراء سياسيين وإستراتيجيين، أكدوا خلالها أن الانتخابات الرئاسية تضع نقاطًا فاصلة في المشهد المحلي والإقليمي والدولي، وقدم المشاركون في الندوة قراءة للمشهد الانتخابي بكل تفاصيله وتداعياته، وتوقعوا أن الانتخابات من الممكن أن تحسم لصالح المرشح المشير عبدالفتاح السيسي، بنسبة 85% من أصوات الناخبين، وسوف تشهد أكبر نسبة مشاركة في تاريخ مصر الحديث، مرجحين نزول ما لا يقل عن 40 مليون ناخب، وقالوا إن جماعة الإخوان الإرهابية لن تنجح في تعطيل الانتخابات، وانتخاب الرئيس سوف يضع نهاية لهذه الجماعة، ولن يتبقى منها إلاّ القشرة الرخوة.
وحذر المشاركون في ندوة «المدينة» من استعانة الرئيس القادم بشخصيات من أنظمة سابقة، حتى لا يتم استنساخ أنظمة ثار عليها الشعب، وقالوا إن مشكلات مصر لا يحلها شخص واحد مهما أوتي من قدرات، وإنما تتطلب جهودًا من مختلف أبناء الوطن، وتغليب الجميع المصلحة العليا على المصالح الحزبية والفئوية. وأشاروا إلى أن مقاطعة فصائل تيار الإسلامي السياسي للانتخابات وهمي. وفيما يلي تفاصيل الندوة...
* المدينة.. كيف تقرأون مشهد الانتخابات الرئاسية؟
** الزنط : أرى في ضوء معطيات المشهد الانتخابي، أن المشير السيسي هو رئيس مصر القادم، وأنه حسم المنافسة قبل أن تبدأ المعركة الانتخابية، ومن قراءتي للمشهد أيضًا أن الفارق كبير بين المتنافسين على رئاسة مصر المشير السيسي وصباحي، من حيث الرصيد الشعبي لكل منهما، وامتلاك الرؤية لإدارة البلاد، وكلاهما يصب في خانة «السيسي»، بينما أرى أن المنافس الوحيد صباحي شخص معارض عبر سنوات طويلة، ولكني أرى أن المعارضة لا تصنع رجل دولة، ولا توفر له مقومات القيادة في ظل الظروف الاستثنائية التى تمر بها مصر، أمّا السيسي فهو الأنسب لقيادة مصر فى هذه المرحلة، حيث يملك ماضيًا مهنيًّا جيدًا، علاوة على امتلاكه كاريزما القيادة، ولديه رؤية وجرأة فى اتخاذ القرار، وأرى أن السيسي تم اختياره وقياس قدراته على القيادة، واتخاذ المواقف الجريئة، وهو موقف قد لا يتكرر كما حدث فى 3 يوليو من العام الماضي، وما تلاه من قرارات حقق من خلالها أهداف الدولة المصرية دون أن يرتكب أخطاءً دستورية.
كاريزما السيسي
*المدينة.. ما هي أولويات الرئيس القادم؟
**الزنط: أعتقد أن السيسي لديه مهمّتان أساسيتان عند توليه منصب الرئيس، أولاهما إعادة بناء مؤسسات الدولة، وهو يمتلك المواصفات الشخصية لإعادة بناء الدولة، وثانيتهما، بناء الشخصية المصرية بعد سنوات من الانفلات الأمني، ويرتبط بالمهمتين الأساسيتين، مهمة تالية، وهي إعادة هندسة إستراتيجية العلاقات الخارجية لمصر، وأتصوّر أن هذا بدأ بالفعل خلال توليه منصب وزير الدفاع وزيارته الأخيرة لروسيا، في إشارة إلى إعادة هندسة علاقات مصر الخارجية وبما يسمح لها بإقامة علاقات متوازنة مع كل الأقطاب الدولية، دون الاعتماد على قطب واحد، كما كان يحدث في السنوات الماضية.
لا مقارنة بين المرشحين
** رشاد معقبًا.. أعتقد أنه لا مقارنة بين المرشحين للرئاسة المصرية، وأرى أن المنافسة لن تكون موجودة بينهما، ونتائج الانتخابات حسمها الشارع قبل أن تبدأ بانحيازه واختياره المشير عبدالفتاح، كما أرى أن الانتخابات لن تكون مشكلة وستتم بإجراءات ومواصفات موضوعية، ولكني أعتقد أن مصر ستواجه مشكلة بعد الانتخابات، حيث الشعبية الكاسحة للمشير قد تغري بصناعة الحاكم المستبد، والشعب المصري يتعامل مع الرئيس من آخر نقطة، وحتمًا سيكون هناك تضارب بين مصالح الحاكم ومصالح الشعب، وهذا يتطلب إدارة حكيمة تؤسس على قاعدة معلومات حقيقية، تهدف إلى إيجاد توازن بين رؤية الحاكم ومطالب الشعب، والرئيس القادم دون مساعٍ جادة لتحقيق الأمن والتنمية سوف يتعرض لابتزازات شعبية مهما كانت شعبيته.
مخاوف الحاكم المستبد
** الزنط متداخلًا.. أتفق مع ما ذهب إليه اللواء رشاد من خطورة الحاكم المستبد، أو الفرعون، والشعب المصري يميل إلى خلق الفرعون، لكن النقطة الأهم والتي أخشى منها وهي بطانة الحاكم، وخاصة إذا استعان الرئيس بعناصر تنتمي إلى أنظمة سابقة، فإنها ستسعى إلى إعادة إنتاجها، وطبائع المصريين ليست وليدة اليوم، وتحدث عنها المؤرخ عبدالرحمن الكواكبي فى كتابه طبائع الاستبداد.
4 تريليونات جنيه
* المدينة.. تحدث المشير السيسي عن أن مصر تحتاج إلى 4 تريليونات جنيه لحل مشكلاتها، هل يعني هذا إعفاء الرئيس من مسؤولية حل المشكلات ومحاولة فرملة تطلعات المصريين؟
** عز الدين.. من خلال متابعتى للمشير السيسي منذ إعلانه الترشح، لم أرَ أنه أعطى وعودًا، وكلامه هذا أراه في خانة المصارحة والمكاشفة للشعب المصري، ودعوته لهم بالمشاركة ومشكلات مصر لا يحلها شخص مهما أوتي من قدرات، وإنما تتطلب جهودًا من مختلف أبناء مصر، وتغليب الجميع مصالح الوطن على أي مصالح حزبية وفئوية، وأتصور أن نجاح السيسي في بناء الشخصية المصرية سيكون مفتاحًا سحريًّا لكل أزمات مصر.
* «المدينة» للواء عز الدين: هل كانت لكم علاقة عمل خلال وجودكم بالمؤسسة العسكرية مع السيسي؟ وكيف ترى أسلوبه من وجهة نظرك؟
** عز الدين.. كانت بيننا علاقة مباشرة لفترة وجيزة، وأرى أن السيسي رجل مهذب وشفاف ومتدين، ولكن يمكن أن يواجه مشكلة إن لم يحسن اختيار مَن حوله، وهو رجل دولة ممتاز.
** رشاد مقاطعًا.. نحن نريد في المرحلة المقبلة دولة المؤسسات لا دولة الرئيس أو الشخص، وذلك الأمر لا يمكن تحقيقه إلاّ من خلال تفعيل مراكز صناعة القرار وهي كثيرة ومتنوعة في مصر، وتفعيل دورها من خلال تقديم الرؤى والحلول للمشكلات التي تواجه مصر إلى مؤسسة الرئاسة ومؤسسات الدولة لمساعدة صانع القرار في اتخاذ قرارات تتسم بالرشادة والعقلانية.
** عز الدين مقاطعًا.. هذا صحيح واتفق تمامًا والقوات المسلحة لديها عدة مراكز مثل مركز الدراسات الإستراتيجية، والتى كنت أشرف برئاسته وهناك مراكز المعلومات بالمخابرات العامة والحربية يمكن استثمارها في إعادة بناء الدولة المصرية وتقديم رؤية لدولة المؤسسات التي نريدها، تقوم على العلم والتكنولوجيا.
مؤشر التوكيلات
* المدينة.. هل يمكن الاعتماد على التوكيلات كمؤشر للنتائج المتوقعة؟
** الزنط.. أعتقد أنه مؤشر مهم ويكشف التفاوت الكبير فى رصيد المرشحين لدى الشارع المصري، وأتوقع أن يحصل المشير السيسي على نسبة ما بين 80 إلى 85% من أصوات الناخبين، وأتوقع خروج المصريين بشكل غير مسبوق فى الانتخابات، وعدد المشاركين لن يقل عن 40 مليونًا، وهذه سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر الحديث.
** شوقي.. أتصور أن السيسي بالمعايير الموضوعية هو الأفضل، والسباق الرئاسي لن تكون به مفاجآت، وربما يحصل السيسي على نسب أعلى ممّا ذكر وربما تصل إلى 95%.
* «المدينة» للواء شوقي: ما هي توقعاتكم لموقف وسلوك تيار الإسلام السياسي في الانتخابات؟
** شوقي.. أتصور أن جميع تيارات الإسلام السياسي ستكون على قلب رجل واحد في الانتخابات، وسوف يحاولون استهداف السيسي، وتنفيذ حملات ممنهجة لتشويه صورته للخصم من رصيده في الشارع، وأتوقع أن تكون مقاطعة الإسلاميين للانتخابات خاصة ما يعرف بتحالف دعم الشرعية وهمية، وستتحرك بشكل خفي، وستضاف إلى المرشح المنافس حمدين صباحي، ويعكس هذا الأمر ما سبق أن قاله الرئيس المعزول محمد مرسي في تسريباته من أن «السيسي سيكتسح الرئاسية لكنه لن يكمل»، وأرى أن هذه الجملة مقصودة، وتفسيرها يرتبط بالأحكام الجنائية المتوقع صدورها ضد قيادات الجماعة، وهذه الأحكام ستصدر بعد الانتخابات، وستكون نقطة فاصلة في تاريخ مصر، وقد تدفع هذه العناصر إلى ارتكاب جرائم بشعة في حق الوطن، حيث أرى بخبرتي السياسية والأمنية والقانونية أن الأحكام ستكون رادعة، وسيتم الحكم بالإعدام على قيادات كبرى، والمؤبد لقيادات أخرى، وأتوقع أن تكون هناك نقلة نوعية فى موقف التيارات الإسلامية بعد صدور هذه الأحكام، وهذا الموقف سيأخذ مسارين: إمّا التحرك السلمي وهذا مقلق، لأنه سيمنح هذه التيارات فرصة للعودة للحياة السياسية، وربما يقود إلى سيطرة تلك الجماعات على البرلمان القادم، نظرًا لأن الشعب المصري متسامح وذاكرته ضعيفة، وسيتعاطف مع تلك الجماعات في حال لجوئها للتحرك السلمي، والآخر هو التحرك العنيف، ومن هنا أرى أن ما بعد الانتخابات الرئاسية سيكون الاختبار الحقيقي للتيارات الإسلامية لتحديد نهجها فى المستقبل، إمّا السلم والعودة، أو العنف الذي سيقود إلى زوالها.
الأوضاع الأمنية تحت السيطرة
* المدينة.. هل الوضع الأمني يسمح بإجراء انتخابات آمنة؟
** شوقي.. يقيني أن أجهزة الأمن ممثلة في الشرطة وقوات الجيش قادرة على تأمين الانتخابات بصورة كافية ومرضية، ولن تؤثر العمليات الإرهابية التي نشهدها على سير الانتخابات، وأرى أن وضع الانتخابات الرئاسية لا يختلف كثيرًا عن الأوضاع الأمنية التي عاصرناها خلال عملية الاستفتاء على الدستور الذي أنجز رغم تهديدات جماعة الإخوان الإرهابية.
** عز الدين.. أتفق تمامًا على قدرة الأجهزة الأمنية على تأمين الانتخابات من قبل قوات الشرطة وبدعم من القوات المسلحة.
وهم التزوير
* المدينة.. كيف ترون الحديث عن تزوير الانتخابات قبل أن تبدأ؟
** شوقي.. تحقيق نزاهة الانتخابات مطلب الحكومة والدولة المصرية، ولا أتصور أن هناك أشياء يمكن أن تؤثر على نزاهة الانتخابات طالما تخضع للإشراف القضائي الكامل، والدولة لجأت إلى كل الوسائل من أجل أن يتوفر لها كل الشروط الموضوعية لتحقيق الشفافية والنزاهة، والمتوقع أن تتم في إطارها، لا سيما في وجود مراقبة دولية من 120 منظمة دولية، وعشرات المنظمات من المجتمع المدني المحلية.
* المدينة.. كيف يمكن قطع الطريق على الحديث عن احتمالات انحياز المؤسسة العسكرية التى تتولى تأمين الانتخابات؟
** عز الدين.. هذا الكلام لا محل له من الإعراب، والقوات المسلحة كانت محايدة فى كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة، ودورها تأمين اللجان من الخارج، وإدارة العملية الانتخابية ستظل تحت إشراف قضائي كامل، وعقيدة القوات المسلحة أن من مصلحة البلاد أن يأتى رئيس بإرادة شعبية وبشكل قانوني.
** شوقي متداخلًا.. المؤسسة العسكرية يجب أن تقف على الحياد.
** رشاد مقاطعًا.. المؤسسة العسكرية محايدة بالفعل، ويجب ألا يتضمن كلامك يا دكتور شوقي لفظ «يجب»؛ لأنه يثير احتمالات عدم الحيادية، وهو غير متحقق.
الفقر مصنع تفريخ الإرهاب
المدينة: هل انتخاب رئيس لمصر يضع نهاية لجماعة الإخوان الإرهابية؟
** رشاد.. الإخوان لن ينجحوا في تعطيل الانتخابات وستمضي، ولا توجد قوة لتعطلها، وأرى أن نجاح الرئيس لن يضع نهاية لجماعة الإخوان الإرهابية، وسوف يستمرون في إنتاج إرهابيين، وستبقى الأجهزة الأمنية تتعامل مع أشباح داخل الوطن، ولن يتوقفوا بعد الانتخابات في تقديري، ولكن في تقديري أيضًا أنه إذا نجح الرئيس القادم في تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية سوف يغلق مصنع تفريخ الإرهاب، الذي ينطلق من بيئة الفقر الحاضنة له.
** الزنط.. في تقديري فإن جماعة الإخوان تصفي نفسها بنفسها، ونشاط الجماعة خلال السنوات الثلاث الماضية أضاع 40 عامًا من عمرها البالغ 80 عامًا، وتتعرض الجماعة إلى التآكل والانزواء، وبدأت تخسر قواعدها الشعبية فى الشارع المصري، وأتصور أن الجماعة سوف تتآكل قشرتها الصلبة بعد الانتخابات وتبقى القشرة الرخوة، إمّا أن تندمج مع المجتمع وتغير من سلوكها أو تتحول إلى كتلة صخرية.
** عز الدين.. لا يوجد أمن بنسبة 100%، والأمن سلعة باهظة التكاليف، ومحاربة الإرهاب مسؤولية وطن، ولا بد للأمن أن يتعامل بشكل حاسم مع مهددات الأمن القومي المصري، وأرى أن الأجهزة الأمنية تتعامل بخوف مع الإرهاب، ويجب أن يتغير ذلك مع انتخاب الرئيس القادم.
دور الأحزاب
* المدينة.. هل تتوقعون أن يكون للأحزاب دور فى الانتخابات بعد أن فشلت في تقديم مرشح لها؟
** رشاد.. في تقديري وانطلاقًا من المعطيات الواقعية في الحياة الحزبية في مصر، فإن الأحزاب لن يكون لها دور في الانتخابات الرئاسية الحالية، وربما لمدة دورتين قادمتين، نظرًا لانعدام القواعد الشعبية لهذه الأحزاب، ممّا أفقدها دورها وقدرتها على إحداث تغيير، وباتت معظم الأحزاب ملاكي.
** الزنط.. لا توجد أحزاب بالمعنى الحقيقي والمتعارف عليه فى أدبيات النظم السياسية، ومصر بها أسماء لأكثر من 80 حزبًا، يمكن وصفها بالأحزاب الكرتونية التي لا يضم بعضها أعضاء بعدد أصابع اليدين على أقصى تقدير، وأرى أن الحياة الحزبية يجب تفعيلها مع انتخاب الرئيس الجديد؛ لأنها تعيش في أزمة، لأنك لو سألت رجل الشارع لا يعرف منها إلاّ الأحزاب التاريخية، وربما الأمر يصل عند المثقفين أيضًا، وخاصة بعد هوجة إنشاء الأحزاب بعد ثورة 25 يناير، وأرى أنه يجب تبني وتدعيم الأحزاب السياسية في مصر، وتقديم دعم مالي لها حتى تستطيع استقطاب الشباب وإبعاده عن أصحاب الفكر الضال.
تعديل تدريجي للموقف الأمريكي
* المدينة.. هل يقود انتخاب رئيس لمصر إلى إحداث تغيير في الموقف الأمريكي؟
** رشاد.. أعتقد أن الموقف الأمريكي بعد الانتخابات الرئاسية سوف يتغير بشكل تدريجي، ومن المتوقع خلال مرحلة التغيير هذه أن يحافظ على الحد الأدنى من العلاقات، وموضوع الإرهاب يتطلب دعمًا أمريكيًّا لمصر، وتأتي بعد ذلك اتفاقية كامب ديفيد والحفاظ عليها، ورأينا ذلك خلال الفترة الماضية رغم التوتر بين البلدين، إلاّ أن الإدارة الأمريكية ظلت تحافظ على الحد الأدني من العلاقات الثنائية.
** الزنط.. من وجهة نظري الموقف الدولي سوف يعتمد على مفهوم شرعية الأمر الواقع، وأول من أطلق هذا المصطلح هو الرئيس الأمريكي بوش الابن، ومن هذا المنطلق أرى أن مصر أحدثت ارتباكًا للإدارة الأمريكية بقرارها الصادر عن المؤسسة العسكرية في 3 يوليو، بعد أن دفع الكثير من المال والجهد في دعم حكم جماعة الإخوان، وذهب كل ذلك سدى، والعالم تقريبًا يسير خلف الإدارة الأمريكية، ولحساب الدولة الصهيونية، ومن هنا أرى أن الموقف الدولى تجاه مصر بعد الانتخابات سوف يتمدد أو ينحسر مدًا وجزرًا طبقًا للمصلحة الإستراتيجية الأمريكية، وسوف تتحدد علاقات مصر الخارجية بقدر ما تقوم به من خطوات تصب في خانة عدم الاختلاف مع إسرائيل، والإدارة الأمريكية وكثير من الأطراف الدولية الفاعلة سترضى عن مصر متى كانت إسرائيل راضية عنها.
**عز الدين.. أتصور أن الموقف الدولي سيحافظ على الحد الأدنى، أو ما يعرف فى الأدب العربي «شعرة معاوية»، والولايات المتحدة الأمريكية لن تكرر أخطاءها مع إيران، بعد ثورة الخوميني حيث أوقفت كل علاقاتها مع إيران، ولم تستطع العودة مرة أخرى، وهو ما سيدفع بها إلى الحفاظ على المستوى المعقول من العلاقات، لأنه يضمن استمرار الولايات المتحدة في تسليح الجيش المصري، وهي لن توافق على خروج هذا التسليح إلى المستويات التي تهدد استقرار وأمن إسرائيل، كما أنني لا أتوقع أن يحدث تغيير في موقف تركيا وقطر تجاه مصر، وإن كنت ممّن يدعو إلى الحفاظ على العلاقات بين مصر وإيران عند مستواها الأدنى.
صحيفة المدينة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.