حديثنا موصول رعاكم الله في شرح أسماء الله الحسنى وسيكون كلامنا في شرح اسم الله: البصير، وقد ورد هذا الاسم في القرآن العظيم أكثر من أربعين مرة كما في قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، وقوله: (إن الله هو السميع البصير). قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي في شرح اسم الله البصير: البصير الذي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسماوات، حتى أخفى ما يكون فيها، ومن آمن بأن الله بصير مطلع على كل شيء ولا تخفى عليه خافية استحى من الله سبحانه وتعالى أن يراه على معصية. ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك». وثبت عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استحيوا من الله حق الحياء، قال قلنا يا نبي الله إنا لنستحيي والحمد لله، قال ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى وتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء». وما أجمل أن نغرس أثر الإيمان بهذا الاسم العظيم لله عز وجل في نفوس أبنائنا وبناتنا وفي نفس كل موظف وطالب بل وفي نفس كل مسلم، فمهما تابعتُ ابني متابعة صارمة ودقيقة وحازمة فلن أتمكن من أن أكون معه على مدار الساعة، فكيف أوجهه لو كان بعيداً عني؟ أوجهه بأن أغرس في نفسه أن الله مطلع عليه لا تخفى عليه خافية، والإيمان بمعنى هذا الاسم العظيم لله سيؤثر في نفوس الكبار والصغار فمن آمن أن الله مطلع عليه حرص على إرضاء ربه والبعد عن معصيته. * مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم The post شرح أسماء الله الحسنى (25) appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية