أعلن مسؤولون في الأممالمتحدة في جنيف، أمس، أنه من المتوقع أن يستقيل مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، الشهر المقبل، في وقت حذّر «الجيش السوري الحر» من أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» يكسب الحرب في مواجهة قواته، وبرر ذلك بأن التنظيم يموّل نفسه بما يصل إلى 700 ألف جنيه استرليني في اليوم من عوائد النفط السوري المسروق. وقال مسؤولون في الأممالمتحدة إنه من المتوقع أن «يستقيل المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الشهر المقبل». وأكد المسؤولون، الذين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم، أن محادثات السلام المتعثرة بين الحكومة السورية والمعارضة لم تترك خياراً آخر للإبراهيمي الذي عينته الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية. وقال دبلوماسي بارز «نتوقع أن يعلن الإبراهيمي عن قراره في مايو»، وأضافوا أن المبعوث أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن خططته، ولكنه سيظل في منصبه حتى إيجاد خليفة له. ونفت متحدثة باسم الأممالمتحدة في جنيف، حيث يوجد الإبراهيمي، التقارير الإعلامية من سورية التي تفيد بأن الإبراهيمي استقال بالفعل، لكنها رفضت التعليق على خططه المستقبلية. من ناحية أخرى، قال قائد جبهة حمص في «الجيش السوري الحر»، العقيد فاتح حسون، لصحيفة «ديلي ميرور»، أمس، إن زعيم «داعش» أبوبكر البغدادي «يتاجر سراً بالنفط لدعم الرئيس، بشار الأسد، ووافق على وقف إطلاق النار مع نظامه، في حين أسهمت مشكلاتنا مع الجماعات المتطرفة في توقف الغرب عن دفع المال، ما جعل هذا التنظيم ينشر نفوذه». وأضاف «لدينا معلومات استخباراتية أن حتى الأسد يبرم صفقات سرية مع (داعش) لوضع المزيد من الضغوط علينا، في حين أسهم التقاعس الغربي في إضعافنا بشدة، ونحن بحاجة ماسة إلى المساعدة، ونفقد مقاتلينا بسبب ذلك، الذين بدأوا ينشقون وينضمون إلى هذا التنظيم». وذكر حسون أن جنوداً من قوات الحكومة السورية أسرهم الجيش السوري الحر «أبلغونا بأن الجيش السوري النظامي يزوّد (داعش) باحتياجاته، وأنهم تلقوا تعليمات بعدم قتاله». وأشار إلى أن أموال المساعدات المخصصة للجيش السوري الحر «جفت بسبب مخاوف من وقوع أجزاء كبيرة منها بنهاية المطاف في أيدي تنظيم القاعدة، في حين يستخدم (داعش) حقول النفط لمصلحته الخاصة لشراء الأسلحة والذخائر وحتى المقاتلين». وقال «كنا ندفع المال للمقاتلين للبقاء معنا، لكن الكثير منهم ترك الجيش السوري الحر وانضم إلى (داعش) بعد أن أسهم تقاعس الغرب في جعله أقوى من قبل وصنيعته، وتخلت عنا بريطانيا وأميركا وفرنسا». وحذّر من «استمرار النظام السوري في استخدام سياسة تجويع المدن ما لم يتدخل الغرب»، مضيفاً «نحن محاصرون وتقوم قوات النظام بمنع إدخال المواد الغذائية إلى المناطق الخاضعة لسيطرتنا، في محاولة لإجبار المدنيين على معارضة الانتفاضة أو مواجهة الموت جوعاً». وأكد حسون أن «الآلاف من مقاتلي حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني انضموا للقتال وارتكبوا فظائع»، وأنه رأى «مشاهد مروّعة في أعقاب هجوم شنّه الشبيحة، أو مقاتلو حزب الله، في قرية النجمة، بعد سيطرة قوات النظام السوري عليها»، ووجد «العديد من الرجال السنّة وأبناءهم مقتولين ومقطّعين». وقال إنه «شاهد أعضاء بشرية عائمة في نهر القرية، كما التقى نساء حوامل بسبب تعرّضهن للاغتصاب»، نافياً أن يكون «الجيش السوري الحر» ارتكب فظائع. وأضاف حسون أن «أي جريمة يرتكبها مقاتل في الجيش السوري الحر عمل فردي وليس استجابة لأوامر، ومثل هذه الممارسة قليلة جداً». الامارات اليوم