د. أحمد الصاوي (القاهرة) حظيت الفنون التطبيقية باهتمام ورعاية سلاطين دولة المماليك بمصر والشام، حتى إن الفنانين قاموا بوضع رنوك المماليك، التي تشير لوظائفهم على كل ما أنتج برسم استخدامهم ثم توسعوا في ذلك لتسجل تلك العلامات على المنتجات الصناعية الموجهة لعامة الناس وذلك بغرض الترويج لها كمنتجات مملوكية. والرنك كلمة فارسية الأصل تعني اللون في الأصل ولكنها في المعنى الاصطلاحي تعني الشارات والعلامات الخاصة بالملوك والأمراء سواء تلك التي اشتهروا بها بشكل شخصي مثل رنك الأسد أو الفهد الذي عرف به السلطان المملوكي الظاهر بيبرس أو تلك، التي تشير لوظيفة صاحبها مثل الكأس، التي تشير لمن يتولى وظيفة الساقي أي من يقوم بأمر مشروبات السلطان ودواة الحبر، التي ترمز للدوادار أي المسئول عن حمل دواة الحبر الخاصة بتوقيع السلطان على الأوامر الرسمية. حرص المماليك على أن تزود المنتجات الفنية التي صنعت من أجلهم برنوكهم الشخصية والوظيفية على حد سواء بل إن هذه الرنوك كانت توضع على العمائر الخاصة بهم ومما يدل على أهميتها أن السلطان إذا ما غضب على أحد الأمراء أمر بمحو رنكه من على واجهة مسجده أو مدرسته ويعتبر ذلك بمثابة حط من شأنه أمام الرعية. رنك النسر ولما كان الأمر على هذا النحو من الأهمية فقد عمد الصناع إلى وضع تلك الرنوك على عدد من منتجات المعادن والفخار والخزف والمنسوجات للفت الانتباه إلى جودتها حتى صارت جديرة بأن تحمل رنك الساقي أو الدوادار أو صاحب البريد. ويعتبر رنك النسر الناشر جناحيه من أقدم وأبرز رنوك المماليك الشخصية والوظيفية أيضاً، ويعود أقدم ظهور لهذا الرنك لعهد السلطان الأرتقي ناصر الدين محمود، الذي حكم ديار بكر في أعالي إقليم الجزيرة الفراتية، فيما بين عامي 597 و619 ه وورثه عنه السلطان السلجوقي علاء الدين كيقباذ حاكم قونيه فيما بين عامي 616 و634 ه، ويغلب على الظن أن السلاجقة ومن بعدهم المماليك قد تأثروا في عادة استخدام الرنوك بالخوارزمية، الذين انضموا لخدمة البلاط في العديد من الإمارات السلجوقية بعد سقوط دولة خوارزم شاه في أيدي المغول بقيادة جنكيز خان. ... المزيد الاتحاد الاماراتية