أفاد رئيس الحكومة التونسية المؤقتة بإحراز تقدم خلال العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش بجبل الشعانبي غرب البلاد لملاحقة الإرهابيين. وقال المهدي جمعة أمس إثر اجتماع له مع الولاة إن القوات العسكرية والأمنية حققت تقدما في منطقة الشعانبي وقد وصلت إلى قمة الجبل القريب من الحدود الجزائرية. وبدأ الجيش التونسي منذ نحو أسبوع شن عمليات عسكرية نوعية في المنطقة عبر عدة محاور وسط تكتم شديد بالتوازي مع عمليات قصف بري وجوي مكثف بهدف حسم المعركة ضد العناصر الإرهابية المتحصنة في المناطق الغابية منذ أكثر من عام. وكان الجيش دفع بتعزيزات عسكرية مهمة وغير مسبوقة إلى المنطقة في الوقت الذي أصدرت فيه الرئاسة قرارا جمهوريا بإعلان الشعانبي منطقة عسكرية مغلقة يجب الحصول على ترخيص مسبق من السلطات قبل الدخول اليها. وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع العميد توفيق الرحموني بأن الوحدات العسكرية مدعومة بالمدفعية وسلاح الجو دخلت منطقة العمليات العسكرية المغلقة تتقدمها وحدات الهندسة ووحدات القوات الخاصة على متن مدرعات. وأوضح الرحموني أن تمركز القوات العسكرية بعد انتهاء العملية سيستمر بالمنطقة لأجل غير محدد. ومنذ انطلاق عمليات مكافحة الإرهاب عقب الثورة عام 2011 سقط في صفوف الجيش التونسي حتى الآن 31 عسكريا وجرح 121 بحسب وزارة الدفاع نتيجة تفجيرات لألغام تقليدية زرعتها الجماعات المسلحة وكمائن وهجمات مباغتة. إلى ذلك، يستعد المجلس التأسيسي التونسي (البرلمان) بعد المصادقة قريبا على مشروع قانون الانتخابات لمساءلة وزيرة السياحة، والوزير المكلف بالملف الأمني بشأن أنباء عن دخول عشرات السياح الإسرائيليين الأراضي التونسية بجوازات إسرائيلية، وهو ما أثار ضجة واسعة في تونس. وقد وقع أكثر من ثمانين نائبا على عريضة لمساءلة وزيرة السياحة آمال كربول والوزير المكلف بالملف الأمني بوزارة الداخلية رضا صفر بشأن هذه الأنباء التي دفعت بعض النواب للمطالبة بحجب الثقة عن هذين الوزيرين، بسبب ما سموه تطبيعا للعلاقات مع الكيان الإسرائيلي.وتأتي الحادثة بينما تستعد السلطات لاستقبال المئات من السياح اليهود الذين يتوافدون سنويا منتصف مايو للاحتفال بطقوس الحج لكنيس الغريبة في جزيرة جربة جنوبي تونس، حيث سيتم تشديد الرقابة الأمنية لحمايتهم وحماية المعبد الذي تعرض لهجوم عام 2002. وقالت كربول في أول تعليق لها بشأن استدعائها للمساءلة إنها على استعداد لذلك، موضحة أن «قرار السماح للسياح الإسرائيليين بالدخول إلى تونس إجراء دأبت على تطبيقه الحكومات السابقة بطريقة شفاهية وغير موثقة». وكشفت أنها طلبت من وزارتي الداخلية والخارجية إصدار مكتوب ينظم بشفافية دخول السياح الإسرائيليين أثناء موسم حج اليهود على خلفية مطالبة بعض وكالات السفر العالمية بتوضيح الإجراءات لتمكين السياح الإسرائيليين من زيارة كنيس الغريبة أقدم معبد يهودي بالبلاد. وفي موقف مطابق لموقف رئيس الحكومة مهدي جمعة قالت الوزيرة إنها تعلق آمالا كبيرة على نجاح حج اليهود، معتبرة أن نجاحه «سينعكس إيجابيا» على بقية الموسم السياحي وعلى صورة تونس بالخارج، بدعوى أنه «سيكون مؤشرا على حالة الأمن والاستقرار في البلاد». لكن زعيم كتلة حركة وفاء عبدالرؤوف العيادي قال معقبا على هذه التصريحات «أظن أن ثورة الكرامة لا تستسيغ أن نلوث لقمة عيشنا بالتطبيع مع كيان إرهابي اغتصب أرض فلسطين»، مشددا على أن تبرير التطبيع على حساب القضايا العربية موقف «مشين». (تونس-وكالات) الاتحاد الاماراتية