خشية كبيرة في أوساط القيادة الفلسطينية من إقدام قوات النظام على تدمير مخيم اليرموك في سوريةغزة 'القدس العربي' تتسارع الجهود الفلسطينية الرامية لتجنيب اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات سورية خسائر إضافية في الأرواح، بعد احتدام المعارك بين قوات النظام، والجيش السوري الحر في مخيم اليرموك، والتي أدت إلى نزوح أكثر من 95 بالمئة من سكانه وهو ما يقلق القيادة الفلسطينية من لجوء النظام هناك على تنفيذ مخطط يقوم على تدمير المخيم، وهو أمر من شأنه أن يعمق من جراح اللاجئين. وتفيد معلومات أوردها مسؤولون على اتصال بالجهات الفلسطينية المسؤولة في سورية أن الأوضاع منذ الغارة الجوية التي نفذتها قوات النظام على مخيم اليرموك قبل ثلاثة أيام، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 20 قتيلا، تزداد سوءا. وتنذر الأوضاع الساخنة التي يشهدها المخيم بزيادة أعداد الضحايا بوتيرة متصاعدة، في ظل الاشتباكات الدائرة هناك بين قوات النظام والجيش الحر. وعلى ذات الصعيد علمت 'القدس العربي' من مصادر مسؤولة في القيادة الفلسطينية أن هناك خشية كبيرة، من إقدام قوات النظام على تدمير مخيمات الفلسطينيين في سورية، خاصة أكبرها مخيم اليرموك. وبحسب تلك المصادر فإنها تتوقع في كل لحظة بعد نزوح غالبية سكان المخيم أن تبادر قوات النظام بشكل متعمد على تدمير أجزاء كبيرة من المخيم، بما في ذلك شبكة المرافق العامة، لتجعل من عودة اللاجئين بعد استقرار الأوضاع شبة مستحيلة. وتقول تقارير إخبارية أن المخيم وقع تحت سيطرة الجيش الحر، وأن قوات النظام تتهيأ للدخول إليه لمهاجمة قوات الثوار. ومن شأن الاشتباكات والمعارك التي وصلت إلى مرحلة 'كسر العظم' بين قوات النظام، والجيش الحر خاصة في مخيم اليرموك، الذي وقع تحت سيطرة الثوار، أن تساهم في تدمير أجزاء كبيرة من المخيم، لا سيما بيوت السكان النازحين. وسيجد هؤلاء اللاجئون أنفسهم بلا مأوى حقيقي، وربما يضطرون للبقاء لسنوات في معسكرات لجوء مصنوعة من الخيام، لحين ترميم مخيمات سكناهم. إلى ذلك، أكد محمود الخالدي السفير الفلسطيني في سورية، أن أكثر من 95 بالمئة من لاجئي مخيم اليرموك فروا منه ونزحوا بسبب شدة القصف الذي تنفذه طائرات ودبابات النظام السوري. ونقلت وكالة 'معا' المحلية عن الخالدي قوله ان اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر والجيش التابع للنظام، وأن دمارا كبيرا حل في منازل اللاجئين بالمخيم. وقال ان مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين 'الأونروا' فتحت أبوبها لاستقبال النازحين من اللاجئين الفلسطينيين، بعد أن تحول المخيم إلى ساحة اشتباك بين الجيش الحر وجيش النظام. وكشف عن أن الخارجية السورية التي أجري معها اتصالات لتحييد المخيمات الفلسطينية وخاصة اليرموك القصف العنيف، ردت بأنه يجب على الطرف الآخر 'الجيش الحر' مغادرة المخيم. وفي سورية هناك أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني، يقيمون في 11 مخيما للاجئين موزعة على كافة أنحاء هذا البلد، وأكبرها مخيم اليرموك، ويقيم فيه نحو 180 ألف لاجئ. وأدت المعارك إلى نقص شديد في الاحتياجات الإنسانية، بما فيها الطعام والدواء اللازمة لسكان المخيم، وتقول تقارير ان مخيمات الحسينية والسيدة زينب تعرضت لعمليات قصف عنيف طال العديد من الأحياء السكنية، ما أوقع دمارا وإصابات. ونقل عن السفير الخالدي قوله انه عقد اجتماعا مع الفصائل الفلسطينية لتأمين الغذاء والدواء والمساكن للنازحين، وأنه على اتصال دائم مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وذلك لتأمين الاحتياجات الأساسية. إلى ذلك، عقدت الفصائل الفلسطينية في غزة اجتماعا لها يوم أمس في مقر الجبهة الشعبية، وناقش المجتمعون الأوضاع الميدانية للاجئين في سورية، والقصف الذي تعرض له مخيم اليرموك، وحالات النزوح الجماعية منه. وقال كايد الغول المسؤول في الجبهة الشعبية أن الفصائل دعت لتجنيب المخيمات الفلسطينية الخلافات والمعارك التي تدور في سورية، وذلك بعد أن أصبحت الأوضاع هناك 'خطيرة جدا'. ودعت الفصائل في ختام اجتماعها إلى ضرورة إسراع العرب والمجتمع الدولي بتحرك لإنقاذ حياة اللاجئين الفلسطينيين. وتفيد التقارير الواردة من هناك أن ستة فلسطينيين جدد قضوا في عمليات استهداف المخيم، علاوة عن أكثر من عشرين آخرين قضوا قبل ثلاثة أيام في قصف جوي. ومنذ بداية الثورة السورية قبل 21 شهرا، قضى أكثر من 500 لاجئ فلسطيني في هجمات متفرقة، لكن أعنفها قبل ثلاثة أيام، عندما قصفت طائرات النظام مسجدا في مخيم اليرموك. وشرع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل يومين بإجراء سلسلة اتصالات دولية، مع الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام للجامعة العربية، ومع روسيا، طالب خلالها بالعمل على تجنيب اللاجئين الفلسطينيين في سورية عمليات القتل والاستهداف. وبعث السفير رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة، رسائل لكل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (المغرب) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سورية، اكد خلالها أن الأزمة المتأججة هناك 'تؤثر بشكل خطير على عدة مخيمات للاجئين الفلسطينيين مما يؤدى إلى خسائر في الأرواح وجرح المئات من اللاجئين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، وتدمير للممتلكات وانخفاض حاد في ظروفهم المعيشية، وأوضاعهم تزداد سوءا'. وطالب السفير منصور نيابة عن القيادة الفلسطينية، المجتمع الدولي إيلاء اهتمام عاجل لهذه المسألة.