حرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تمزيق اتفاق المصالحة مع «حماس»، كشرط لاستئناف مفاوضات السلام. واستنكر نتنياهو تصريحات عباس التي أعرب فيها عن تعاطفه مع ضحايا المحرقة النازية، بينما يتحالف مع «حماس» التي تريد ارتكاب محرقة نازية جديدة. وهاجم صائب عريقات التذرع الإسرائيلي ب«حماس» للانسحاب من مفاوضات السلام قائلاً إن الاحتلال والاستيطان هما الإرهاب الحقيقي، وأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يوجد لها حدود ثابتة، متحديا أي شخص في العالم أن يرسمها. أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أن إسرائيل لن تشارك في محادثات سلام مع حكومة فلسطينية تدعمها حركة «حماس» ليقطع الشك باليقين حول أنباء بوجود انقسام في الحكومة الإسرائيلية حول اتفاق المصالحة واستئناف مفاوضات السلام. وقال نتنياهو خلال حوار أجرته معه محطة «سي.بي.إس» الأميركية «أود في الواقع أن أقول له بكل بساطة.. أيها الرئيس عباس مزق اتفاقك مع حماس. اعترف بالدولة اليهودية. اصنع السلام. أتمنى أن تفعل ذلك». واستنكر نتنياهو تصريحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس تعاطف فيها مع ضحايا المحرقة النازية قائلاً «يجب على الرئيس عباس أن يحدد ما إذا كان يريد اتفاقا مع حماس أم السلام مع إسرائيل. لا يمكن أن يقول الشيء ونقيضه. لا يمكن أن يحتضن حماس ويقول انه يريد السلام مع إسرائيل». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع الحكومة الأسبوعي أمس إن «حماس تنكر وقوع المحرقة النازية وتسعى في الوقت نفسه لارتكاب محرقة جديدة من خلال إبادة دولة إسرائيل». ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس المحرقة النازية «الهولوكوست» في وقت سابق أمس بأنها «أبشع جريمة عرفتها البشرية في العصر الحديث» خلال لقاء مع الحاخام مارك شناير أمس. وجاء تصريح عباس في بيان رسمي صدر من مكتب الرئاسة الفلسطينية بالتزامن مع إحياء إسرائيل الذكرى السنوية للمحرقة. وأعرب الرئيس الفلسطيني في البيان عن تعاطفه مع عائلات الضحايا والأبرياء الآخرين الذي سقطوا على أيدي النازيين. ووصف المحرقة بأنها «ترجمة لمفهوم العنصرية على أساس عرقي. وهو ما نرفضه ونناضل ضده». وأضاف عباس «على العالم أن يجند إمكاناته لمحاربة العنصرية والظلم وإنصاف المظلومين والمقهورين أينما كانوا». وأوضح أن «الشعب الفلسطيني، الذي ما زال مظلوماً ومقهوراً ومحروماً من الحرية والسلام، هو أول من يطالب برفع الظلم والعنصرية عن أي شعب يتعرض لمثل هذه الجرائم». وقال عباس «وبمناسبة ذكرى المحرقة الأليمة، فإننا ندعو الحكومة الإسرائيلية لانتهاز هذه الفرصة السانحة لصنع سلام عادل وشامل على أساس حل دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام». من جانبها، رفضت حركة «حماس» أمس اتهام نتنياهو لها بأنها تحاول ارتكاب محرقة جديدة. وقال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري في تصريح، إن الاحتلال الإسرائيلي هو من يرتكب محرقة ضد الشعب الفلسطيني، مضيفاً أن تصريحات نتنياهو هي محاولة للتغطية على الوجه القبيح للاحتلال وجرائمه. وردا على موقف إسرائيل من المصالحة كمبرر لوقف التفاوض، صرح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس قائلاً إن إسرائيل تتهم «حماس» بأنها منظمة إرهابية لكن السلطة تعتبرها حزباً سياسيا، وترى أن الاحتلال وبناء المستوطنات هو الإرهاب الحقيقي. وشدد على أن «إسرائيل غير معنية بحل الدولتين، إنها معنية فقط بدولة المستوطنات»، متسائلاً: كيف يمكن الاستمرار في بناء المستوطنات، وفي الوقت نفسه نتحدث عن حل الدولتين؟. وهاجم عريقات إسرائيل قائلاً، إن تسيبي ليفني والمحامي إسحاق مولخو عضوي طاقم المفاوضات الإسرائيلي وجها إليه سؤالاً هو «ما الذي ستفعلونه مع غزة؟»، مشيراً إلى أن هذا يعني أن إسرائيل لم تقبل بشروط الحد الأدنى للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967. وأضاف متسائلاً «هل بإمكانك أن تطلعني على خريطة إسرائيل؟ هل يستطيع بنيامين نتنياهو أو أي شخص آخر أن يعرض علينا خريطة إسرائيل؟ حدودها؟ أين ستعيش الدولة الفلسطينية؟»، مشيراً إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يوجد حدود واضحة وثابتة، بل يمكن اعتبارها حدوداً متحركة، مشدداً على أن العناد الإسرائيلي هو الذي أوصل المفاوضات لنهايتها. وفيما يتعلق بموعد إجراء الانتخابات الفلسطينية، قال د.عريقات، إنها ستجري خلال شهر يناير القادم. (رام الله، تل أبيب - وكالات) إسرائيل تفتح المعبر التجاري مع غزة لمرور 420 شاحنة أعلن مسؤول فلسطيني أن إسرائيل فتحت أمس معبر كرم أبوسالم، المنفذ التجاري الوحيد لقطاع غزة، أمام حركة إدخال البضائع، بعد 9 أيام من إغلاقه بسبب الأعياد ورداً على إطلاق صواريخ من قطاع غزة. وقال رائد فتوح مسؤول اللجنة الرئاسية لتنسيق البضائع بقطاع غزة إن المعبر فتح لإدخال 420 شاحنة محملة ببضائع للقطاعين التجاري والزراعي والمساعدات، إضافة لإدخال 18 شاحنة محملة بالأسمنت وشاحنتين محملتين بحديد البناء و82 شاحنة محملة بالحصمة لصالح مشاريع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا». وأشار إلى أنه سيتم ضخ كميات من السولا بمحطة توليد الكهرباء وكميات من البنزين وسولار المواصلات وغاز الطهي. وكانت إسرائيل أغلقت 4 معابر تجارية في منتصف يونيو 2007 عقب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة. (غزة - د ب أ) الاتحاد الاماراتية