باتت المجتمعات تتسم بنسبة عنوسة عالية، فقد أشارت الدراسات إلى ارتفاع كبير في نسبة عنوسة الفتيات والفتيان على حد سواء، فكلٌّ يفكر في مستقبله وكيفية تأمينه، فأصبحت الفتاة تطالب بإكمال دراستها وأن يُسمح لها بالخروج للعمل، وتشترط على الخاطب بأن يكون شخصاً معروفاً بماله وحسبه ونسبه، وتشترط أيضاً المهر ومؤخر الصداق وتجهيزات الخطبة والعرس، ورصيداً في البنك، وشقة باسمها وسيارة. أما الشبان فشروطهم بأن تكون متعلمة وتعمل بمرتب مرتفع، وألا تشترط الكثير من المتطلبات، وتناسى بعضهم الدين والخُلق، وتناسوا أن التربية تبدأ قبل الولادة، فعند اختيار الزوجة المناسبة سنرى أثرها في أبنائها وكذلك بالنسبة للزوج، فالاختيار الحسن للزوج والزوجة سيؤثر على تربية الأبناء وعلى الحياة الزوجية بشكل عام. قد يقول البعض عاداتنا وتقاليدنا تفرض علينا تزويج الكبيرة قبل الصغيرة، تفرض علينا أن نختار شخصاً من قبيلة ما أو آل فلان أو عائلة ما، وتفرض وتفرض .. ألا إنكم أنتم من وضعتم تلك القيود؟ ألا يحق للفتاة أن تختار زوجها دون تلك القيود؟ قد تلجأ الفتاة إلى الذهاب للخارج للبحث عن فتى أحلامها والهروب من شبح العنوسة، فتقع في المشاكل فتبحث عن حل لها، والشاب يبحث عن عمل فلا يجد عملاً بذلك الراتب الذي يؤمن به مستقبله فيؤجل كل أحلامه وطموحاته. آية محمد عبدالرحمن العلمي * الكلية الجامعية للأم والعلوم الأسرية The post العنوسة سِمة في المجتمعات العربية appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية