ودّع فريق دبي دوري الخليج العربي لكرة القدم رسمياً، بعد أربعة مواسم قضاها الفريق في عالم الاحتراف، وبالتحديد منذ أن صعد من دوري الهواة موسم 2010-2011، وذلك بعد أن تعادل مع فريق الشعب على ملعبه في العوير، ضمن الجولة 24، إذ كان بحاجة إلى الفوز في كل مبارياته المتبقية، مقابل انتظار نتائج بقية الفرق في القاع، لكن الأمور حسمت ورافق الشعب إلى مصاف أندية الهواة. وبقي دبي في المركز قبل الأخير برصيد 15 نقطة على لائحة ترتيب الدوري، فيما يحتل الشعب المركز الأخير ب12 نقطة. وأكد مدير فريق دبي خالد الكعبي، في تصريح صحافي أن «غياب الاستقرار الفني عن الفريق، والتأخر في الاستغناء عن مدرب الفريق السابق السويسري باربيز هومبيرتو، هما أهم الأسباب التي صعبت مهمة دبي في البقاء ضمن أندية دوري الخليج العربي لموسم جديد، وذكر أن فريقه حاول قدر المستطاع تأمين البقاء دون جدوى، كونه لم يتلق المساعدة الكافية من الأجهزة الفنية التي مرت عليه في السابق». وأضاف عقب مباراة دبي والشعب، التي أضاعت رسمياً حلم فريق دبي في البقاء بدوري الخليج العربي: «للأسف الشديد لم يستفد فريق دبي من اللاعبين الأجانب، كونهم لم يقدموا ما يشفع، رغم الآمال الكبيرة التي عُقدت عليهم، والأخطاء التي صاحبت ملف التعاقد مع اللاعبين الأجانب مشتركة، ويتحمل مسؤوليتها ايضاً الجهاز الفني السابق، الذي حدد بشكل واضح استمرار عدد من اللاعبين الحاليين، والتعاقد مع اللاعب المالي مصطفى كوندي، والمغربي صلاح الدين السعيدي، كونه الأكثر اقتناعاً بقدراتهم». واعترف الكعبي بالأخطاء الإدارية والفنية خلال مشوار الموسم الجاري، وذكر أن الجميع يتحمل المسؤولية بداية من الإدارة والجهاز الفني واللاعبين، موضحاً أن إدارة الفريق حاولت اعطاء الفرصة الكافية للمدرب السابق دون جدوى، لأن الابقاء عليه طوال تلك الفترة «خطأ جسيم». وأكد مدير الفريق أن فريق دبي يملك مجموعة جيدة من اللاعبين الصاعدين، التي تحتاج إلى تعزيز الثقة ومنحها الوقت الكافي، كما أن المدرب الحالي السويسري جوزيه جونيور، يحتاج إلى وقت أطول من العمل المتكامل الجماعي، وأضاف «استفدنا من الدروس العديدة التي مرت بالفريق، وستكون دليلاً لنا في التحضير للموسم المقبل، وسنعمل بنهاية الموسم على التحضير من كل النواحي باستقطاب لاعبين مواطنين على مستوى الطموح بجانب الأجانب، وأقولها بكل ثقة إن عودة دبي إلى المحترفين مسألة وقت ليس إلا». ربيع: أخطاء لاعبي فريق دبي كانت ساذجة قال مساعد مدرب دبي، سالم ربيع، في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة، إن أخطاء لاعبي فريق دبي في المباراة كانت ساذجة، معيداً أسباب هدار فرصة الفوز على الشعب، والتشبث بآمال البقاء إلى غياب التركيز عن اللاعبين، وعدم الاهتمام الكافي بالأدوار المطلوبة، الأمر الذي أعطى الشعب أفضلية الاستحواذ على الكرة، والسيطرة على مجريات المباراة. وأكد أن دبي افتقر إلى اللاعبين المميزين على مستوى الأجانب، خصوصاً في الهجوم، منوهاً بأن الأخطاء في ملف تعاقدات الأجانب تتحمل مسؤوليته ايضاً الأجهزة الفنية السابقة للفريق، التي أوصت بضرورة التعاقد مع عدد من لاعبي الفريق الحاليين، وأضاف «نوعية مهاجمي الفريق الحالية لا تساعد على المنافسة في مسابقة بحجم دوري الخليج العربي، نظراً لتميز دفاعات أغلب الفريق، واعتمادها على عناصر مميزة على صعيدي الأجانب والمحليين». بتروفيتش: الشعب أكد احترامه البطولة قال المدرب الهولندي لفريق الشعب بتروفيتش، إن فريقه خاض مباراة دبي دون ضغوط، مقابل الوضع الصعب للمنافس، الذي كان الأكثر حاجة للفوز بنقاط المباراة، وهو ما ساعد الشعب على اللعب بطريقة أفضل، خصوصاً في الشوط الثاني، وذلك رغم عدم نجاحه في تحقيق الفوز. وقال خلال المؤتمر الصحافي «بداية لدي تحفظ على ركلة الجزاء التي احتسبت لدبي، وعلى الرغم من الهدف الأول حاولنا صنع العديد من الهجمات والفرص، ونجحنا بشكل كبير في الشوط الثاني، لكن الفريق افتقد اللمسة الأخيرة». وأضاف أنه أشرك كل اللاعبين الشباب المؤهلين، ولم يغب عن صفوف الفريق من اللاعبين الصغار سوى حميد المصاب، وأشار إلى أن الشعب أكد احترامه الدوري والأندية كلها، وأضاف «اعتقد أن الدفع بلاعبي الرديف في مباراة مصيرية لفريق منافس أمر ليس جيداً، من أجل شرف المنافسة واحترام الدوري، ولم يكن من العادل الدفع بلاعبين صغار في السن في مباراة أمس الأول كونها مباراة حساسة». وأكد أن مباراة الديربي المقبلة أمام الشارقة في الجولة 25 من دوري الخليج العربي تتوافر فيها عوامل التحفيز رغم هبوط فريقه، الأمر الذي يساعد الجهاز الفني خلال فترة التحضيرات، وتمنى بتروفيتش، التوفيق لدبي والشعب في العودة سريعاً إلى دوري الخليج العربي في الموسم المقبل. جونيور: حاولت إنعاش الفريق دون جدوى قال مدرب دبي، السويسري جوزيه جونيور، إن فريقه عانى الكثير من المشكلات، رغم محاولاته المتكررة لإنعاش آماله في البقاء، إذ خاض دبي منذ توليه المهمة خمس مباريات، فاز في واحدة وخسر مثلها، مقابل ثلاثة تعادلات، آخرها مواجهة الشعب التي هبطت بالفريق، موضحاً أنه حاول قدر المستطاع ضخ الأكسجين في الفريق والتشبث بآمال البقاء حتى المباراة الأخيرة. وأكد جونيور في تصريحات صحافية، أن أكبر المشكلات التي واجهته تمثلت في قلة عدد لاعبي الفريق الأول الذي ظل يعتمد على 21 لاعباً فقط، من بينهم ثلاثة مصابين خارج حسابات الجهاز الفني، مقابل الاعتماد على 18 لاعباً فقط، ورفض المدرب إلقاء مسؤولية الهبوط على اللاعبين خصوصاً الأجانب، وأوضح أن اختيار اللاعبين ليس مسؤوليته، كما نوه بأن القادمَين الجديدين إلى صفوف الفريق لم يتأقلما مع الفريق، وربما استحقا وقتاً أكثر رغم محاولة الجهاز الفني منح اللاعب المالي مصطفى كوندي، الثقة التي افتقدها. وأضاف «لا فائدة من الحديث عن المشكلات التي اعترضت الفريق في الوقت الراهن بعد الفشل في تحقيق مهمة البقاء، وستجمعنا في الجهاز الفني جلسة مع المسؤولين في إدارة النادي سنقدم من خلالها تصور كامل حول أوضاع ومستقبل الفريق». وأوضح أن قرار بقائه مع الفريق بيد إدارة النادي، وقال: «عقدي ينتهي في مايو المقبل، وإذا قدر لي الاستمرار في الموسم المقبل فسأقوم بتقديم مقترح كامل لإعادة هيكلة الفريق، تتضمن تقوية وتدعيم الصفوف بعدد من اللاعبين الجدد، وعدم إهمال لاعبي فرق المراحل السنية بالنادي». الامارات اليوم