يثير التقرير الصادر عن المؤسسة الأميركية سنسس للحياة في اعماق البحار الخوف والرعب لما يحتويه من صور لأسماك وكأنها من عصور ما قبل التاريخ. سان خوسيه: لمجرد ان تلقي نظرة الى تقرير المؤسسة الأميركية "سنسس" يستوقفك مشهد أسماك تشبه حيوانات انقرضت من ملايين السنين، وتذكرنا بصورة المخلوقات العجيبة التي شاهدناها في أفلام الرعب أو في فيلم" لعنة الكاريبي" للمثل جوني ديب. لم يكن التقاط هذه الصور لمصورين معروفين من الأرجنتين والمكسيك سهل، فهي تعود لأسماك وحيوانات تعيش على عمق يزيد عن الفي متر تحت سطح البحر وفي مناطق مختلفة من الولاياتالمتحدة وآسيا الوسطى وأميركا اللاتينية وأماكن لا يصل إليها النور لذا يعتقد علماء الكائنات البحرية ان قلة النور او عدمه جعل حجمها يكبر بشكل غير طبيعي لتصبح اليوم شبيهة بالأسماك الوحشية. أسماك تعيش على عمق 5000 متر وعرّف التقرير ببعض اسرار هذه المخلوقات، فالى جانب شكلها المثير سواء من حيث شكل رأسها او كبر حجم أسنانها أو ألوانها، فهي تعيش في مناطق وعرة في أعماق البحار متحدية درجات الحرارة المنخفضة وضغط الماء الكبير جدا. وتم التقاط الكثير من الصور عن طريق رجل الي ( روبوت) لان بعض الاسماك كانت تتواجد على عمق يتجاوز ال 5000 متر حيث لا يمكن لانسان تحمل ضغط الماء. قناديل البحر ومن هذه المخلوقات التي نعرفها ونعرف ان حجمها لا يتعدى حجم بطيخة كبيرة قناديل البحر. فالصور التي التقطت تظهر قناديل عملاقة بحجم خروف لها نفس التركيبة الخلقية، فهي بلا عظم ولا قلب ولا دماغ ويتشكل جسمها من طبقتين رقيقتين من الجلد ويتكون من 98 في المائة من المياه، لكنها خطيرة وسامة. كما وان هناك قناديل بحر عملاقة تشبه الصحون الطائرة والتقطت صور لها في مياه اليابان على عمق 800 متر، وهي ليست غريبة الشكل فقط بل ان طريقة عيشها وسائل دفاعها اغرب. فعندما يبدأ العدو بالهجوم عليها تضيء نفسها وترسل في نفس الوقت إشارات الى الحيوانات من فصيلتها فتأتي للدفاع عنها. أسماك عملاقة وهنا يقول علماء الحيوانات البحرية توجد فئات من الحيوانات البحرية تكبر بشكل مخيف ويفوق حجمها حجم نفس الحيوانات التي تعيش على عمق مياه بسيط والسبب في ذلك غير معروف حتى الان وقد تكون الظلمة الداكنة التي تعيش فيها تجعل بعض أعضائها ينمو بلا توقف، وهو ما يحدث لأسماك وحيوانات تعيش على عمق الف متر حيث لا تصل أشعة الشمس إليها أبدا. فحيوان الايسوبودا ويشبه الصرصار ولا يتعدى حجمه عادة ال5 سنتم تم تصويره بواسطة روبوت على عمق 900 متر إذ تعدى حجمه ال 45 سنتم ووزنه الكيلو غرامين، وله عينان كبيرتان ما يمكنه من الرؤية بشكل جيد. سمكة الرنجة اما سمكة الرنجة او سمكة المجذافي فتكبر في ظلمة مياه المحيطات أكثر عشر مرات من حجمها العادي ويصل طولها الى عشرين مترا بينما طولها الاصلي فلا يتعدى ال 11مترا، ولها زعنفة حمراء طويلة وتسبح مثل الثعبان وتعتبر أكبر الاسماك حجما في المحيطات. والتقط صور لها مصورون ارجنتينيون بواسطة رجل آلي على عمق 1500 متر في المحيط الاطلسي مع فيلم فيديو يظهر كيف تسبح ببطئ كبير وقد يعود السبب الى حجمها الضخم. القرش المزركش وظل فريق من المصورين الأميركيين أشهر طويلة يتحين الفرصة لالتقاط صور للقرش المزركش ويعيش عادة على عمق حتى 200 متر، لونه رمادي وشكله بشع ويصل طوله عادة الى مترين، رأسه عريض وله خطم قصير ودائري وهو من الحيوانات البحرية الشرسة. وينتمي القرش المزركش الى أقدم سلالات القرش على الاطلاق ويصل طول الذي التقطت له صور الى 3 امتار لكن من الصعب العثور عليه لتصويره. والحيوان البحري الآخر الذي عثر حتى الان وله شكل غريب جدا هو الغمديات وتعتبر اكثر بدائية في تكوينها ، ذات جسم رخو ولها عشرة أذرع متساوية الطول بعكس الاخطبوط ، لكن ما عثر عليه وتم تصويره له فم مستدير وفكين شبيه بأسنان الانسان ويعيش على عمق 2000 متر في جنوب الاطلسي. وعرض التقرير صور سمكة ضخمة تضيء نفسها بنفسها ويزيد الضوء في بطنها كي ترى الاسماك الاخرى المهاجمة او التي تريد افتراسها، فتعمل على حماية نفسها. وعلى عمق 2700 متر يعيش الاخطبوط الاحمر الضخم المسمى المينوس كانيون الذي يفترس الاسماك الاخرى لقلة وجود اعشاب وحيوانات صغيرة بسبب عمق المياه والظلمة. ومن المرات النادرة التي يتم فيها صيد حبار عملاق، ففي ال 22 من شهر فبراير عام 2007 علق في شباك الصيادين في اليابان واحد سجل وزنه رقما قياسيا حيث وصل الى 450 كلغ وهو الأثقل الذي اكتشف حتى اليوم. عنكبوت آكل لحوم البشر وما لم يدخله المصورون في الحسبان التقاط مصور آلي يدار من سفينة علمية ارسل على عمق 4000 متر صورة من جزيرة تسمانيا في المحيط الهندي لعنكبوت عملاق لم يرد ذكره حتى اليوم في أي بحث علمي. والعنكبوت آكل لحوم يصل طوله الى 30 سنتم. وبعد كل هذه الصور الغريبة يقول عالم البحار الاسترالي رون ثروسر لا احد يعرف ما تخفيه ظلمة اعماق البحار والمحيطات من كائنات لذا فالمفاجئة امر وارد، ففي هذه الظلمة يعيش اكثر من عشرة ملايين كائن بحري لم يكتشف بعد. ايلاف