تقدم 11 مرشحا لخوض سباق الانتخابات الرئاسية السورية التي ترى فيها المعارضة "مسرحية هزيلة"، لكن القانون السوري لا يسمح بوجود سوى سبعة مرشحين فقط. بالرغم من أن القانون السوري الذي تم اصداره اخيرا لا يسمح الا بترشح سبعة مرشحين للرئاسة السورية، فقد أعلن رئيس" مجلس الشعب" السوري محمد جهاد اللحام اليوم تقدم علي ونوس، وعزة الحلاق، وطليع ناصر، وسميح ميخائيل، للمحكمة الدستورية العليا بطلبات ترشيح لمنصب الرئاسة فيما كان قد تقدم في وقت سابق سبعة مرشحين من بينهم بشار الأسد ليرتفع العدد إلى 11 مرشحا. وأكد الائتلاف الوطني السوري المعارض ان عزم نظام الأسد إجراء "المسرحية الانتخابية المزعومة" وترشح بشار الأسد للعب دوره فيها يعتبر "انعكاساً واضحاً للانفصال التام عن الواقع الذي يسود نظام الأسد، ومشهداً جديداً من مشاهد القمع التي تسعى لوأد تطلعات الشعب السوري بالحرية والعدالة والديمقراطية بأية وسيلة". أما أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني فأشار في وقت سابق إلى أن انتخابات الرئاسة دلالة على أن الأسد يقطع الطريق أمام أي حل سياسي ، ووصف الانتخابات "بالمهزلة " خاصة انها تحصل على وقع المدافع والقنابل والقصف والقتل والتهجير. من جانبه قال بدر جاموس الأمين العام للائتلاف في بيان نشره موقع الائتلاف ، ان بشار الأسد" يتقدم بأوراق ترشحه ممهورة بدماء أكثر من مئتي ألف سوري وسورية، مرفقة بسجل حافل بالجرائم يتصدرها تشريد وتهجير أكثر من 9 ملايين داخل سوريا وخارجها، وتدمير هائل للبنية التحتية ولاقتصاد البلاد على مدار السنوات الثلاثة الماضية". ولفت الى" ارتكاب الأسد جريمة القرن باستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين من الرجال والنساء والأطفال بالإضافة إلى خرق السيادة الوطنية السورية بإدخال عصابات طائفية أجنبية إلى البلاد لمساعدته على سفك دماء المدنيين العزل".. وكان الأسد بعد ترشحه اعتبر ان الشعب السوري يعيش" أجواء الانتخابات التي تخوضها سوريا لأول مرة بتاريخها الحديث"، وذلك بعدما اعلن رئيس مجلس الشعب أن الأسد تقدم للمحكمة الدستورية العليا، بطلب ترشيحه لمنصب الرئاسة. ورأى الاسد، إن "مظاهر الفرح التي يعبر عنها مؤيدو أي مرشح لمنصب رئيس الجمهورية يجب أن تتجلى بالوعي الوطني أولاً، وبالتوجه إلى صناديق الاقتراع في الموعد المحدد ثانيا". وأهاب " بالمواطنين السوريين جميعاً عدم إطلاق النار تعبيراً عن الفرح بأي مناسبة كانت خاصة و نحن نعيش أجواء الانتخابات التي تخوضها سوريا لأول مرة في تاريخها الحديث". والأسد، من مواليد دمشق عام 1965، ويحمل إجازة دكتوراه في طب العيون، وهو متزوج من أسماء الأخرس بريطانية ، ويشغل منصب الرئاسة منذ تموز العام 2000، أي عقب وفاة والده الرئيس السابق حافظ الأسد. وأعلن اللحام، أن "مجلس الشعب تلقى أيضاً كتاباً من الدكتور الأسد يعلن فيه تقديمه طلب ترشيح نفسه مع الوثائق المطلوبة قانوناً لدى المحكمة الدستورية العليا ويبين فيه أن رئيس المحكمة الدستورية العليا القاضي عدنان زريق زوده بكتاب خطي رسمي بهذا الخصوص". وقال أن "الأسد طلب إعلام أعضاء مجلس الشعب بواقعة الترشح، آملاً بأن يحظى بتأييدهم الخطي في ذلك". ويأتي تقدم الأسد بترشيحه للمنصب، بعد تقدم 6 مرشحين آخرين هم، ماهر الحجار، وحسان النوري، وسوسن عمر الحداد و سمير أحمد معلا، ومحمد فراس رجوح وعبد السلام سلامة. الامر الذي يؤكد انه سيتم حذف أسماء مرشحين بعد اقفال باب الترشح الخميس القادم لانه لايمكن لاكثر من سبعة اشخاص التقدم حيث يجب ان يحصل كل مرشح على 35 صوتا من اصوات اعضاء مجلس "الشعب ". وتنتهي ولاية الرئيس بشار الأسد الحالية في تموز، ويحق له الترشح من جديد وفقا للدستور الجديد، فيما يعتبر وجوده بالسلطة وإعادة ترشحه أحد أهم العقد التي تواجه أي حل للأزمة في سوريا في حين حذر وزير المصالحة الوطنية علي حيدر من حالة فراغ سياسي معتبرا أن الانتخابات هي الحل الافضل بحسب قوله. وتجري التحضيرات للانتخابات الرئاسية وسط تصاعد الاشتباكات وأعمال القصف في مناطق بالبلاد، فيما يسقط المزيد من الضحايا يوميا، مع دخول الأزمة عامها الرابع، وسط تعثر الحلول السياسية. وأثار إعلان السلطات السورية فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية انتقادات دولية، و اعتبرت واشنطن وبريطانيا أن الانتخابات تقوض إطار جنيف وهي فاقدة للمصداقية، فيما وصفت فرنسا انتخابات الرئاسة ب "المهزلة المأساوية"، كما اعتبرت الأممالمتحدة أنها ستعرقل الجهود للتوصل إلى حل سياسي، وان اجراء انتخابات رئاسية "يعرقل" جهود إنضاج الحل السياسي واستئناف المحادثات وأية نتائج تصدر عن انتخابات تجري بهذه الظروف غير شرعية اللاجئون لا يصوتون رئيس اللجنة العليا للانتخابات، هشام الشعار اعتبر إنه "لا يحق للسوريين الذين غادروا البلاد إلى دول الجوار بطريقة غير شرعية الإدلاء بأصواتهم في الدول التي يقيمون فيها". وأوضح الشعار في تصريح لصحيفة (الوطن) المحسوبة على النظام، أن "قانون الانتخابات سمح للمقيمين بالخارج الإدلاء بأصواتهم في حال كانت إقامتهم شرعية في الدول التي يقيمون بها"، مشيرا إلى ان "الأراضي السورية مفتوحة لكل مواطن سوري يريد ممارسة حقه الدستوري بالانتخابات ولاسيما المقيمين في الدول المجاورة، فمن حق هؤلاء الدخول إلى الأراضي السورية للإدلاء بأصواتهم". وكان بشار الأسد أصدر الخميس الماضي، مرسوما يقضي بتشكيل اللجنة القضائية العليا التي ستشرف على الانتخابات الرئاسية، والتي يترأسها القاضي الشعار، حيث تتولى هذه اللجنة إدارة عملية انتخاب رئيس الجمهورية بإشراف المحكمة الدستورية العليا. ولفت رئيس اللجنة إلى أنه "يحق لأي مواطن أن يدلي بصوته في المحافظة التي يقطن بها"، مشيراً إلى أن "القاطنين في المناطق الساخنة يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في أقرب مركز انتخابي". وأكد الشعار أن "اللجنة العليا للانتخابات ستعمل على إحداث مراكز للانتخابات في كل المناطق السورية"، مشيراً إلى أن "المناطق الساخنة ستكون من ضمن أولويات اللجنة وذلك لإيجاد حلول مناسبة للمواطنين القاطنين في تلك المناطق". ايلاف