تواصلت مساء أمس الأول فعاليات مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي في دورته الثالثة، والذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالتعاون مع جمعية المسرحيين، حيث قدمت جامعة الإمارات عرضاً بعنوان «لا وقت للحب» وجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا عرضاً بعنوان «جثة على الطريق» وذلك على خشبة مسرح جامعة الشارقة. وتميز العملان بمساحات واسعة من الكوميديا والتراجيديا، التي تعبر عن قدرات كبيرة لدى طلاب الجامعات، حيث قدمت طالبات جامعة الإمارات نصاً ساخراً فجرن فيه طاقاتهن الإبداعية في مجال الكوميديا، فيما اختار طلاب عجمان إحدى روائع سعد الله ونوس وهي «جثة على الطريق» ليواجه جمهور المهرجان واحداً من الأعمال الجادة التي تكاملت فيه دراما النص مع رؤية إخراجية مميزة، إضافة إلى طاقات تمثيلية رائعة. وفي بيان صحفي صادر عن وزارة الثقافية والشباب وتنمية المجتمع قال الدكتور حبيب غلوم العطار مدير مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي، إن الدورة الثالثة من المهرجان تكشف عن العديد من المواهب الشابة من بين طلاب الجامعات المختلفة سواء في الإخراج أو التمثيل أو الكتابة المسرحية، وهو ما يمثل نجاحاً حقيقياً للمهرجان الذي يحظى هذا العام بحضور جماهري ضخم، مؤكداً أن الأعمال التي قدمت حتى الآن تحمل رؤى مختلفة، وإمكانيات متباينة، ومساحات واسعة من الإبداع التي تحرص وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على تبنيه وتشجيعه، كما أن تعرض المسرحيات المختلفة لقضايا مجتمعية متنوعة يدل على وعي هذا الجيل بقضاياه المحلية والإقليمية وقدرته على بلورة رؤية محددة له تجاهها، وهو ما يمثل إضافة حقيقية للمهرجان. وعن العروض المسرحية أشار مدير المهرجان إلى أنها وصلت إلى مرحلة من النضج الفني، بحيث أصبح المخرجون الهواة يعون أدواتهم بشكل جيد ويحاولون الاستفادة من كافة الإمكانات المتوافرة، مؤكداً أن إيفاد مخرجي وفناني وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع إلى كافة الجامعات المشاركة قبل موعد المهرجان بأكثر من شهر لتذليل كافة العقبات التي تواجه الطلبة على المستوى الفني، وطرح الحلول المناسبة لها، وتقديم النصائح الفنية للطلبة دونما تأثير على رؤيتهم الفنية تجاه موضوع المسرحية أو أسلوب التناول كان له أبلغ الأثر في الارتقاء بالمستوى الفني للعروض. الطبقات المهمشة وتناولت مسرحية «جثة على الطريق» للراحل الكبير سعد الله ونوس واقع الطبقات المهمشة في المجتمع، من خلال رصد حالة متسولين اثنين يكافحان البرد من أجل التمسك بأهداب الحياة، لكن قسوة المناخ تقتل أحدها، فيتحول إلى جثة بجوار زميله، على رصيف بجوار قصر لأحد أصحاب النفوذ، وهنا تتأزم الأحداث فلا حارس الأمن لديه حل للجثة، ولا زميله يستطيع حملها بعيداً، إلى أن يظهر صاحب القصر ليطرح حلاً بأن يشتري الجثة، كي يطعمها كلبه، فينتقل الصراع إلى مراحل أكثر تصعيداً بين المتسول والسلطة وأصحاب النفوذ، ولعل كم الدراما وتكثيفها داخل المسرحية جذب الجمهور كثيراً إلى العمل الذي استغل مخرجه الإضاءة والموسيقى التصويرية بشكل رائع للتعبير عن الحالة النفسية لأبطال العمل، وإظهار الصراع المكتوم بين شخصياته، كما تألق أبطال العمل في الأداء فوصلت الرسالة واستمتع الجمهور. ... المزيد الاتحاد الاماراتية