نزل الملايين أمس، إلى الشوارع بمناسبة عيد العمال في مختلف أنحاء العالم في مسيرات سادها التوتر في بعض الأحيان، مثلما حصل في اسطنبول أو بنوم بنه، حيث وقعت صدامات بين المتظاهرين والشرطة وكذلك في إيطاليا . وفي اسطنبول استخدمت الشرطة التركية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع الخميس لتفريق مئات المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام الطوق الأمني للدخول إلى ساحة تقسيم التي كانت مركز التظاهرات المناهضة للحكومة السنة الماضية . وبعد إعطاء إنذار أخير، تحرك مئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب مستخدمين خراطيم المياه ضد المتظاهرين أثناء محاولتهم اقتحام الحواجز المؤدية إلى ساحة تقسيم . وانتشر عشرات الآلاف من عناصر الشرطة، الذين قدرت وسائل الإعلام عددهم بنحو 40 ألفاً، لمنع الوصول إلى هذه الساحة . وشلت حركة وسائل النقل العام في هذه المدينة التي تضم 13 مليون نسمة، حيث أغلقت السلطات الطرقات وعلقت خدمات العبارات وأغلقت محطات المترو لمنع حشد المتظاهرين . وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وجه سابقاً تحذيراً للمتظاهرين، وقال "لا تتأملوا بالوصول إلى تقسيم ( . . .) تظاهروا في أماكن أخرى في اسطنبول" . وبحسب جمعية المحامين التقدميين، فإن 138 شخصاً على الأقل أوقفوا وأصيب 51 آخرون بجروح معظمهم إصاباتهم طفيفة، خلال هذه الحوادث . وأصيب عدد من الصحفيين أيضاً بجروح طفيفة بينهم مصور لوكالة فرانس برس . وفي العاصمة أنقرة، تدخلت الشرطة أيضاً بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق مئات الأشخاص الذين كانوا يسيرون نحو ساحة كيزيلاي المسرح التقليدي للاحتجاجات ضد النظام الذي يحكم البلاد منذ .2002 الاحتفالات بعيد العمل شهدت أيضاً اضطرابات في كمبوديا، حيث دعت النقابات إلى التظاهر لدعم عمال قطاع النسيج الذين ينفذون إضراباً في منطقتين اقتصاديتين خاصتين قرب الحدود مع فيتنام . وأغلبية العمال في هذا القطاع الذي يعتبر حيوياً للاقتصاد الكمبودي ويوظف نحو 650 ألف شخص، يكسبون أقل من مئة دولار شهرياً . واستخدمت الشرطة الكمبودية الهراوات والعصي لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا قرب منتزه الحرية في بنوم بنه الذي أغلق لمنع وصول معارضين لرئيس الوزراء هون سين الذي يحكم البلاد منذ 30 عاماً . وتعرض عدة أشخاص لضرب شديد . وقال رئيس اتحاد عمال صناعات النسيج اته ثورن "هناك استخفاف بحقوق العمال" . وفي كوالالمبور تظاهر آلاف الأشخاص للاحتجاج على ضريبة جديدة تعتزم الحكومة فرضها ونددوا بمحاكمة زعيم المعارضة أنور إبراهيم وطريقة معالجة أزمة الطائرة المفقودة التي كانت تقوم بالرحلة إم إتش .370 وجرت تظاهرات أخرى أيضاً في إندونيسيا والفلبين، وفي اقتصادات تعتبر بين الأكثر تطوراً في آسيا مثل هونغ كونغ وسنغافورة وسيؤول أو حتى تايوان، حيث تظاهر عشرة آلاف شخص في تايبه للمطالبة بزيادة الرواتب . وفي موسكو وللمرة الأولى منذ ،1991 تظاهر نحو مئة ألف شخص في الساحة الحمراء، بمناسبة عيد العمال في استعادة لتقليد يعود إلى حقبة الاتحاد السوفييتي، وسط موجة وطنية واسعة تشهدها روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية . ورفعت لافتات تقول "انا فخور ببلدي" و"بوتين على حق" وسط الأعلام الروسية الكثيرة والبالونات البيضاء والزرقاء والحمراء، بألوان العلم الوطني . وذكرت الشرطة المحلية أن أكثر من 100 ألف شخص شاركوا في المسيرة التي تصدرها رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين في الساحة الحمراء على مشارف الكرملين للمرة الأولى منذ .1991 ورحب عدد من اللافتات وخطابات ممثلين نقابيين بانضمام القرم إلى روسيا في مارس/ آذار بعد استفتاء اعتبرته كييف والمجتمع الدولي غير قانوني . وذكر رئيس اتحاد نقابات روسيا ميخائيل شماكوف أن أكثر من مليوني شخص شاركوا أمس في مسيرات عيد العمال في البلاد، على ما نقلت وكالة إنترفاكس . وفي أوروبا جرت مسيرات عدة في مناسبة الأول من مايو/ أيار "اليوم العالمي للعمال" الذي أطلق أثناء تحرك من أجل خفض ساعات العمل في نهاية القرن التاسع عشر في الولاياتالمتحدة . وفي باريس خرجت النقابات تحت شعارات مختلفة الخميس، بعضها احتجاجاً على خطة تقشف ترمي إلى توفير 50 مليار يورو أعلنها رئيس الوزراء مانويل فالس، وأخرى تحت شعار دعم أوروبا . وقبل أقل من شهر من الانتخابات الأوروبية، تعتزم الجبهة الوطنية أن تجعل من مسيرتها التقليدية "عرض قوة" لترسيخ تقدمها في استطلاعات الرأي التي تشير إلى أنها تحتل المركز الأول أو الثاني على الخريطة السياسية في منافسة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني . وتظاهر الآلاف أمس، في أثينا وتيسالونيكي (شمال اليونان) في عيد العمال احتجاجاً على التقشف ومن أجل أوروبا اجتماعية، مذكرين بأن الثروة هي ثمار جهود العمال . وهتف المتظاهرون في أثينا "الثروة هي إنتاج العمال أنفسهم، لا الرأسماليين"، فيما سارت تظاهرتان في المدينة استجابة لدعوة النقابات . وفي إيطاليا، حيث تعهدت حكومة رئيس الوزراء ماتيو رنزي بإعادة الثقة للإيطاليين الذين يخرجون لتوهم من أكثر من سنتين من الانكماش، تظاهر الآلاف ضد البطالة والتقشف . وفي روما دعا الرئيس جورجو نابوليتانو إلى تبني إصلاحات لتوفير الوظائف . وتبلغ البطالة في إيطاليا 7 .12% . وحصلت مواجهات بين الشرطة ومئات المتظاهرين في تورينو، حيث أطلق المتظاهرون قنابل الدخان على الشرطة التي طاردتهم في المدينة الصناعية . وشارك الآلاف في تظاهرة نقابية في بوردينوني احتجاجاً على إغلاق مصنع شركة إلكترلكس السويدية الذي تسبب بفقدان 1300 عامل وظائفهم . ونظمت مسيرات أيضاً في إسبانيا التي تخرج من أزمة اقتصادية ولا تزال تسجل مستويات بطالة قياسية، حيث ستنظم تظاهرات في مدريد وأكثر من 70 مدينة أخرى . ونظمت تظاهرات أيضاً في العديد من مدن العالم بينها تونس وهافانا، حيث ترأس الرئيس راوول كاسترو الاحتفالات التي ضمت نحو 600 ألف شخص، بحسب السلطات في ساحة الثورة . (وكالات) الخليج الامارتية