الشارقة - محمد ولد محمد سالم: تواصلت مساء أمس الأول في جامعة الشارقة عروض الدورة الثالثة من مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بالتعاون مع جمعية المسرحيين الإماراتيين، بعرضين أولهما "جثة على الرصيف" لطلاب كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، وهي من تأليف سعد الله ونوس وإخراج أحمد الشامسي، واشترك في التمثيل غسان فضل وفارس زياد وشريف الزعبي وراشد دحنون وإسماعيل سمحان، والمسرحية من نصوص ونوس القصيرة ومن أوائل ما كتبه، وحاكى فيها مسرح العبث الذي كان سائداً في تلك الفترة . يقدم ونوس في المسرحية رؤية رمزية للعلاقات في المجتمع، وكيف تتواطأ سلطة القوة مع سلطة المال لسلب الفقير الضعيف إرادته وتحطيم آماله، فهو لا يساوي في نظر تلك السلطات، حتى، ليكون طعاماً لكلب جائع، فحين يكتشف الحارس أن هناك جثة على الرصيف، لا يهمه ما إذا كان صاحبها حياً أم ميتاً، ولا يعنيه من أمرها إلا أنها ينبغي أن تزال بسرعة من الساحة التي تخضع لحراسته حتى لا تشوه منظر المكان، فيعكر ذلك صفو السيد الثري القاطن فيه، ويدخل الحارس في جدال مع متشرد فقير كان يعتني بالجثة لأنها جثة صديقه، وفي هذه الأثناء يمر السيد ومعه كلب ينبح من شدة الجوع، وهو يهدئه ويعده بأن يعطيه طعاما، وعندما يرى الجثة يطلب من المتشرد أن يبيعها له، ويهدده، فيقبل ببيعها له، ثم يأمر السيد الحارس بأن يشرح الجثة ليعرف ما إذا كانت تصلح طعاماً لكلبه، وأثناء ذلك يعرف من المتشرد أن الميت صديقه، وليس قريباً له، فيقرر ألا يدفع له مقابلاً عن الجثة، وينتهي الحارس من التشريح ليقرر أن الجثة غير صالحة لإطعام الكلب، وينسحب السيد عائداً إلى قصره . العرض الثاني كان مسرحية "لا وقت للحب" لطالبات جامعة الإمارات، من تأليف يوسف الحمدان، وإخراج مريم الظاهري، وهو من عروض المسرح داخل المسرح، فهناك فرقة مسرحية للفتيات منهمكة في البحث عن فكرة لعرضها المقبل، لكن شريطة أن يكون عن الحب الحقيقي، ويقررن تمثيل مسرحية روميو وجوليت لشكسبير، لكن المشكلة التي ستعترضهن هي مشاهد العنف والقتل في المسرحية، خاصة مشهد تجرع روميو للسم، فهن لا يردن مشاهد عنف، ولا نهاية مأساوية له، ويتكرر الأمر مع مسرحية عطيل لكن الفرقة لا تريد أن تصل إلى مشهد الغيرة القاتلة وخنق عطيل لديدمونة وانتحاره على إثر ذلك، وكذلك مسرحية ماكبث الذي سيتحول من قائد عظيم مخلص لملكه ويعيش حياة هانئة ملأى بالحب إلى قاتل سفاك، وينتهي بهن البحث والتجريب إلى أن يقررن تمثيل مسرحية عن الزواج التقليدي، وفي لقطة كوميدية دالة يجلس العروسان على منصة الزفاف فيبدأ العريس بإزالة الخمار عن وجه عروسه، ولما يعاين وجهها القبيح يقفز هاربا، لتنتهي المسرحية . سمحت خطة العرض القائمة على البحث عن موضوع للمسرحية بإدخال الكثير من الكوميديا إلى العرض، بشكل تلقائي . الخليج الامارتية