عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ندى .. مجموعة قصص قَصِيرَةْ..بقلم:محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
نشر في الجنوب ميديا يوم 01 - 05 - 2014

ندى .. مجموعة قصص قَصِيرَةْ.. من تأليف وإبداع.. شَاعِرُ..الْعَالَمْ الذي بنوره اكتنف الألباب) الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
حَسَدْ..قِصَّةٌ00قَصِيرةٌ
رَكَنَ أَبُو هَالَةَ الْحَدِيدَ الَّذي اشْتَرَاهُ جِوَارَ بِيْتِهِ وَهُوَ فِي غَايَةِ السَّعَادَةِ, لِأَنَّهُ صَنَعَ إِنْجَازاً يَرْضَى عَنْهُ هُوَ شَخْصِيًّا, فَاشْتَرَي طِنًّا مِنَ الْحَدِيدِ قَبْلَ الاِرْتِفَاعِ الْجُنُونِيِّ فِي أَسْعَارِهِ الْأَمْرُ الثَّانِي: أَنَّ هَذَا الْحَدِيدَ لِصَبِّ أَعْمِدَةِ الدَّوْرِ الثَّانِي فِي بِيْتِهِ الْجَدِيدِ عَلَى طَرِيقِ الْمَنْصُورَةِ رَأْسِ الْبَرِّ , هَذَا الْبِيْتِ الَّذي أَصْبَحَ هُوَ وَعَائِلَتُهُ فِي أَشَدِّ الاِحْتِيَاجِ إِلَيْهِ , الْأَمْرُ الثَّالِثِ: : أَنَّ الْحَدِيدَ مَعْدَنٌ مُهِمٌّ وَشَرِيفٌ , يَكْفِيهِ فَخْراً أَنَّ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ سُورَةً كَامِلَةً مُسَمَّاةً بِاسْمِهِ ,قَالَ تَعَالَى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسَلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) سُورَةِ الْحَدِيدِ25 ,وَلَكِنَّ قَلْبَهُ لَمْ يَكُنْ مُطْمَئِنًّا لِنَظَرَاتِ امْرَأَتَينِ مِنَ الْجِيرَانِ تَجَاوَزَتَا السَّبْعِينَ عَاماً,وَهُوَ يُرَدِّدُ فِي -نَفْسِهِ-: قَوْلَهُ تَعَالَى :(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ,فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ , وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ) سُورَةِ النِّسَاءِ ِ55,54 وَلَمْ يَسْتَطِعْ (أَبُو هَالَةَ)إِدْخَالَ الْحَدِيدِ الْقَديمِ الْمَفْرُودِ فِي الشَّارِعِ دَاخِلَ الْبَيْتِ لِمَشَاغِلِهِ الْكَثِيرَةِ ,وَعِنْدَمَا عَادَ فِي الْمَسَاءِ وَجَدَ رِسَالَةً مُفَادُهَا أَنَّ الْحَاجَّ (عَوْنِي أَبُو الْمَكَارِمِ) يُرِيدُ مِنْهُ أَنْ يُدْخِلَ الْحَدِيدَ أَوْ يَرْكِنَهُ عَلَى جَنْبٍ ,فَقَامَتْ حَمَاةُ (أَبِي هَالَةَ) بِتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ ,وَنَادَى (أَبُو هَالَةَ) عَلَى نَسِيبِهِ الْأُسْتَاذِ/ ( فُؤَادْ أَبُو الْوَفَا ) لِيَقِفَ مَعَهُ وَيُسَلِّيهِ عِنْدَ إِدْخَالَ الْحَدِيدِ ,فَرَفَضَ,مُتَعَلِّلاً بِأَسْبَابٍ وَاهِيَةٍ ,وَذَهَبَ (أَبُو هَالَةَ) يَحْكِي ظُرُوفَهُ الصَّعْبَةَ لِلْحَاجِّ (عَوْنِي أَبُو الْمَكَارِمِ) ,وَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَرِيحَ لَيْلاً وَيَأْتِيَ فِي الصَّبَاحِ لِيُودِعَ الْحَدِيدَ بِالْمَخْزَنِ ,نَامَ (أَبُو هَالَةَ) وَذِهْنُهُ مَشْغُولٌ بِنَقْلِ الْحَدِيدِ ,حَتَّى قَامَ مِنْ نَوْمِهِ وَنَظَرَ فِي (الْمُوبَايِلْ) فَوَجَدَ السَّاعَةَ :السَّابِعَةَ صَبَاحاً , وَأَخْبَرَ ابْنَتَهُ (انْشِرَاحَ) قَائِلاً : أَنَا ذَاهِبٌ إِلَى الْمَبَانِي ,قَالَتْ:هَلْ هُنَاكَ أَحَدٌ يَخْرُجُ فِي الثَّالِثَةِ صَبَاحاً ؟! قَالَ (أَبُو هَالَةَ) اَلسَّاعَةُ مَعِي :السَّابِعَةَ صَبَاحاً , قَالَتِ (انْشِرَاحُ)- الَّتِي كَانَتْ تَسْتَذْكِرُ دُرُوسَهَا- : اَلسَّاعَةُ الْآنَ الثَّالِثَةُ صَبَاحاً ,جَلَسَ (أَبُو هَالَةَ) وَكَادَ يَمْتَنِعُ عَنِ الْخُرُوجِ ,لَكِنَّهُ فَكَّرَ جَيِّداً وَقَالَ فِي -نَفْسِهِ-: إِنَّهَا فُرْصَةٌ ,أَذْهَبُ الْآنَ فِي سُكُونِ اللَّيْلِ وَهُدُوئِهِ لِأُدْخِلَ الْحَدِيدَ ,فَلَوْ ذَهَبَ بِالنَّهَارِ لَخَرَجَتِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالْأَطْفَالُ يَطْلُبُونَ مِنْهُ أَنْ يَسْتَأْجِرَ عُمَّالاً لِإِدْخَالْ الْحَدِيدِ ,وَسَوْفَ يَظَلُّ الْجَمِيعُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ خِلاَلَ الْعَمَلِ ,وَكُلُّ رَجُلٍ وَكُلُّ امْرَأَةٍ وَكُلُّ طِفْلٍ ,سَيُعْطِيهِ مُحَاضَرَةً تُحَبِّطُ عَزِيمَتَهُ وَتَهُدُّ قُوَّتَهُ ,بَدَأَ (أَبُو هَالَةَ) فَفَكَّ الْحَدِيدَ السَّلاَسِلِّيَّ الْمَرْبُوطَ بِهِ الْحَدِيدُ ,وَاسْتَعَانَ بِاللَّهِ ,وَأَخَذَ يُدْخِلُ الْحَدِيدَ الْجَرَاجَ ,وَيُسَبِّحُ اللَّهَ وَقْتَ السَّحَرِ ,حَتَّى أَذَّنَ الْفَجْرُ فَصَلَّى فِي جَامِعِ (عِبَادِ الرَّحْمَنِ) ,وَعَادَ لِإِتْمَامِ الْعَمَلِ فَقَوَّاهُ اللَّهُ , وَأَخَذَ يُدْخِلُ عَشْرَةَ أَسْيَاخٍ بِعَشْرَةِ أَسْيَاخٍ وَرُبَّمَا أَكْثَرَ ,بَعْدَ أَنْ كَانَ يُدْخِلُ سِيخَيْنِ بِسِيخَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً بِثَلاَثَةٍ ,وَإِذَا وَجَدَ الْأَمْرَ صَعْباً كَانَ يُدْخِلُ سِيخاً وَاحِداً ,وَكَانَ يُرَدِّدُ هَذَا الْحَدِيثَ الشَّرِيفَ طِيلَةَ الْعَمَلِ "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ:(إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ , فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ ) صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ , (فَأَبُو هَالَةَ) يَعْرِفُ ضَرُورَةَ التَّيْسِيرِ وَطَالَمَا شَرَحَ لِلنَّاسِ فِي (مِصْرَ) وَدُوَلٍ أُخْرَى (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سُورَةِ الْمَائِدَةِ 6, وَظَلَّ يَعْمَلُ وَيَدْعُو ِ اللَّهَ قَائِلاً:يَا رَبُّ اسْتُرْهَا بِحَقِّ جَاهِ حَبِيبِكَ النَّبِيِّ ,فَوَفَّقَهُ اللَّهُ , وَلَكِنْ حَدَثَتْ مُفَاجَأَةٌ ,فَأَثْنَاءَ إِدْخَالِ الْحَدِيدِ دَاخِلَ (الْجَرَاجِ) دَخَلَ مِسْمَارٌ فِي شِبْشِب(أَبِي هَالَةَ) وَثَقَبَهُ حَتَّى دَخَلَ فِي رِجْلِهِ الْيُمْنَى , وَلَكِنَّهُ وَاصَلَ الْعَمَلَ حَتَّى أَكْمَلَهُ ,مُدْرِكاً وَمُوقِناً أَنَّ هَذَا الْمِسْمَارَ الَّذِي جَرَحَ قَدَمَهُ نَتَجَ عَنْ حَسَدِ تِلْكَ الْمَرْأَتَيْنِ لَهُ ,وَالْحَمْدُ لِلَّهِ , قَدَّرَ وَلَطَفَ ,كَمَا عَرَفَ (أَبُو هَالَةَ) مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :(وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) سُورَةِ الْقَلَمِ 51, بَعْدَ ذَلِكَ ذَهَبَ (أَبُو هَالَةَ) إِلَى الْمُسْتَشْفَى الْعَامِ وَهُوَ عَائِدٌ فِي طَرِيقِهِ إِلَى الْبَيْتِ ,فَقَابَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الَّذِينَ يُعَطِّلُونَ الْمَصَالِحَ وَيَكْذِبُونَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَعُودُوا مِنْ حَيْثُ جَاءُوا دُونَ كَشْفٍ ,حَيَّاهُ (أَبُو هَالَةَ) وَسَأَلَهُ طَالِباً أَنْ يَأْخُذَ حُقْنَةَ (تِيتَانُوسْ) وَلَكِنَّهُ كَذَبَ عَلَيْهِ ,وَأَخْبَرَهُ أَنَّ هَذِهِ الْحُقْنَةَ لاَ تُوجَدُ إِلاَّ فِي مُسْتَشْفَيَاتِ الْمَدِينَةِ ,ذَهَبَ (أَبُو هَالَةَ) إِلَى إِحْدَى الصَّيْدَلِيَّاتِ ,فَأَخْبَرَتْهُ الْفَتَاةُ الَّتِي تَقِفُ فِي الصَّيْدَلِيَّةِ أَنَّ الْحُقْنَةَ لاَ تُوجَدُ فِي الصَّيْدَلِيَّاتِ وَإِنَّمَا تُؤْخَذُ مَجَّاناً فِي الْمُسْتَشْفَى ,وَأَخَذَ (أَبُو هَالَةَ) نَفْسَهُ عَائِداً إِلَى الْمُسْتَشْفَى ,,فَوَجَدَ الطَّبِيبَةَ وَالْمُمَرِّضَةَ , فَحَيَّاهُمَا وَأَخْبَرَهُمَا بِحَادِثَةِ جَرْحِ الْمِسْمَارِ لِرِجْلِهِ ,وَأَنَّهُ يَرِيدُ حُقْنَةَ (تِيتَانُوسْ) ,سَأَلَتِ الطَّبِيبَةُ الْمُمَرِّضَةَ ,هَلْ حُقْنَةَ (التِّيتَانُوسْ) مَوْجُودَةٌ بِالْمُسْتَشْفَى؟! قَالَتْ : نَعَمْ, قَالَتْ الطَّبِيبَةُ: أَعْطِيهِ الْحُقْنَةَ ,ثُمَّ قَالَتْ لِي: اِذْهَب إِلَى الاِسْتِقْبَالِ , وَفِي طَرِيقِي إِلَى الاِسْتِقْبَالِ قَالَتْ لِي : لَوْ سَمَحْتَ اشْتَرِ لَنَا سِرِنْجَة3سم , قُلْتُ: وَهُوَ كَذَلِكَ ,لَكِنَّ الْمِشْوَارَ كَانَ بَعِيداً ,وَرَغْمَ ذَلِكَ ذَهَبْتُ إِلَى الصَّيْدَلِيَّةِ ,سَأَلَتْنِي الْفَتَاةُ سِرِنْجَة3 سم أَمْ 5سم ؟ ,نَسِيتُ وَقُلْتُ لَهَا: 5 سم ,وَذَهَبْتُ إِلَى الْمُسْتَشْفَى فَقَالَتِ الْمُمَرِّضَةُ: إِنَّ هَذِهِ السِّرِنْجَةَ
كَبِيرَةٌ ,اِرْجِعْ وَأَحْضِرْ سِرِنْجَة3 سم مِنْ دُكَّانِ الْمُسْتَلْزَمَاتِ الطِّبِّيَّةِ , فَرَجَعْتُ وَعُدْتُ بِالسِّرِنْجَةِ , وَأَخَذْتُ الْحُقْنَةَ وَشَكَرْتُ الطَّبِيبَةَ , وَعُدْتُ إِلَى فِرَاشِي , وَرُحْتُ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ.
حِكَايَتِي مَعَ الْبَطَّةْ..قِصَّةٌ00قَصِيرةٌ
اَلْبَطَّةُ يَا أَحْبَابِي الْحُلْوِينَ لَهَا رِيشٌ جَمِيلٌ ، رِيشٌ أَبْيَضُ ، رِيشٌ أَسْمَرُ ، وَرُبَّمَا رِيشٌ بُنِيٌّ ,اَلْبَطَّةُ تَعُومُ فِي التُّرْعَةِ ، اَلْبَطَّةُ تَسْبَحُ فِي النَّهْرِ ، اَلْبَطَّةُ تَأْكُلُ السَّمَكَ الصَّغِيرَ، كَمَا أَنَّهَا تَأْكُلُ (السِّرْسَ) الَّذِي يَنْتُجُ بَعْدَ أَنْ تُبَيِّضَ أُمِّي شِوَالَ الْأُرْزِ، اَلْبَطَّةُ تَأْكُلُ (الرَّضَّةَ) الَّتِي تَنْتُجُ بَعْدَ أَنْ تَطْحَنَ أُمِّي الْغلَّةَ ، اَلْبَطَّةُ أَيْضاً تَأْكُلُ الْخُبْزَ ، وَمَا تَبَقَّى مِنْ طَعَامِنَا عَلَى الطَّبْلِيَّةِ ، لِلْبَطَّةِ قِصَّةٌ جَمِيلَةٌ مَعِي ، فَأَنَا اسْمِي فَاطِمَةُ ، وَكَانَتْ أُمِّي تُدَّلِّلُنِي وَتُنَادِينِي قَائِلةً: يَا بَطَّةُ, وَقْتَها كُنْتُ يَا أَصْدِقَائِي أَفْرَحُ مِنْ قَلْبِي ، كُنْتُ أَجْرِي بِخِفَّةٍ وَرَشَاقَةٍ يَدْفَعُنِي الْهَوَاءُ إِلَى الْأَمَامِ وَأَتَخَيَّلُ نَفْسِي بَطَّةً حَقِيقِيَّةً, وَأُحَاوِلُ أَنْ أَعُومَ فِي (الْبَانْيُو) كَمَا تَعُومُ اَلْبَطَّةُ , كَانَتْ جَدَّتِي تُزَغِّطُ اَلْبَطَّةَ قَبْلَ الْمَوَاسِمِ وَالْأَعْيَادِ ، تَأْخُذُ اَلْبَطَّةَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا, وتُزَغِّطُهَا الْفُولَ وَالذُّرَةَ, وَ أَحْيَاناً تَصْنَعُ لَهَا مِنَ الْعَجِينِ (صَوَابِعَ) مِثْلَ(صَوَابِعِ) الْكُفْتَةِ, وتُنَشِّفُهَا فِي الشَّمْسِ, وتُزَغِّطُهَا لِلْبَطِّ ، وَعِنْدَمَا يَأْتِي المَوْسِمُ أَوِ الْعِيدُ كَانَتْ جَدَّتِي تَذْبَحُ ذَكَراً مِنَ الْبَطِّ , وأُمِّي تَذْبَحُ بَطَّةً ,وَنَحْنُ فِي غَايَةِ السَّعَادَةِ وَالْفَرَحِ وَالْمَرَحِ وَ الْبَهْجَةِ كَانَتْ جَدَّتِي تَأْخُذُ كَبِدَ اَلْبَطَّةِ وَ(أَوْنَصَتَهَا) وَ(كُوزَهَا) وَ تَطْبُخُهُ لَنَا بِسُرْعَةٍ ، وَ تَضَعُهُ أَمَامَنَا فِي الصَّحْنِ وَتقُولُ : كُلُوا يَا أَطْفَالِي الْحُلْوِينَ ، فَنَشْرَبُ الْحِسَاءَ مَعَ الْأُرْزِ أَوِ الْمَكَرُونَةِ, وَ نَأْكُلُ كَبِدَ اَلْبَطَّةِ ، وَبَعْدَ أَنْ نَنْتَهِيَ مِنَ الْأَكْلِ نَحْمَدُ اللَّهَ فَتَقُولُ جَدَّتِي : هَنِيئاً مَرِيئاً يَا أعِزَّائِي ، بِالْهَنَاءِ وَالصِّحَةِ يَا حُلْوِينَ, فَتَنْطَلِقُ أَلْسِنَتُنَا وَقُلوبُنَا قَائِلَةً: كُلَّ سَنَةٍ وَأَنْتِ طَيِّبَةٌ يَا جَدَّتِي فَتَرُدُّ جَدَّتِي : رَبُّنَا ( يُخَلِّيكُمْ )لِي ,مِنْ يَوْمِهَا وَ الْبَطُّ يَرْبِطُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ جَدَّتِي0
رَنَا.. وَالْمَطَرْ..قِصَّةٌ00قَصِيرةٌ
(رَنَا) بِنْتٌ صَغِيرَةٌ فِي السَّنَةِ الْأُولَى مِنَ الْحَضَانَةِ,طَلْعَتُهَا كَطَلْعَةِ الشَّمْسِ,جَمَالُهَا كَجَمَالِ الْبَدْرِ لَيْلَةَ تَمَامِهِ ,تَهِلُّ عَلَيْكَ فَتَهِلُّ مَعَهَا الْأَفْرَاحُ ,تَنْطَلِقُ كَانْطِلاَقَةِ الصَّبَاحِ ,يُزِيلُ الظَّلاَمَ وَيَأْتِي بِالنُّورِ ,أَحَبَّتْ (رَنَا) الْحَضَانَةَ وَأَحَبَّتْ مَعَهَا مُعَلِّمَتَهَا( أَمَانِي)الَّتِي حَرِصَتْ عَلَى تَعْلِيمِ الطَّالِبَاتِ فِي الْحَضَانَةِ تَعْلِيماً مُشَوِّقاً ,يَدْخُلُ إِلَى قُلُوبِ تِلْمِيذَاتِهَا قَبْلَ أَنْ يَسْكُنَ فِي عُقُولِهِنَّ ,كَانَتْ تُعَلِّمُهُنَّ الْحُرُوفَ الْهِجَائِيَّةَ وَتَرْسِمُهَا لَهُنَّ وَتُعْطِيهِنَّ أَبْيَاتاً مِنَ الشِّعْرِ ,أَوَّلُ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهَا حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْهِجَاءِ ,فَعِنْدَمَا عَلَّمَتْهُنَّ حَرْفَ الْأَلِفِ أَعْطَتْهُنَّ بَيْتاً جَمِيلاً مِنَ الشِّعْرِ يَبْدَأُ بِحَرْفِ الْأَلِفِ وَهُو:"أَلِفٌ أُمِّي,رُوحِي وَدَمِي" فَهِيَ مُعَلِّمَةٌ ذَكِيَّةٌ ذَاتُ عَقْلٍ كَبِيرٍ ,تَحْرِصُ عَلَى غَرْسِ قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ فِي قُلُوبِ الْبَنَاتِ وَهِيَ حُبُّ الْأُمِّ وَالتَّضْحِيَةُ مِنْ أَجْلِهَا وَالتَّفَانِي فِي طَاعَتِهَا ,فَالْأُمُّ هِيَ الَّتِي حَمَلَتْ وَأَرْضَعَتْ وَفَطَمَتْ وَسَهِرَتْ مِنْ أَجْلِ رَاحَةِ أَوْلاَدِهَا وَبَنَاتِهَا , ,وَعِنْدَمَا قَامَتِ الْمُعَلِّمَةُ بِشَرْحِ حَرْفِ الْبَاءِ أَعْطَتْهُنَّ بَيْتاً مِنَ الشِّعْرِ عَذْباً جَمِيلاً وَمُؤَثِّراً فِي الْقُلُوبِ وَالْعُقُولِ وَهُو:" بَاءٌ بَلَدِي,يَوْمِي وَغَدِي" وَهُو يُعَبِّرُ عَنْ حُبِّ مِصْرَ الْوَطَنِ , مِصْرَ الْعُرُوبَةِ , مِصْرَ الْأُمِّ الْكُبْرَى لِكُلِّ وَلَدٍ وَبِنْتٍ ,أَحَبَّتْ (رَنَا) مُعَلِّمَتَهَا( أَمَانِي) ,وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ تَنَامُ (رَنَا) وَتَحْلُمُ بِذِهَابِهَا لِلْحَضَانَةِ ,مِنْ شِدَّةِ شَوْقِهَا لِلتَّعَلُّمِ الْجَمِيلِ ,ذَاتَ يَوْمٍ شِتْوِيٍّ ,كَانَتْ (رَنَا) تَسْتَعِدُّ لِلذِّهَابِ إِلَى الْحَضَانَةِ- فِي فَرْحَةٍ وَتَشَوُّقٍ - كَانَتْ(رَنَا) قَدْ ذَاكَرَتْ دُرُوسَهَا وَكَتَبَتْ وَاجِبَاتِهَا ,وَلَكِنْ حَدَثَتِ الْمُفَاجَأَةُ ,تَلَبَّدَتِ السَّمَاءُ بِالسُّحُبِ وَالْغُيُومِ الَّتِي حَجَبَتِ الشَّمسَ ,وَبَرَقَتِ السَّمَاءُ وَرَعَدَتْ وَهَطَلَ الْمَطَرُ بِشِدَّةٍ ,نَادَتِ الْأُمُّ وَقَالَتْ: (رَنَا) يَا حَبِيبَتِي ,الْمَطَرُ شَدِيدٌ ,لاَ تَذْهَبِي إِلَى الْحَضَانَةِ الْيَوْمَ ,بَكَتْ (رَنَا) بُكَاءً غَزِيراً كَغَزَارَةِ الْمَطَرِ فِي هَذَا الْيَوْمِ ,وَمِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ بِهَا كَانَ وَالِدُهَا يَعْرِفُ شِدَّةَ حُبِّهَا لِمُعَلِّمَتِهَا فِي الْحَضَانَةِ ,فَنَادَاهَا قَائِلاً: لاَ تَحْزَنِي يَا ابْنَتِي ,وَأَخْرَجَ عَرَبَتَهُ الْمَلاَّكِي مِنَ الجراش ,وَقَالَ – بِحَنَانٍ بَالِغٍ يَنْبُعُ مِنَ الْقَلْبِ - :تَفَضَّلِي يَا (رَنَا) ,اِرْكَبِي مَعِي لِأُوَصِّلَكِ إِلَى الْحَضَانَةِ , قَالَتْ (رَنَا) : وَلَكِنَّ هَذَا يَوْمُ رَاحَتِكَ يَا أَبِي , قَالَ الْأَبُ: فِي سَبِيلِ الْعِلْمِ يَا ابْنَتِي تَهُونُ كُلُّ الْأَشْيَاءِ , طُبِعَتْ هَذِهِ الجُمْلَةُ فِي عَقْلِ وَقَلْبِ(رَنَا), فَلَمْ تَنْسَهَا وَلَنْ تَنْسَاهَا طُولَ حَيَاتِهَا ,وَصَلَتْ(رَنَا) إِلَى الْحَضَانَةِ ,وَفَرِحَتْ بِمُعَلِّمَتِهَا وَفَرِحَتْ مُعَلِّمَتُهَا بِهَا كَثِيراً ,وَبَيَّنَتْ لَهُنَّ قِيمَةَ الْمَطَرِ ,فَاللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَنْزَلَهُ رَحْمَةً بِالْإِنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَجَمِيعِ الْكَائِنَاتِ ,فَهُوَ يُلَطِّفُ الجَوَّ وَيُحَسِّنُهُ ,وَيَجْعَلُهُ جَوًّا صِحِيًّا خَالِياً مِنَ الْأَمْرَاضِ,وَ الْمَطَرُ يَعْمَلُ عَلَى نُمُوِّ النَّبَاتِ وَزِيَادَةِ الْخُضْرَةِ وَتَحْسِينِ الْبِيئَةِ ,وَاللَّهُ – سُبْحَانَهُ- يَسْتَجِيبُ الدُّعَاءَ وَقْتَ نُزُولِ الْمَطَرِ , قَالَتْ (رَنَا) : أُرِيدُ أَنْ أَكُونَ عَالِمَةً مِنْ عَالِمَاتِ الْبِيئَةِ ,قَالَتِ الْمُعَلِّمَةُ:اِدْعِي اللَّهَ يَا (رَنَا) ,فَهُوَ مُجِيبُ الدُّعَاءِ وَالْوَقْتُ وَقْتُ إِجَابَةٍ.
زَهْرَةْ00وَالْفِيلْ.. قِصَّةٌ00قَصِيرةٌ
الْبِنْتُ زَهْرَةُ بِنْتٌ رَقِيقَةٌ كَالْوَرْدَةِ الْمُتَأَلِّقَةِ فِي الْحَدِيقَةِ ذَاتَ يَوْمٍ كَانَتْ تَزوُرُ حَدِيقَةَ الْحَيَوَانِ بِرِفْقَةِ أَتْرَابِهَا فِي السِّنِّ وَزَمِيلاَتِهَا فِي الصَّفِّ الثَّالِثِ الاِبْتِدَائِي وَمُعَلِّمَاتِهَا فِي الْمَدْرَسَةِ ,جَذَبَ انْتِبَاهَ زَهْرَةَ الْفِيلُ أَبُو زَلُّومَةَ بِخُرْطُومِهِ الطَّوِيلِ,وَكَادَتْ زَهْرَةُ تَخَافُ مِنْ مَنْظَرِهِ الْمُرْعِبِ ,وَلَكِنَّ الْعَمَّ يَاسِينَ طَمْأَنَهَا وَنَادَاهَا بِرِفْقٍ وَلِينٍ وَالاِبْتِسَامَةُ تَمْلَأُ صَفْحَةَ وَجْهِهِ :تَعَالَيْ يَا ابْنَتِي لاَ تَقْلَقِي فَهَذَا الْفِيلُ وَدِيعٌ وَأَلِيفٌ وَحَبُّوبٌ ,مَا اسْمُكِ يَا صَغِيرَتِي؟!- اِسْمِي زَهْرَةُ –يُمْكِنُكِ يَا زَهْرَةُ أَنْ تَرْكَبِي هَذَا الْفِيلَ , هَذَا سُلَّمٌ عَلَى جَنْبِ الْفِيلَ , اِصْعَدِي وَامْتَطِي ظَهْرَ الْفِيلَ , وَ بِالْفِعْلِ رَكِبَتْ زَهْرَةُ الْفِيلَ أَبُو زَلُّومَةَ وَأَخَذَ يَمْشِي بِخُطُوَاتٍ مُتَثَاقِلَةٍ وَزَهْرَةُ فِي قِمَّةِ السَّعَادَةِ وَأَخَذَتْ تُنْشِدْ:أَيُّهَا الْفِيلُ سَلاَماً,يَا وَزِيراً لِلمَلِكْ, أَنْتَ مِنْ قَلْبِي قَرِيبٌ ,قُمْ بِنَا افْرَحْ وَانْطَلِقْ ,وَالْبَنَاتُ يُصَفِّقْنَ حَوْلَ زَهْرَةَ وَهِيَ مُمْتَطِيَةٌ الْفِيلَ وَكَأَنَّهُنَّ فِي فَرَحٍ كَبِيرٍ وَجَاءَتْ مُصَوِّرَةٌ فُوتُوغْرَافِيَّةٌ وَاسْتَأْذَنَتْ مِنَ الْمُعَلِّمَةِ فِي الْتِقَاطِ بَعْضِ الصُّوَرِ فَرَحَّبَتِ الْمُعَلِّمَةُ بِالْفِكْرَةِ ,قَالَتْ زَهْرَةُ:وَمَتَى يُمْكِنُنَا أَنْ نَأْخُذَ الصُّوَرَ؟! قَالَتِ الْمُصَوِّرَةٌ:بَعْدَ سَاعَةٍ فَقَطْ يَا حَبِيبَتِي وَأَخَذَتْ زَهْرَةُ وَأُسْرَةُ مَدْرَسَتِهَا يَتَجَوَّلْنَ فِي الْحَدِيقَةِ وَهُنَّ فَرِحَاتٌ سَعِيدَاتٌ مَسْرُورَاتٌ مُبْتَهِجَاتٌ يَشْكُرْنَ الْمُعَلِّمَةَ أَنْ أَتَاحَتْ لَهُنَّ هَذِهِ الْفُرْصَةَ الْجَمِيلَةَ , قَالَتِ الْمُعَلِّمَةُ:يَا بَنَاتِي الْعَزِيزَاتِ,,إِنَّ الْفِيلَ هَذَا الَّذِي رَكِبْتُنَّهُ هُوَ وَزِيرُ لِلمَلِكِ فِي الْغَابَةِ بِكُلِّ مَا فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنْ مَعْنَي ,فَهُوَ يُرَاقِبُ الْحَيَوَانَاتِ ,الْمُفْتَرِسَ مِنْهَا كَالذِّئْبِ وَالنَّمِرِ ,وَالْمَكَّارَ مِنْهَا كالثَّعْلَبِ وَالْوَدِيعَ مِنْهَا كَالْأَرْنَبِ,وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَشَاكِلِ الْحَيَوَانَاتِ , وَالْفِيلُ حَكِيمٌ يَمْلِكُ مِنَ الْفِطْنَةِ وَالذَّكَاءِ مَا يَمْلِكُهُ الْوَزِيرُ الْعَاقِلُ وَيحُلُّ مِنَ الْمَشَاكِلِ بَيْنَ الْحَيَوَانَاتِ ,مَا يَسْتَطِيعُ حَلَّهُ وَيَقْضِي لَهُمْ مِنَ الْأُمُورِ الْهَامَّةِ مَا يَسْتَطِيعُ قَضَاءَهُ ,ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُقَدِّمَ تَقْرِيراً مُفَصَّلاً لِلمَلِكِ عَنْ كُلِّ الْأُمُورِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْحَيَوَانَاتِ, قَالَتْ زَهْرَةُ:اِسْمَحِي لِي يَا مُعَلِّمَتِي أَنْ أَسْأَلَكِ,مَنْ هُوَ المَلِكُ؟! قَالَتِ الْمُعَلِّمَةُ: الْأَسَدُ مَلِكُ الْحَيَوَانَاتِ عِنْدَمَا يَزْأَرُ الْأَسَدُ تَقُومُ الْحَيَوَانَاتُ كُلُّهَا عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ ,الُكُلُّ يَبْتَغِي رِضَاهُ, هُنَاكَ مَنْ يُقَدِّمُ لَهُ الطَّعَامَ وَهُنَاكَ مَنْ يُنَاوِلُهُ الشَّرَابَ وَهُنَاكَ مَنْ يُبْدِي لهُ النَّصِيحَةَ وَهُنَاكَ مَنْ يَشُورُ علَيْهِ وَبَعْدَ ذَلِكَ,الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ لَهُ, قَالَتْ زَهْرَةُ: إِنَّ عَالَمَ الْحَيَوَانَاتِ عَالَمٌ وَاسِعُ الْآفَاقِ,رَحْبُ الْخَيَالِ , قَالَتِ الْمُعَلِّمَةُ:لَقَدْ صَحِبْتُمُ الْوَزِيرَ فِي رِحْلَتِكُمُ الْجَمِيلَةِ ,وَمَنْ يَدْرِي؟!لَعَلَّكُمْ بَعُدَ ذَلِكَ تُصَاحِبُونَ المَلِكْ!!!!
سَارَةْ..قِصَّةٌ00قَصِيرةٌ
ٌ سَارَةُ الْجَمِيلَةُ، شَعْرُهَا طَوِيلٌ وَجْهُهَا حُلْمٌ جَمِيلٌ، مِنْ أَحْلاَمِ لَيَالِي قَصْرِ النِّيلِ، تَقْرَأُ فِي عَيْنَيْهَا آمَالَ الطَّمُوحِينَ الْقَاهِرِيِّينَ، وَمَوَاوِيلَ الْعَتَبَةِ، وَأَغَانِي بَابِ اللَّوْقِ، َوقَصَصِ الْعَبَاقِرَةِ، مِنَ أَهَالِي الْأَلْفِ مَسْكَنْ، وَقَصَائِدَ الشَّامِخِينَ، مِنْ أَهَالِي الْمُهَنْدِسِينَ، سَارَةُ تُحِبُّ الْخُضْرَةَ, تَعْشَقُ النِّيلَ، وَتُحِبُّ النُّزْهَةَ، وَاللَّهْوَ الْبَرِيءَ، وَاللَّعِبَ الْمُسَلِّيَ، عَلَى الْأُتُوبِيسَاتِ النَّهْرِيَّةِ, سَأَلَتْهَا صَدِيقَتُهَا نَجْوَى: لِمَاذَا تَهِيمِينَ فِي حُبِّ النِّيلِ؟! قَالَتْ سَارَةُ: وَلِم لاَ يَا نَجْوَى، وَمِصْرُ هِبَةُ النِّيلِ، وَهَبَهَا اللَّهُ الْحَيَاةَ، فَزَرَعَ أَبْنَاؤُهَا مُخْتَلَفَ الْمَحَاصِيلِ، مِنْ قَمْحٍ وَأُرْزٍ وَذُرَةٍ وَبَطَاطِسَ، وَثَوْمٍ وَبَصَلٍ، وَعَدْسٍ وَفُولٍ وَفَاصُولْيَا، وَقَصَبِ سُكَّرٍ وَبْنْجَرٍ وَعَبَّادِ الشَّمْسِ وَأَنَانَاسٍ وَتُفَّاحٍ وَبَلَحٍ، وَأَشْجَارٍ وَخُضْرَوَاتٍ.قَالَتْ نَجْوَى: كُلُّ هَذَا الْخَيْرِ بِسَبَبِ نَهْرِ النِّيلِ!قَالَتْ سَارَةُ: أَجَلْ يَا نَجْوَى ، هَلْ تَعْلَمِينَ أَنَّ هَذِهِ الْفَسَاتِينَ الْجَمِيلَةَ الَّتِي نَلْبَسُهَا فَرِحِينَ لاَهِينَ وَصَلَتْنَا مِنْ النِّيلِ الْعَظِيمِ.قَالَتْ نَجْوَى: كَيْفَ يَا سَارَةُ؟!قََالَتْ سَارَةُ: مَاءُ النِّيلِ الْعَذْبِ رَوَى فَدَادِينَ الْقُطْنِ، وَعَلَيْهِ قَامَتْ صِنَاعَاتُ الْغَزْلِ وَالنَّسِيجِ وَبُنِيَتِ الشَّرِكَاتُ الْعَالَمِيَّةُ الْعُظْمَى كَشَرِكَةِ مِصْرَ لِلْغَزْلِ وَالنَّسِيجِ بِالْمَحَلَّةِ الْكُبْرَى.
سَبَّاقٌ..وَشَدَّادْ..قِصَّةٌ00قَصِيرَةٌ
الْوَلدُ بَسَّامُ وَلَدٌ صَغِيرٌ,لَمْ يَدْخُلِ المَدْرَسَة بَعْدُ,سَافَرَ أَبُوهُ (جَاسِر) إِلَى إِحْدَى دُوَلِ الْخَلِيجِ طَلَباً للرِّزْقِ وَكَانَ أَبُو بَسَّام يَصْطَحِبُهُ للصَّلاَةِ,فَيَفْرَحُ بَسَّام كَثِيراً وَيَذهَبُ لِلْمَسْجِدِ وَاضِعاً يَدَيْهِ فِي يَدِ أَبِيهِ فَيَتَوَضَّآنِ وَيُصَلِّيَانِ جَمِيعَ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ بِإِكْمَالِ طَهُورِهَا وَمَوَاقِيتِهَا وَكَانَ أَبُوهُ دَائِماً مَا يَذكُرُ لَهُ أحَادِيثَ رَسُولِ اللهِ صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ,عَنْ فَضْلِ الصَّلاَةِ حَتَّى حَفِظَهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ,وَعِنْدَمَا سَافَرَ أَبُو بَسَّامَ ,أَخَذَ الْبُرْعُمُ الصَّغِيرُ بَسَّامُ يُفَكِّرُ,كَيفَ يَذهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ لأَدَاءِ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ وَمَعَ مَنْ؟!فَهُو َيَعْرِفُ أَنَّ أُمَّهُ تَخَافُ عَلَيْهِ خَوْفاً شَدِيداً لأَنَّهُ مَازَالَ صَغِيراً ,وَجَدَ بَسَّامٌ عَمَّهُ عَبْدَ الْحَفِيظِ يُحَافِظُ عَلَى أَدَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي الْمَسْجِدِ ,وَعِنْدَمَا ذَهَبَ لِصَلاَةِ الْعَصْرِ سَأَلَهُ بَسَّامُ: أَتَذْهَبُ لِصَلاَةِ الْعَصْرِ؟!أَجَابَهُ الْعَمُّ عَبْدُ الْحَفِيظِ: نَعَمْ ,فَقَالَ بَسَّامٌ: أُرِيدُ أَنْ آتِي مَعَكَ , فَرِحَ عَمُّ عَبْدُ الْحَفِيظِ كَثِيراً بِهِ,وَقَالَ لَهُ : تَعَالَ, بَارَكَ اللهُ فِيكَ ,بَعْدَ ذَلِكَ أَخَذَ بَسَّامُ يَصْحَبُ عَمَّهُ فِي كُلِّ صَلاَةٍ وَفِرَحَتْ بِهِ أُمُّهُ وَأُخْتُهُ فَرْحَة ُ فَرَحاً كَبِيراً ,وَاتَّصَّلاَ بِأَبِيهِ فَفَرِحَ بِبَسَّامَ كَثِيراً وَأَخَذَ يَدْعُو لَهُ بِالْبَرَكَةِ وَطُولِ الْعُمْرِ وَالْمُسْتَقْبَلِ الْبَاهِرِ بِإِذْنِ اللهِ وَكَانَ الْوَلَدُ بَسَّامٌ عِنْدَمَا يَذْهَبُ مَعَ عَمِّهِ إِلَى الصَّلاَةِ يَتَعَلَّقُ بِذِرَاعِهِ وَيَشُدُّ فِيهَا بِقُوَّةٍ كًأَنَّهُ يَتَمَرْجَحُ ثُمَّ يَنْزِلُ بِسُرْعَةٍ وَيَجْرِى كَالْغَزَالِ الرَّشِيقِ حَتَّى يَسْبِقَ عَمَّهُ عَبْدَ الْحَفِيظِ إِلَى الْمَنْزِلِ فَيَقُولُ لَهُ –ضاَحِكاً مَرِحاً وَسَعِيداً بِهِ- يَا شَدَّادُ يَا سَبَّاقُ ,فَيَضْحَكُ بَسَّامٌ وَهُوَ فِي قِمَّةِ السَّعَادَةِ َويَقُولُ :(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) سُورَة ُالْمُطَفِّفِّينَ الآيَة ُ36
سِكَّةُ00 التُّرَبِ..قِصَّةٌ00قَصِيرَةٌ
أَتَمَشَّى عَلَى سِكَّةِ التُّرَب، هَذِهِ السِكَّةُ تَبْعَثُ فِي نَفْسِي التَّأَسِّي وَالتَّعَزِّي عَنْ كُلِّ مَا يَعْتَلِجُ فِي النَّفْسِ مِنْ آلاَمٍ وَأَحْزَانٍ، أَحْزَانٍ نَفْسِيَّةٍ وَأَحْزَانٍ أُسَرِيَّةٍ،وَأَحْزَانٍ كُبْرَى بِسَبَبِ مَا يَمَسُّ الْوَطَنَ الْإِسْلاَمِيَّ الْكَبِيرَ مِنْ مَصَائِبَ وَكَوَارِثَ وَهُمُومٍ أَثْقَلَتْ كَاهِلَهُ، وَكَاهِلَ أَبْنَائِهِ، الصَّغِيرِ مِنْهُمْ قَبْلَ الْكَبِيرِ ، وَالْبِنْتِ قَبْلَ الْوَلَدِ، أَتَأَلَّمُ بَلْ لاَ أُبَالِغُ إِذَا قُلْتُ : أُفَكِّرُ فِي الاِنْتِحَارِ بِسَبَبِ مَا أَرَاهُ أَمَامِي عَلَى شَاشَةِ قَنَاةِ الْجَزِيرَةِ مِنْ شُهَدَاءَ ، رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَأَطْفَالٍ ، شَبَابٍ وَشُيُوخٍ، اَلْعَدُوُّ الْإِسْرَائِيلِيُّ- بَلْ قُلْ الْأَمْرِيكِيُّ، لِأَنَّهُمَا وَجْهَانِ لِعُمْلَةٍ وَاحِدَةٍ- لاَ يَرْحَمُ صَغِيراً، وَلاَ كَبِيراً، وَلاَ يَسْتَثْني أَحَداً- رَئِيساً وَلاَ مَرْؤُوساً- مِنَ الْمَوْتِ، يُطَاِلعُنِي مُقَدِّمُ النَّشْرَةِ الْإِخْبَارِيَّةُ، أَنَّ إِسْرَائِيلَ دَمَّرَتْ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِ مَسَاجِدَ فِي غَزَّةَ ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ )). (النور 36-37) يَا لَلْهَوْلِ!! إِسْرَائِيلَ تِلْكَ الدَّوْلَةُ الَّتِي لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ وَلَا فَصْلٌ تَفْعَلُ ذَلِكَ، وَالْعَرَبُ وَالْمُسْلِمُونَ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ اْلعَالَمِ لَا يَتَحَرَّكُ لَهُمْ سَاكِنٌ، وَزِيرَةُ الْخَارِجِيَّةِ الْإِسْرَائِيلِيَّةِ تُطَالِعُنَا عَلَى شَاشَةِ الْجَزِيرَةِ تُوَجِّهُ مَا يُشْبِهُ التَّهْدِيدَ إِلَى اْلعَالَمَيْنِ الْعَرَبِيِّ وَالْإِسْلَامِيِّ ، يَا لَلْفَضِيحَةِ!! إِسْرَائِيلُ!! تِلْكَ الدَّوْلَةُ الَّتِي صَنَعَهَا الِاسْتِعْمَارُ الْغَرْبِيُّ، ( بِرِيطَانْيَا وَمَنْ تَبِعَهَا ) شَوْكَةً فِي ظَهْرِ الْعَرَبِ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ، وَهَلْ هُنَاكَ شَرٌّ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ تُشْنُقَ زُعَمَاءُ الْعَرَبِ عَلَى شَاشَاتِ التِّلْفَازِ، وَتُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ الْعَرَبِ عَلَى شَاشَاتِ التِّلْفَازِ، وَتُغْتَصَبَ نِسَاءُ الْعَرَبِ ، زَوْجَاتُ زُعَمَاءِ الْعَشَائِرِ وَغَيْرِهِمْ، يُقْتَلُ شَبَابُ الْعَرَبِ عَلَى شَاشَاتِ التِّلْفَازِ، أَهَانَ الْعَرَبُ إِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ؟! بِئْسَ الْعَرَبُ مِنْ قَوْمٍ، لَا يَذُبُّونَ عَنْ حِمَاهُمْ وَلَا يُدَافِعُونَ عَنْ حُرُمَاتِهِمْ وَشَرَفِهِمْ وَعِرْضِهِمْ، وَلَا يَهُبُّونَ لِنَجْدَةِ، بَعْضِهِمُ اَلْبَعْضِ، وَلَا يُغِيثُونَ الْمَلْهُوفَ وَالْمَنْكُوبَ، يَتَحاوَرُونَ وَيَتَنَاقَشُونَ فِي جَدْوَى الدِّيمِقْرَاطِيَّةِ اَّلتِي صَدَّرَتْهَا لَهُمْ أَمْرِيكَا، وَكَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:لَقَدْ أَسْمَعْتَ لَوْ نَادَيْتَ حَيًّا, وَلَكِنْ لَا حَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي.
سُمَيَّةْ..قِصَّةٌ00قَصِيرَةٌ
اِسْتَيْقَظَتْ (سُمَيَّةُ) ذَاتَ يَوْمٍ وَهِيَ تُرَدِّدُ هَذَا الدُّعَاءَ الْجَمِيلَ "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" سَأَلَتْهَا أُمُّهَا:مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْكَلاَمِ الْجَمِيلِ يَا (سُمَيَّةُ) ؟! قَالَتْ (سُمَيَّةُ): إِنَّهُ كَلاَمُ مَنْ لاَ يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى, مَنْ أَرْسَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ, خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ قَالَتْ الْأُمُّ: هَلْ تَسْتَطِيعِينَ يَا ابْنَتِي أَنْ تَقُولِي لِي هَذَا الْحَدِيثَ كَامِلاً؟! قَالَتْ (سُمَيَّةُ): بِكُلِّ سُرُورٍ يَا أُمُّي ,"عَنْ حُذَيْفَةَ وَأَبِي ذَرٍّ –رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَالَا :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: (بِسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا ) وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)"رَوَاهُ الْبُخَارِي (رِيَاضُ الصَّالِحِينَ) قَالَتْ الْأُمُّ: وَهَلِ النَّائِمُونَ مَيِّتُونَ يَا (سُمَيَّةُ) ؟! يُحْيِيهِمُ اللَّهُ بَعْدَ الْيَقَظَةِ ؟! قَالَتْ (سُمَيَّةُ): بِالطَّبْعِ يَا أُمُّي, قَالَتْ الْأُمُّ: وَمَا الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ يَا ابْنَتِي؟! قَالَتْ (سُمَيَّةُ): قَوْلُهُ تَعَالَى: " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍٍٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"43اَلزُّمُرِ, قَالَتْ الْأُمُّ: وَمَا مَعْنَى كَلِمَةِ (النُّشُورِ) قَالَتْ (سُمَيَّةُ): الْبَعْثُ وَالْإِحْيَاءُ يَا أُمُّي , قَالَتْ الْأُمُّ: وَهَلْ تَعَلَّمْتِ هَذَا الْحَدِيثَ يَا (سُمَيَّةُ) مِنْ مُعَلِّمَتِكِ فِي الصَّفِّ الْخَامِسِ الاِبْتِدَائِيِّ ؟ًِ! قَالَتْ (سُمَيَّةُ): لاَ يَا أُمُّي, لَقَدْ قَرَأْتُهُ فِي مَكْتَبَةِ الْمَدْرَسَةِ وَحَفِظْتُهُ, وَقَامَتْ مُدِيرَةُ الْمَكْتَبَةِ وَشَرَحَتْهُ لِي شَرْحاً وَافِياً وَلَذِيذاً لِمَا رَأَتْ مِنْ شَغَفِي وَحُبِّي وَتَعَطُّشِي لِأَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَتْ الْأُمُّ: بَارَكَ اللَّهُ فِي مَدْرَسَتِكِ وَفِي جَمِيعِ مُعَلِّمَاتِكِ يَا (سُمَيَّةُ) , قَالَتْ (سُمَيَّةُ): نَعَمْ يَا أُمُّي : وَكَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ الْمُُعَلِّمَ وَالطَّبِيبَ كِلَيْهِمَا, لا َيَنْفَعَانِ إِذَا هُمَا لَمْ يُكْرَمَا , قَالَتْ الْأُمُّ: وَكَيفَ تُكْرِمِينَ الْمُُعَلِّمَةَ يَا صَغِيرَتِي ؟! قَالَتْ (سُمَيَّةُ): بِاحْتِرَامِهَا وَإِجْلاَلِهَا وَتَعْظِيمِهَا وَحُبِّهَا وَالشَّغَفِ بِعِلْمِهَا وَالْإِنْصَاتِ لِكَلاَمِهَا , قَالَتْ الْأُمُّ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ يَا حَبِيبَتِي وَزَادَكِ أَدَباً وَعِلْماً وَأَخْلاَقاً , قَالَتْ (سُمَيَّةُ): شُكْراً يَا (سِتَّ الْكُلِّ) هَلْ تَسْمَحِينَ لِي أَنْ أَنْصَرِفَ لِلْوُضُوءِ اسْتِعْدَاداً لِصَلاةِ الْفَجْرِ؟! قَالَتْ الْأُمُّ: بِالتَّأْكِيدِ يَا ابْنَتِي سَتُصَلِّينَ الْفَجْرَ جَمَاعَةً ,فَمَا أَحْلَى الطَّاعَةَ ! وَمَا أَجْمَلَ ذِكْرَ اللَّهِ فِي هَذْهِ السَّاعَةِ وَكُلِّ سَّاعَةٍ.
شَجَرَةُ..الْمُرِّ..قِصَّةٌ00قَصِيرَةٌ
كَانَتْ أُمُّنَا00اَلْغُولَةُ تَزْرَعُ شَجَرَةً أَمَامَ بَابِ دارِهَا ,تَأْمَلُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الشَّجَرَةُ مُثْمِرَةً فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ ,وَكَانَتْ تَسْقِيهَا كُلَّ يَوْمٍ ,وَأَخَذَتْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ تَكْبُرُ وَفُرُوعُهَا تَنْمُو , كَانَتْ أُمُّنَا00اَلْغُولَةُ وَهِيَ تَسْقِي الشَّجَرَةَ ,تُغْرِقُ مَنَازِلَ جِيرَانِهَا بِالْمَاءِ عَمْداً وَمَعَ سَبْقِ الْإِصْرَارِ وَالتَّرَصُّدِ ,فَيَحْزَن أَطْفَالُ الْجِيرَانِ وَيَبْكُونَ بُكَاءً مُرًّا يَغْمُرُ صَفَحَاتِ خُدُودِهِمُ الْبَرِيئَةَ ,وَيَفِيضُ حَتَّى يَنْزِلَ عَلَى جِذْرِ الشَّجَرَةِ الْحَزِينَةِ مِثْلَ الْأَطْفَالِ وَالشَّجَرَةُ تَبْكِي بِمَرَارَةٍ وَتَقُولُ : لِمَ تَسْقِينَنِي الْمُرَّ يَا أُمَّنَا اَلْغُولَةَ؟! هَلْ تَدْرِينَ كَيْفَ يَكُونُ عِقَابُ رَبِّكِ ؟! وَكَيْفَ يَكُونُ أَخْذُهُ؟! وَلَكِنَّ اَلْغُولَةَ كَانَتْ كَالْمَسْطُولَةِ ,غَافِلَةً عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ,فَلَمْ تُنْصِتْ لِقَوْلِ الشَّجَرَةِ , وَلَمْ تَتَفَكَّرْ فِيهِ , وَكَانَتْ كَالْمُغَيَّبَةِ عَنِ الدُّنْيَا ,حَدَثَ يَوْمَاً أَنْ تَذَكَّرَتْ أُمُّنَا اَلْغُولَةُ زَوْجَهَا الْغُولَ الْأَعْوَرَ الَّذِي مَاتَ عَاصِياً لِلَّهِ ,وَكَانَ أَنِ انْفَجَرَتْ مَوَاسِيرُ الْمِيَاهِ حَتَّى أَغْرَقَتِ الْجَمِيعَ وَأَخَذَ النَّاسُ يَجْمَعُونَ الْمَالَ لِإِصْلاَحِ الْمَوَاسِيرِ ,حَتَّى تَعُودَ الْمِيَاهُ إِلَى مَجَارِيهَا ,وَكَانَ مِنَ الْمُفْتَرَضِ أَنْ تَدْفَعَ أُمُّنَا اَلْغُولَةُ مِائَتَيْ جُنَيْهٍ , وَلَكِنَّهَا عَارَضَتْ وَجَادَلَتْ وَلَجَّتْ فِي خِصَامٍ , وَبَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ الْجِدَالِ أَخْرَجَتْ أُمُّنَا اَلْغُولَةُ مِنْ جَيْبِهَا جُنَيْهَيْنِ فَقَطْ ,وَقَالَتْ: رَحْمَةٌ وَنُورٌ عَلَى رُوحِ زَوْجِي الْغُولِ الْأَعْوَرِ ,حَزِنَ النَّاسُ مِنْ جَامِعِي الْأَمْوَالِ لِلْإِصْلاَحِ وَتَأَلَّمُوا مِنْ كَلاَمِ أُمِّنَا اَلْغُولَةِ ,وَبَكَوْا بِحُرْقَةٍ وَمَرَارَةٍ ,حَتَّى فَاضَتْ دُمُوعُهُمْ كَالنَّهْرِ , وَفِي إِحْدَى الصَّبَاحَاتِ كَانَتْ مُفَاجَأَةٌ سَعِيدَةٌ لِأُمِّنَا اَلْغُولَةِ ,إِذْ وَجَدَتْ شَّجَرَتَهَا قَدْ أَثْمَرَتْ ثِمَاراً جَمِيلَةً فَاسْتَبْشَرَتْ أُمُّنَا اَلْغُولَةُ ,وَأَخَذَتْ تَقْطِفُ الثِّمَارَ مِنَ الشَّجَرَةِ , وَتُعْطِي الْأَطْفَالَ مِنْهَا وَهِيَ فَرِحَةٌ وَتَقُولٌ: خُذُوا يَا أَحْبَابِي الْأَطْفَالَ, رَحْمَةٌ وَنُورٌ عَلَى رُوحِ زَوْجِي الْغُولِ الْأَعْوَرِ ,وَلَكِنْ كَانَتِ الْمُفَاجَأَةُ الْأَخْطَرُ مِنْ نَوْعِهَا ,إِذْ أَخَذَتْ جُمُوعُ الْأَطْفَالِ تَرُدُّ إِلَيْهَا ثِمَارَهَا هَاتِفِينَ :خُذِي ثِمَارَكِ الْمُرَّةَ وَخَزِّنِيهَا فِي الْجَرَّةِ , فَلَنْ تَنْطَلِيَ عَلَيْنَا أَفْعَالُكِ الْخَبِيثَةُ هَذِهِ الْمَرَّةَ, وَأَخَذَتْ أُمُّنَا اَلْغُولَةُ تَبْكِي بِحُرْقَةٍ وَمَرَارَةٍ أَنْ كَانَتْ شَّجَرَتُهَا شَجَرَةَ الْمُرِّ ,وَتَصَادَفَ مُرُورُ بَعْضِ النِّسْوَةِ ,فَوَجَدْنَ أُمَّنَا اَلْغُولَةَ عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ الْمُرَّةِ مِنَ الْبُكَاءِ وَالنُّوَاحِ وَالْعَوِيلِ ,فَقُلْنَ لَهَا : يَا أُمَّنَا اَلْغُولَةَ: مَنْ يَزْرَعِ الْمُرَّ ,لاَيجْنِ سِوَى الْحَنْظَلِ.
شُرْفَةْ..قِصَّةٌ00قَصِيرةٌ
كَانْ يَا مَا كَانَ فِي سَالِفِ الْعَصْرِ وَالأَوَانِ طِفْلٌ يَتِيمٌ تُنَاكِفُهُ الظُّرُوفُ وَتُعَانِدُهُ الأَيَّامُ وَيُحْزِنُهُ كُلُّ شَيْء ٍ فِي الْوُجُودِ فَهُوَ يَسْمَعُ وَيَرَى ظُلْمَ النَّاسِ لِلنَّاسِ بَلْ ظُلْمَ الدُّوَل ِالْقَوِيَّةِ لِلدُّوَل ِالضَعِيفَةِ, وَكَانَ هَذَا الطِّفْلُ الْيَتِيمُ اسْمُهُ (وَصُوفُ) ,وَكَانَ لَهُ عَمٌ جَشِعٌ وَطَمَّاعٌ اِسْتَوْلَى عَلَى أَرْضِهِ وَمَالِهِ وَأَخَذَ يُنَازِعُهُ عَلَى كُلِّ شِبْرٍ فِي الدَّارِ حَتَّى أَجْبَرَهُ عَلَى الْخُرُوجِ مِنَ الدَّارِ حَزِيناً بَاكِياً ,دُمُوعُهُ عَلَى خَدِّهِ وَمَشَى (وَصُوفُ) حَتَّى أَنْهَكَهُ التَّعَبُ وَجَلَسَ يَقُولُ:"يَا رَبِّ سَلَبَنِي عَمِّي حَقِّي وَأَخَذَ أَمْوَالَ أَبِي,بِحَقِّكَ يَا ذا الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ وَالْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ إِلاَّ تَنْصُرَنِّي عَلَى عَمِّي وتُرْجِعَ لِي أَمْوَالِي الَّتِي سَلَبَهَا مِنْ رُوحِي وَدَمِي "وَبَيْنَمَا هُوَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ,يَدْعُو صَاحِبَ الْمُلْكِ وَالْقُدْرَةِ,إذَا بِرَجُلٍ يُلْقِي عَلَيْهِ السَّلاَمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ (وَصُوفُ) التَّحِيَّةَ بِإِجْلاَلٍ وَاحْتِرَامٍ وَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ :"شَدَّتْنِي جِلْسَتُكَ وَحِيداً وَكُنْتُ أَمْشِي حَزِيناً شَرِيداً وَكَأَنَّ الأَحْزَانَ تَتَلاَقَى وَتَجْمَعُ أَصْحَابَهَا عَلَى دَرْبٍ وَاحِدٍ وَمَصِيرٍ مُشْتَرَكٍ" فَقَالَ لَهُ (وَصُوفُ):"أَمَّا أَنَا, وَحْدِي أَنا, يَتِيمٌ سُلِبَتْ أَمْوَالُهُ,وَأُخِذَتْ أَطْيَانُهُ وَأُجْبِرَ عَلَى تَرْكِ بَيْتِهِ,فَمَا قِصَّتُكَ أنْتَ يَا عَمِّي؟!" فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ:" أَنَا مِثْلُكَ فِي حُزْنِكَ يَا وَلَدِي,وَاسْمَحْ لِي أَنْ أُنَادِيَكَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ الْحَبِيبَةِ إِلَى نَفْسِي, فَأَنَا يَا بُنَيَّ مَحْرُومٌ مِنَ الْخِلْفَةِ وَ مِنَ الأَوْلادِ قَالَ وَصُوفُ:"اِسْتَغْفِرِ اللهَ يَا أَبِي فَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَهَبُ الذُّكُورَ لِمَنْ يَشَاءُ وَ يَهَبُ الإِنَاثَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً " فَقَالَ الرَّجُلُ:" مَا اسْمُكَ يَا بُنَيَّ" قَالَ (وَصُوفُ):" اِسْمِي وَصُوفُ ,وَلَيْسَ لِي فِي الدُّنْيَا أَبٌ عَطُوفٌ " قَالَ الرَّجُلُ:" يَا بُنَيَّ لَقَدْ رَزَقَنِي اللهُ الأَمْوَالَ الطَّائِلَةَ وَعِنْدِي مِنَ الْعِزَبِ مَا عِنْدِي وَ مِنَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ مَا يَمْلأُ وَادِياً وَعِنْدِي مِنَ الْقُصُورِ وَالْخَدَمِ وَالْحَشَمِ وَالسَّيَّارَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْخَيْرَاتِ, وَلَيْسَ لِي مَنْ يَرِثُنِي فَإِنْ قَبِلْتَ أَنْ تَكُونَ ابْنِي فَذَلِكَ فَضْلٌ مِنَ اللهِ أَحْمَدُهُ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ يَتَوَلاَّنِي بِرَحْمَتِهِ" قَالَ (وَصُوفُ):"لاَ تحْزَنْ يَا أَبِي فَقَدْ بَعَثَكَ اللَّهُ لِي لِتُنْقِذَنِي مِنَ الْحِرْمَانِ وَ ظُلْمِ الإِنْسَانِ لأَخِيهِ الإِنْسَانِ وعَاش (وَصُوفُ) فِي الْخَيْرِ مُرَفَّهاً مُنَعَّماً كَالأُمَرَاءِ وَالْمُلُوكِ,أَمَّا عَمُّهُ فَقَدِ انْقَلَبَتْ عَلَيْهِ زَوْجَتُهُ وازْدَادَ غَمُّهُ وَتَعَكَّرَ مِزَاجُهُ وَتَفَرَّقَ أَوْلاَدُهُ وَضَاعَ مِنْهُ الْعِيَالُ وَالْمَالُ,وَأَخَذَ يَبْكِي عَلَى سُوءِ حَالِهِ حَتَّى أَحْوَجَهُ الزَّمَانُ وعَاش فِي الْحِرْمَانِ,وَصَارَ فَقِيراً مُعْدَماً يَسْأَلُ النَّاسَ فَيَنْكَوِي بِذُلِّ السُّؤَالِ ,وَذَاتَ يَوْمٍ وَبَيْنَمَا هُوَ فِي ذُلِّ الحَاجَةِ أَعْيَاهُ التَّعَبُ فَجَلَسَ أَمَامَ قَصْرٍ جَمِيلٍ يَسْتَرِيحُ وَبَيْنَمَا هُوَ فِي هَذَا الْحَالِ الْقَبِيحِ ,إِذَا بِشَابٍّ مَلِيحٍ يَنْظُرُ مِنَ شُرْفَةِ القَصْرِ,فَنَظَرَ إِلَيْهِ مُتَطَلِّعاً فِإذَا بِهِ ابْنُ أَخِيهِ الَّذِي نَهَبَ أَمْوَالَهُ,وَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَهُ وَلَكِنَّ الْخِزْيَ وَالذلَّ أَصَابَهُ,فَمَشَى مُنْكَسِرَ النَّفْس ,وَعَرَفَ أَنَّهُ مِنَ الْمُهَانِينَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لأَنَّهُ أَكَلَ مَالَ الْيَتِيمِ الَّذِي يَحْرِقُ بَطْنَهُ وَيَسْتَعِرُ فِيهَا وَسَيَكُونُ لَهِيبُ جَهَنَّمَ أَشَدَّ والْمِحْنَةُ سَتَشْتَدُّ, وَعِنْدَمَا يُقَابِلُ اللهَ سَيَقُولُ:أَيْنَكَ يَا (وَصُوفُ) لأَرُدَّ عَلَيْكَ مَالَكَ الَّذِي نَهَبْتُهُ؟! وَلَكِنْ هَيْهَاتَ,فَقَدْ فَاتَ الأَوَانُ وَرَسَبَ فِي الاِمْتِحَانِ.
شَمُّ نَسِيمٍ00خَاصٍّ..قِصَّةٌ00قَصِيرةٌ
كَانَ الْوَلَدُ يُمْسِكُ ذَيْلَ الْقِطِّ ,يَمْشِي إِلَى جِوَارِ حَاجِزِ الْبَرْسِيمِ, يَضْحَكُ وَأَسْنَانُهُ الْمَكْسُورَةُ تَظْهَرُ ,أَقْبَلَ الْوَلَدُ عَلَيَّ وَقَالَ:لاَ تَكْتُبْ (أَسْنَانَهُ الْمَكْسُورَةَ) وَأَقْبَلَتْ أُمُّهُ عَلَيَّ وَقَالَتْ:لاَ تَكْتُبْ (أَسْنَانَهُ الْمَكْسُورَةَ) اِنْطَلَقَ الْأَوْلَادُ يَلْعَبُونَ فِي الْبَرْسِيمِ ,(مُحَمَّدْ عَرَفَةْ) ,( مُحَمَّدْ مُحْسِنْ) ,( مَحْمُودْ عِمَادْ) الْأَوْلَادُ يَلْعَبُونَ فِي مَرَحٍ ,يَغْلِبُونَ بَعْضَهُمُ الْبَعْضَ فِي الْمُصَارَعَةِ , اِنْطَلَقَتِ الْبِنْتَانِ آيَةُ وَرِيمْ ,كُلٌّ مِنْهُمَا عَلَى حَاجِزِ مِنْ حَوَاجِزِ الْبَرْسِيمِ, مُوَازٍ لِلْآخَرِ,قَالَ أَبُو آيَةَ :-مُشِيراً إِلَى الْبِنْتَيْنِ –(اَلْحَاجَّةُ سَنَاءُ) وَ(اَلْحَاجَّةُ رُقَيَّةُ)-فَرَشُوا(الْإِيَاسَ) الْحَصِيرَ عَلَى الْبَرْسِيمِ ,وَأَخَذُوا يَأْكُلُونَ الْفِسِيخَ وَالرِّنْجَةَ وَالْأُنْشُوأَةَ ,وَالْبَصَلَ وَالْخِيَارَ وَالْخَسَّ وَالطَّمَاطِمَ وَ(الْقَبُّورِي) وَالْعَيْشَ الْقَمْحَ ,مَجْمُوعَةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الْعَائِلَةِ 000 عِمَادْ, مُحَمَّدْ عِمَادْ ,(مَحْمُودْ عِمَادْ), صَبَاحْ مَجْدِي, صَبَاحْ مُحْسِنْ , اِنْطَلَقَ الْوَلَدُ مُحَمَّدْ بِعَجَلَتِهِ وَرَكِبَ أَخُوهُ مَحْمُودُ وَرَاءَهُ ,وَ(مُحَمَّدْ مُحْسِنْ) يَذْهَبُ مَعَهُمْ إِلَى عِزْبَةِ عَمَاشَةَ,نَبَاتُ الْغَلَّةِ ,أَشْجَارُ الصَّفْصَافِ وَالْجَزْوَرِينِ, الْخُضَارُ مِثْلَ الْخَسِّ ,الْبَطَاطِسِ,اَلْجَامُوسَتَانِ وَإِلَى جِوَارِهِمَا الْحِمَارُ عَلَيْهَ عِدَّةُ (الْعَرَبِيَّةِ) يَقِفُونَ عَلَى الْمَعْلَفِ ,الْبَصَلُ , أَشْجَارُ الْجَوَافَةِ ,التُّوتُ ,التُّرْعَةُ مَاؤُهَا جَارٍ مِنْ خِلاَلِ السَّاقِيَةِ الَّتِي تَسْقِي الْأَرْضَ,اَلْمَاءُ يَجْرِي وَيَسْقِي حُقُولَ الْبَرْسِيمِ وَالْفُولِ,الْأَوْلاَدُ فَرِحُونَ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ عِيدِ شَمِّ النَّسِيمِ ,أَوْ يَوْمَ أَحْسَنِ الْأَعْيادِ أَشْجَارُ الْجِمِّيزْ (التُّرُمْبَةُ), اِنْطَلَقَ الْأَوْلَادُ يَأْكُلُونَ الْفُولَ ,إِحْدَى أُمَّهَاتِهِمْ تَقُولُ لَهُمْ:اَلرَّجُلُ صَاحِبُ الْفُولِ سَوْفَ يَضْرِبُكُمْ , أَشْجَارُ النَّخِيلِ ,اَلْأَشْجَارُ الْمُتَجَاوِرَةُ كَالْغَابَاتِ ,اَلسِّرِيسُ ,ذَيْلُ الْقِطِّ ,اَلْجَلَوَانِ , الْوَلَدُ(مُحَمَّدْ مُحْسِنْ) عَاصَ يَدَهُ بِالطِّينِ, وَأُمُّهُ تَقُولُ لَهُ: تَعَالَ اغْسِلْ يَدَكَ وَتُنَادِي أُخْتَهُ صَبَاحَ:تَعَالَيْ يَا صَبَاحَ دَوَّرِي لَهُ (التُّرُمْبَةَ), اَلْأَطْفَالُ وَالنِّسْوَةُ نَزَلْنَ إِلَى حُقُولِ الْبَرْسِيمِ وَ مَجْدِي يُنَادِي عَلَيْهِنَّ:( يَلاَّ يَا بِتِّ انْتِ وْهِيَّه, يَلاَّ يَا بِتْ, إِنْتِ يَا أَبْلَه إِنْتِ يَا بِهْ) وَهُوَ يَقُولُ:_فِي نَفْسِهِ- (عَالَمْ فَاضْيَة كِدَه) اَلْكُلُّ فَرِحُونَ وَسُعَدَاءُ ,تُنَادِي الْمَرْأَةُ عَلَى الْوَلَدِ (مُحَمَّدْ عَرَفَةْ ) وَتَقُولُ:حَرَامِي الْفُولِ أَشْجَارُ الْمَوْزِ ,مَاكِينَاتُ الْمِيَاهِ بِبَرَامِيلِهَا عَلَى(الْجَنَّبِيَّةِ) ,تَبْكِي الْبِنْتُ صَبَاحُ وَأَخُوهَا ( مُحَمَّدْ مُحْسِنْ) أَثْنَاءَ ذِهَابِهِمَا لِلْعِزْبَةِ ,لِأَنَّهُمَا قَدْ عَطَّلاَ دَرْسَ الْإِنْجِلِيزِيِّ ,قَالَ لَهَا أَبُوهَا:لاَ تَقْلَقِي ,سَأَسْتَأْذِنُ لَكِ مِنَ الْأُسْتَاذِ/مُسْعَدَ اَلنِّسْوَةُ يَضْحَكْنَ فِي سَعَادَةٍ ,فُرْصَةٌ عَظِيمَةٌ لِلسَّعَادَةِ فِي دُنْيَا مَلِيئَةٍ بِالْأَحْزَانِ , عِمَادْ يُرَكِّبُ ابْنَتَهُ آيَةَ عَلَى الْعَجَلَةِ ,
أَشْجَارُ الْوَرْدِ فِي الطَّرِيقِ إِلَى الْعِزْبَةِ , الْأَوْلَادُ يَرْكَبُونَ عَرَبَةَ الْحِمَارِ ذَاتَ الْعَجَلِ الْكَاوِتْشِ ,يَنْظُرُ عِمَادْ وَ مَجْدِي إِلَى بَاقِي الْجَمْعِ الْمُتَأَخِّرِ ,وَعِنْدَمَا يَطْمَئِنَّانِ يُوَاصِلاَنِ السَّيْرَ ,ثَلاَثُ بَنَاتٍ وَطِفْلاَنِ يَلْعَبُونَ وَيُصْدِرُونَ ضَجِيجاً ,وَكَأَنَّهُ يَوْمُ عِيدٍ , أَشْجَارُ النَّخِيلِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى الشُّمُوخِ ,الْبَحْرُ الْكَبِيرُ ,النِّيلُ ,طَرِيقٌ فَرْعِيٌّ ,أَصْوَاتُ عَرَبَاتٍ ,عَرَبَةٌ حَمْرَاءُ مَلاَّكِي ,وَأُخْرَى بَيْضَاءُ تُطْلِقُ زُمَّارَتَهَا ,الْفَلاَّحُونَ يَلْبَسُونَ الْمَلاَبِسَ الْخَاصَّةَ بِالْفِلَاحَةِ (اَلْكَلْسُونَ وَالزُّبُونَ) الْحِمَارُ يُنَهِّقُ بِصَوْتٍ عَالٍ, وَكَأَنَّهُ يُعَبِّرُ عَنْ فَرْحَتِهِ , أَحَدُ الْفَلاَّحِينَ وَحْدََهُ يَعْزِقُ الْأَرْضَ بِالْفَأْسِ ,وَيَلْبَسُ الشَّالَ , حِمَارٌ مَرْبُوطٌ فِي الْغَابِ ,اِثْنَتَانِ ثَلَاثٌ تِسْعٌ ,يَطِيرُ وَيَلُفُّ فِي دَائِرَةٍ ,قُلْتُ لِحَنَانَ:مِائَةُ حَمَامَةٍ ,؟,قَالَتْ:حَوَالَيْ خَمْسِينَ, الْغَابُ الْكَثِيفُ عَلَى شَاطِئِ (الْجَنَّبِيَّةِ)وَوَسَطَ أَكْوَامِ السِّبَاخِ ,مُصَلِّيَّةٌ جِوَارَهَا (تًُرُمْبَةٌ),وَحَوْضٌ (تُكْتُكٌ) يَقِفُ فِي الطَّرِيقِ وَالسَّائِقُ دَاخِلَهُ ,يَبْدُو أَنَّهُ كَانَ يَغْسِلُهُ ,كَلْبٌ يَجْرِي عَلَى السِّكَّةِ ,وَمَجْمُوعَةُ النِّسْوَةِ,الصَّبَاحَانِ وَرِحَابُ وَعُلاَ وَسُوزَانُ يَضْحَكْنَ وَيُمْسِكْنَ فِي بَعْضِهِنَّ خَوْفاً مٍِنَ الْكَلْبِ ,وَ الْكَلْبُ خَائِفٌ مِنْهُنَّ , الْوَلَدُ (مُحَمَّدٌْ عِمَادُ) يَصْطَحِبُ اَلنِّسْوَةَ وَيُحَدِّثُهُنَّ عَنِ الْكَلْبِ , الْوَلَدُ (مُحَمَّدٌْ) يَقُولُ:عَمُّ مُحْسِنٌ مَا زَالَ يَكْتُبُ قَصَصَهُ,خَلْفَنَا ثَلاَثُ عَرَبَاتِ حَمِيرٍ ,يَجْرِينَ بِسُرْعَةٍ,عَلَى الْأُولَى رَجُلٌ وَزَوْجَتُهُ وَابْنُهُ , عَلَى الثَّانِيَةِ رَجُلٌ وَزَوْجَتُهُ عَلَى الثَّالِثَةِ رَجُلانِ,مَرُّوا عَلَيْنَا وَاحِدَةً بَعْدَ الْأُخْرَى ,وَهُمْ يُرَدِّدُونَ :اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ,وَنَحْنُ(أَنَا وَحَنَانُ وَصَبَاحُ) نَرُدُّ:وَ عَلَيْكُمْ اَلسَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ,شَيْءٌ جَمِيلٌ وَتَحِيَّةٌ أَجْمَلُ ,تُكْتُكٌ وَعَرَبَةُ( دَاتْسُونْ)فِي الْجَانِبِ الْآخَرِ مِنَ الْبَحْرِ الْكَبِيرِ , وَعَرَبَاتٌ كَثِيرَةٌ(تُزَمِّرُ) اِقْتَرَبَتِ الْقَرْيَةُ كَثِيراً مِنَ الْمَدِينَةِ فِي ضَجِيجِهَا,سَاقِيَةٌ شِبْهُ مَهْجُورَةٍ ,عِجْلَةٌ (تُنَعِّرُ) بِجِوَارِهَا بَقَرَةٌ صَغِيرَةٌ تَأْكُلُ الْبَرْسِيمَ ,دَخَلْنَا الْعِزْبَةَ ,فَرِيقُ كُرَةِ قَدَمٍ يَلْعَبُونَ الْكُرَةَ,أَكْوَامٌ مِنَ الزَّلَطِ وَالرَّمْلِ,الْمَقَابِرُ,الْعِشَشُ ,قَارِبٌ يَسْبَحُ فِي النِّيلِ اِخْتَلَفَ الْأَوْلَادُ وَالنِّسْوَةُ مَعَ بَعْضِهِمُ الْبَعْضِ فِي اسْمِ الْعِزْبَةِ,اَلْبَعْضُ يَقُولُ:حِبِيشْ,وَ اَلْبَعْضُ يَقُولُ:فِنِيشْ, وَ اَلْبَعْضُ يَقُولُ:أَرْضُ الْعَذَابِ وَالضَّنَى ,وَصَلْنَا إِلَى بَيْتِ الْحَاجِّ/فَتْحَ اللَّهْ وَزَوْجَتِهِ أُمِّ الْخَيْرِ ,اَلْأَوْلاَدُ (شَرْقَانُونَ) إِلَى الْمَاءِ ,وَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَشْرَبُوا مُنْذُ سَنَوَاتٍ ,وَ عِمَادُ يَقُولُ لَهُمْ:(أَيْوَه كُلُوا فِسِيخْ وِأَرْبَعُوا) , اَلْأَوْلاَدُ يَشْرَبُونَ بِالدَّوْرِ ,شَرِبْنَا الشَّايَ وَسَلَّمْنَا ,وَعُدْنَا مَعَ النَّسِيمِ الْعَلِيلِ قُبَيْلَ الْمَغْرِبِ , وَ الْبَحْرِ الْكَبِيرُ صَفْحَةُ مَائِهِ ,ثُلُثَاهَا نَهَارٌ مُضِيءٌ ,وَ ثُلُثُهَا الْبَاقِي مُظْلِمٌ كَاللَّيْلِ فِي مَنْظَرٍ رَائِعٍ ,وَأَضْوَاءُ مَصَابِيحِ أَعْمِدَةِ الشَّوَارِعِ تُطِلُّ مِنْ عِزْبَةِ نَظِيفَ فِي مَنْظَرٍ لاَ أَجْمَلَ وَ لاَ أَرْوَعَ000,عَادَ مُعْظَمُنَا مَشْياً عَلَى الْأَقْدَامِ ,وَالْقِلَّةُ الْقَلِيلَةُ رَكِبَتْ (تُكْتُكاً) ,وَاتَّفَقَ الْجَمِيعُ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَوْماً مِنْ أَجْمَلِ أَيَّامِ الْعُمْرِ وَشَمُّ نَسِيمٍ خَاصٍّ.
***
***
شَاعِرُ..الْعَالَمْ الذي بنوره اكتنف الألباب الشاعر والروائي/محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شَاعِرٌ .. تبارك من سماه شاعر العالم لأنه يحس بالعالم شاعر عانق حرفه الرضا..سكن الفؤاد الشدا,,فاح العبير,,فرقص الفؤاد طربا ,,يرسل جزيل الشكر ,,لمبدع فنان , شاعر شهدت له الضاد ,,وعالم القصيد نشوان شاعر عظيم جدير بكل تقدير..تُنْتَظَرُ رواااااائعه, شَاعِرُ..الْحُبِّ وَالْغَرَامْ , شَاعِرُ..الْعِشْقِ الْأَبَدِي, شَاعِرُ..الْأُمَّةْ , شَاعِرُ الْأَمْجَادْ , الشَاعِرُ.. الْإِنْسَانْ, الشَاعِرُ..الْفَنَّانْ, الشَاعِرُ..الْكَبِيرْ, الشَاعِرُ الشَّامِخُ الْمُمَجَّدْ, شَاعِرُ..الثَّقَلَيْنْ, شَاعِرُ الْإِسْلاَمْ, شَاعِرُ..الْأَطْفَالْ, شَاعِرُ النَّهْضَةْ, شَاعِرُ..الْأَطْفَالْ , شاعر اليراع الصارخ الحارق بالوجع الصادق شاعر.. الحرف البلسم الشافي للمريض شَاعِرُ.. الإحساس الصافي للشاعر والحبيب شَاعِرُ ..المعاني المرشدة للجاهل الضرير, شَاعِرُ..الحرف الجميل الذي يروق, شَاعِرُ ..القلم الذي يستحق الثناء, شَاعِرُ ..القلم الذي يستحق التَّصْفِيقَ,شَاعِرُ.. القلب الكبير الذي شسع الكل وأكرم الجميع , شَاعِرُ ..الْقَلْبَ الطَّيِّبْ ,, شَاعِرُ .. الْغُصْنِ الْمُورِقِ بِالطِّيبِ ,,فَاحَ عَبِيراً,,شَاعِرُ ..النَسِيمُ الطَاغِي كَمَا النَّعِيمِ ,, شَاعِرٌ ..رَائِعُ الْحَرْفِ.. طَيِّبٌُ الْقَلْبِ,, وَدُودٌ وَلَطِيفٌ, شَاعِرُ الحرف الرائع ,,بكل المواضيع مطواعا..رهن الأنامل ينساب رقراقا, شَاعِرُ الحرف الذي تفجر ينابيع الدرر والجواهر تملأ رحابنا بجمال السحر شَاعِرُ لنبضه نبل الأخلاق والسعي للرقي بالقيم الفاضلة والنبيلة شَاعِرُ الأنامل الماسية , شَاعِرُ الحروف العميقة جدا وبشدة, شَاعِرُ لقلبه روح راقية تسمو به لحد السماء تعانق الصفاء والمجد, شَاعِرٌ .. الْحَرْفِ العالمي يغوص في المجتمع, الشَاعِرُ.. النبيل الشهم صاحب الكلمة الرفيعة الراقية والهادفة, شَاعِرٌ .. الْقلم القوي المميز .. شاعر القيم للسداد يمضي وللهدى يبشر ويروي صفحات خالدة أبدا الزمان لها ..لن يطوي, شاعر لحرفه الشموخ والتقدير , يستحق كل خير ..مبدع وعالم باللغة وقواعدها مما جعله مرجعا يعتمد عليه ويعتز به, , شاعر له كل الاحترامات والتقديرات والتحيات والتمنيات بالتوفيق المستمر من ألق لألق , شاعر كلامه موزون إيحاءات ومعاني تحمل أرقى المغازي, شاعر له أغلى التحيات والتقدير والسلام والمودة ,الشاعر الراقي الذي نثر الدرر والجوهر زينت الرحاب كما زينت الجنة القلوب.
دنيا الوطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.