دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أمس، في أحياء حمص القديمة، تمهيداً لتطبيق اتفاق يقضي بخروج مقاتلي المعارضة السورية من هذه الأحياء المحاصرة منذ نحو عامين من القوات النظامية. في وقت قتل 18 شخصاً، بينهم 11 طفلاً في تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين في بلدتي جبرين والحميري في ريف حماة، بينما واصل الطيران السوري قصف مناطق المعارضة في حلب (شمال). وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس»، أمس، إنه بدأ، ظهر أمس، تنفيذ وفق لإطلاق النار في الأحياء المحاصرة من حمص، التي تتعرض لحملة عسكرية منذ نحو أسبوعين، تمهيداً لتنفيذ اتفاق بين طرفي النزاع. وأوضح أن الاتفاق «يقضي بوقف إطلاق النار، والسماح بخروج المقاتلين من الأحياء المحاصرة منذ اكثر من عامين، على ان يتوجهوا نحو الريف الشمالي لمحافظة حمص، ودخول القوات النظامية إلى هذه الأحياء». وأكد أن «انسحاب المقاتلين من الأحياء لم يبدأ بعد»، وان الاتفاق «يفترض ان ينفذ خلال الساعات ال24 المقبلة». من جهته، قال ناشط في المدينة يقدم نفسه باسم «ثائر الخالدية»، ل«فرانس برس» عبر الإنترنت، إن الاتفاق عبارة عن هدنة ستستمر 48 ساعة بدءاً من أمس، «يتبعها خروج آمن للثوار باتجاه الريف الشمالي». وأكد أيضاً أن «الانسحاب لم يبدأ بعد». وأضاف الناشط أن الاتفاق «لا يشمل حي الوعر» المحاصر أيضاً، والواقع خارج حمص القديمة. وفي حال تنفيذ الاتفاق، سيكون حي الوعر المنطقة الوحيدة المتبقية في المدينة تحت سيطرة المعارضة، ويقطنه، بحسب ناشطين، عشرات الآلاف من الأشخاص، أغلبيتهم من الذين نزحوا من احياء اخرى في المدينة بسبب اعمال العنف. وبدأت القوات النظامية منذ منتصف أبريل الماضي حملة عسكرية للسيطرة على الأحياء المحاصرة في وسط حمص، التي كانت تعتبر «عاصمة الثورة» ضد النظام. وفرض النظام حصاراً خانقاً على هذه الأحياء منذ يونيو 2012. ومطلع العام الجاري، تم إجلاء نحو 1400 مدني من الأحياء المحاصرة، في اطار اتفاق اشرفت عليه الأممالمتحدة. وخرجت في الاسابيع التي تلت أعداد أخرى لم تحدد في عدادها مقاتلون. ولايزال نحو 1200 مقاتل و120 مدنياً و60 ناشطاً يوجدون داخلها، بحسب ناشطين. إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، أمس، «إن 18 مواطناً بينهم 11 طفلاً استشهدوا، وجرح اكثر من 50 آخرين، جراء تفجيرين ارهابيين في بلدتي جبرين والحميري في ريف حماة». وأوضحت أن «إرهابياً فجر سيارة مفخخة وسط بلدة جبرين في ريف حماة الجنوبي الغربي، ما ادى إلى استشهاد 17 مواطناً، بينهم 11 طفلاً، وجرح أكثر من 50 آخرين»، اضافة إلى أضرار في المباني. وأضافت أن «إرهابياً آخر فجر سيارة مفخخة أيضاً وسط بلدة الحميري في ريف حماة الغربي، ما أسفر عن استشهاد مواطن وجرح آخرين». من جهته، أوضح المرصد السوري، أن البلدتين تقطنهما أغلبية علوية. ويأتي التفجيران بعد ثلاثة أيام من تفجيرين بسيارتين مفخختين استهدفا حياً علوياً في مدينة حمص، ما ادى إلى مقتل 100 شخص على الأقل. ويأتي تصاعد التفجيرات في مناطق النظام، قبل نحو شهر من موعد الانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان تبقي الرئيس بشار الأسد في موقعه، ومن المقرر اجراؤها في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. وأفاد المرصد بمقتل 15 شخصاً على الاقل في حصيلة أولية، مشيراً إلى أن التفجير في الحميري وقع على مقربة من مركز للشرطة. وكانت «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، تبنت الاربعاء الماضي، الهجوم المزدوج بسيارتين مفخختين، الذي استهدف الثلاثاء حي العباسية ذا الأغلبية العلوية في مدينة حمص، والواقع تحت سيطرة نظام الأسد. وفي شمال البلاد، افاد المرصد ومصدر أمني سوري، أمس، بأن القوات النظامية سيطرت على المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، وباتت على بعد نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر من سجن حلب المركزي المحاصر منذ اشهر من مقاتلين معارضين. وواصل الطيران السوري، أمس، قصف مناطق المعارضة في حلب، الذي ادى إلى مقتل نحو 50 شخصاً خلال اليومين الماضيين. سياسياً، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، انقطاع تواصله مع الأسد، بسبب عدم إيفاء النظام السوري بوعوده. وقال في مقابلة مع قناة «العربية»، نُشرت على موقعها الإلكتروني، أمس، إنه «منذ فترة وأنا لا أتحدث معه، لقد كنت أتحدث معه باستمرار في بدايات الأزمة، ولكن مع مرور أشهر على التواصل المباشر، وعدم التزامه بالوعود، قررت أن ذلك غير مجد وليس له داعٍ، ومنذ ذلك الوقت وأنا أستخدم مبعوثي الخاص للتواصل». وحذّر كي مون من التداعيات التي قد يسبّبها ثبوت استخدام النظام السوري للغازات السامة، قائلاً إنّ ذلك «يتنافى مع التزام الحكومة السورية بتدمير الكيماوي». وأعرب عن شعوره البالغ بالقلق من تقرير لجنة تقصّي الحقائق بشأن حقوق الإنسان في سورية، ولفت إلى أنه ممتن لحكومة دولة الإمارات على مساهمتها في دعم الأوضاع الإنسانية في سورية. الامارات اليوم