شهدت مدينة أوديسا الساحلية جنوبأوكرانيا خلال الساعات ال48 الماضية حرب شوارع أودت بحياة العشرات سقط معظمهم بحريق في مبنى تجمع فيه موالون لروسيا، بينما سقط آخرون بالرصاص باشتباكات مع جماعات موالية لكييف في أحداث اتهمت السلطات الأوكرانية الكرملين بتدبيرها فيما وصفت موسكو ما حصل بعملية عقاب من السلطات التي أعلنت الحداد يومين، بالتزامن مع إطلاق الانفصاليين سراح سبعة مراقبين عسكريين أوروبيين، في وقتٍ مضت كييف في عملية عسكرية تستهدف انتزاع السيطرة على منطقة كراماتورسك قرب سلافيانسك من الانفصاليين. وفي تفاصيل اليوم العصيب في أوديسا، انتهت الاشتباكات بين الجيش الأوكراني والانفصاليين المسلحين الموالين لموسكو التي استمرت أكثر من 48 ساعة باشتعال النيران في مبنى نقابة العمال ما شكّل أسوأ تطور في أوكرانيا منذ أن أدت انتفاضة في فبراير إلى هروب الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش من البلاد. وقتل ما لا يقل عن 46 شخصاً بعدما حوصر موالون لموسكو في المبنى من قبل متظاهرين أوكرانيين لاحقوهم إثر قتل المسلحين الموالين لروسيا ثلاثة من الأوكرانيين في كمين في بداية اليوم الدموي. وأشعل الأوكرانيون النار في المبنى انتقاماً، في تصعيد للاشتباكات التي سبقها استفزازات بين الأوكرانيين الذين حملوا أعلام نادي تشورنوموريتس وأوكرانيين من العرقية الروسية الذين حملوا أعلام نادي ميتاليست خاركوف. وذكر مسؤولون أن معظم القتلى إما لقوا حتفهم من استنشاق الدخان أو قتلوا إثر القفز من نوافذ المبنى، فيما أكدت وزارة الداخلية أنها ستفعل «كل شيء لمنع مثل هذه المآسي في المستقبل». وقال الصحافي في موقع إلكتروني محلي أوليغ كونستاتينوف إن «الرصاص كان يتطاير قبل الحريق» وأضاف: «أصبت في ذراعي ثم بدأت في الزحف ثم أصبت في الظهر والساق». وقتل ثلاثة بالرصاص وأصيب 15 باشتباكات بين مؤيدين لكييف وموالون لروسيا في المدينة في وقت سابق. ووسعت الاشتباكات أيضا نطاق العنف من معقل الانفصاليين في شرق أوكرانيا إلى منطقة بعيدة عن الحدود مع روسيا مما ينذر بتفشي الاضطرابات على نطاق أكبر. الحداد يومان وفي حين أعلن الرئيس المؤقت ألكسندر تورتشينوف الحداد رسميا لمدة يومين على ضحايا مدينة أوديسا.. وضع أشخاص الزهور بالقرب من الأبواب المحترقة لمبنى نقابة العمال وأضاءوا الشموع ووضعوا أعلام البلدة. واختفت ملامح مخيم محترق لمتظاهرين موالين لروسيا في مكان قريب. حملة اعتقالات وكشفت الشرطة الأوكرانية أن أكثر من 130 شخصا اعتقلوا في مدينة أوديسا بعد الاشتباكات، مشيرة إلى أن المعتقلين قد يواجهون اتهامات من ارتكاب أعمال شغب إلى الشروع في قتل في اشتباكات بالشوارع أسفرت عن إحراق مبنى نقابة العمال في البلدة. عملية عقاب في هذه الأجواء المشحونة بالتوتر، اتهم الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كييف بإطلاق النار على المدنيين من طائرات في «عملية عقابية» دمرت خطة سلام دولية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله للصحافيين إنّ «كييف ورعاتها الغربيون يتسببون في إراقة الدماء ويتحملون المسؤولية المباشرة عنها عن مقتل العشرات من الموالين لنا في منطقة أوديسا. في المقابل، قال جهاز الأمن في أوكرانيا إن جماعات مسلحة من منطقة ترانسدينيستريا الانفصالية في مولدوفا ومجموعات روسية تعمل على تأجيج اضطرابات في مدينة اوديسا الجنوبية. وقالت ناطق من جهاز الأمن في مؤتمر صحافي إنّ «الاضطرابات التي وقعت الجمعة في أوديسا وأدت لوقوع اشتباكات وأسقطت ضحايا ناجمة عن تدخل خارجي». اتهامات وتتهم كييف روسيا بدعم الانتفاضات في جنوبأوكرانيا وشرقها وتقول إن القوات الموالية لروسيا في منطقة ترانسدينيستريا عبر الحدود تساعد موسكو على زعزعة استقرار الوضع. وقالت إن «مسؤولين كبارا سابقين كانوا من المقربين للرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش مولوا مخربين لتأجيج اضطرابات»، فيما نفى كليمنكو وهو وزير الايرادات السابق وحليف مقرب من يانوكوفيتش تلك المزاعم وطالب كييف بتقديم أدلة. وأسقط انفصاليون في بلدة سلافيانسك الشرقية طائرتي هليكوبتر أوكرانيتين الجمعة وقتلوا اثنين من الطاقم وعرقلوا تقدما للقوات الأوكرانية في عربات مصفحة. وقالت الحكومة اليوم إنها مستمرة في العملية بشرق البلاد لليوم الثاني. وقال وزير الداخلية ارسين افاكوف: «لن نتوقف». وأضاف أن القوات الأوكرانية فرضت سيطرتها على برج بث تلفزيوني في كراماتورسك قرب سلافيانسك وأن المرحلة النشطة من العملية استمرت في الفجر. وذكرت الداخلية الأوكرانية أن قوات أوكرانية استعادت السيطرة على مقر أمني في البلدة، فيما عرض التلفزيون المحلي لقطات لحاملات جند مدرعة تجوب البلدة. من جهته، أوضح رئيس مركز مكافحة الإرهاب في أوكرانيا فاسيل كروتوف إن «قتالاً عنيفا يدور في البلدة الواقعة جنوبي سلافيانسك معقل انفصاليين موالين لروسيا». إفراج إلى ذلك، أكدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس الإفراج عن مجموعة من المراقبين العسكريين في مدينة سلافيانسك بشرق أوكرانيا كان انفصاليون موالون لروسيا خطفوهم الأسبوع الماضي وأعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن ارتياحه حيال هذه الخطوة. وقالت ناطقة باسم المنظمة «يمكننا الآن تأكيد الافراج عن المراقبين العسكريين»، وأضافت مشيرة إلى بعثة أكبر تابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تجمع معلومات وتحاول تخفيف التوترات على الأرض في أكرانيا «طاقم بعثة المراقبة الخاصة في انتظار استقبالهم الآن». حرب اتهم رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك روسيا بشن حرب غير معلنة ضد أوكرانيا. وفي رد فعله على المصادمات الدامية في مدينة أوديسا جنوبيأوكرانيا، والتي أودت بحياة ما يزيد على 46 شخصا، قال توسك إن «ما نشهده في أوكرانيا هو فعليا من قبيل الحرب لكنها نوع جديد من الحروب، إنها حرب غير معلنة»، وأوضح توسك أنه: «عندما يبلغ أعداد الضحايا العشرات ويتم استخدام أسلحة نارية وقصف المروحيات، فإن ما يجري هو مواجهة مسلحة لا يجري تنظيمها من قبل متظاهرين بل من قبل دولة وهذه الدولة هي روسيا». البيان الاماراتية