كتب - عبدالمجيد حمدي: أكد الدكتور مصطفى الخليل، استشاري أول ورئيس قسم جراحة الرأس والوجه والرقبة والفكين بحمد الطبية، أن القسم يستقبل ما بين 1000 و1500 مراجع شهريًا لحالات متنوعة ما بين جراحة الفم والرأس والرقبة وعلاج التشوهات الخلقية، غير أن النسبة الكبرى تتمثل في جراحات الفم، أما جراحات الرأس فهي أقل وعادة تتعلق بالجراحات السرطانية أو الأورام الحميدة. وقال ل الراية: القسم يضم 7 استشاريين و7 اختصاصيين و8 مقيّمين، ويغطي عمله منطقتي الخور والوكرة، لكن الفرعين الموجودين هناك لا يجريان العمليات الجراحية الكبيرة التي يتم تحويلها للقسم الرئيسي في الدوحة بمستشفى حمد، والأطباء العاملون بالقسم يعملون في مجالات متنوعة منها جراحات الفم والأسنان وجراحات الحوادث بالنسبة لكسور الوجه وجراحات الأورام والتشوهات الخلقية في الرأس والرقبة وجراحات الوجه التجميلية وكل ذلك يعتمد على المؤهل والتأهيل المهني الذي تلقاه الطبيب. 30 عملية يوميًا وأوضح أن عدد العمليات الجراحية بالقسم كبير جدًا، وعلى الرغم من ذلك لا يمكن وضعه كمقياس حيث إن عملية جراحية واحدة قد تستغرق 18 ساعة كاملة، ولكن بصفة عامة عدد العمليات الجراحية يوميًا والتي تتم تحت التخدير الموضعي لا يقل عن 30 عملية وهي العمليات الصغرى أما العمليات الكبرى فتم تخصيص 3 أيام في الأسبوع لها. وكشف الخليل عن أن أطول عملية جراحية تمت في قطر، وشارك فيها وكان دوره الترميم، قد استغرقت 24 ساعة وكانت لطفلة مصابة بورم سرطاني في أسفل الساق وتم بتر جزء من عظمة الساق تحت الركبة تحديدًا حيث تم استئصال حوالي 26 سنتيمترًا من العظم. وقال: كان دوري في العملية هو نقل عظمة من الساق السليمة وزراعتها في منطقة البتر بالساق المصابة والنتيجة كانت رائعة حيث استطعنا بذلك منع بتر الساق بشكل كامل. وتابع: أشهر جراحات الفم عندنا التي تتعلق بزراعة الأسنان وعددها كبير جدًا، إضافة للجراحات المتعلقة بإزالة الأسنان المطمورة في داخل الفك أو إزالة التكيسات في الفك أو الأورام الحميدة. وقال: هذا التخصص يعتبر أطول التخصصات في الطب والجراحة وقد يستغرق الطبيب حوالي 18 عامًا حتى يستكمل مشوار هذا التخصص حيث يجب أن ينهي دراسة الطب البشري ثم طب الأسنان وهذا في أوروبا، وفي بعض الدول قد يستغرق الأمر 12 عامًا وأقل مدة هي 10 سنوات في بعض الدول.. كما يعتبر هذا التخصص من التخصصات الحديثة ولكن بدايته كانت منذ الحرب العالمية الثانية كفكرة ثم تطورت شيئًا فشيئًا إلى أن وصل لهذه المرحلة المتطورة الحالية التي تشمل جراحات الرأس والرقبة والوجه، والقسم هنا في قطر يعمل منذ عام 2003 أي نحو 11 عامًا وعملنا بالقسم يتداخل كثيرًا مع تخصصات وجراحات أخرى كثيرة، فلا يمكن مثلاً أن نقوم بفتح الرأس ويتم عمل جراحة مثلاً بدون وجود متخصصين في جراحة المخ والأعصاب وكذلك العين قد نحتاج إلى متخصصين في جراحة العيون وهكذا، أي أن العمل في هذا التخصص يكون بفريق مشترك يجمع تخصصات متعددة. السعي للتميز وأضاف: نسعى حاليًا لأن نكون مركزًا متميزًا في ثلاثة مجالات، الأول زراعة الأسنان ولدينا أطباء متمرسون وأكفاء جدًا في هذا المجال ويعملون باستمرار لتطويره، والثاني الجراحات الخاصة بالتشوهات الخلقية سواء في الرأس أو الوجة مثل الشفة الأرنبية ولدينا فريق متخصص للشفة الأرنبية يشمل النطق والتغذية والجراحة وطب الأسنان والتقويم، والمجال الثالث هو جراحة الرأس والرقبة حيث لدينا فريق خاص بالأورام ويعمل فيما بين 9-10 تخصصات ويجتمع بشكل أسبوعي لبحث أي حالة سرطانية جديدة وكذلك متابعة الحالات التي تم علاجها وكتابة التقارير عنها. وتابع: القسم يضم أحدث الأجهزة العالمية في هذا التخصص ونسعى باستمرار لاقتناء كل ما هو جديد في هذا المجال من أجل التطوير ومواكبة التقدم التكنولوجي في هذا الصدد، كما أننا نعكف على العديد من الأبحاث سواء المخبرية أو الإكلينيكية، وقد أنجزنا بحثًا في هندسة الجينات بالتعاون مع جامعة ويل كورنيل حيث تشكل هندسة الجينات أحد الحلول الواعدة في مجال الطب مستقبلاً، فإذا كان لدينا مريض يحتاج إلى كلية مثلاً فبدلاً من البحث عن متبرع يتم أخذ خلايا من جسمه ويتم إنتاج كلية من خلايا جسمه ثم تزرع بدلاً من الكلية التالفة وهكذا كل الأعضاء حتى القلب والخلايا الدماغية. وأشار إلى أن أشهر أمراض العنق تتمثل في الأورام، فأي ورم سرطاني في الرأس يكون طريق مروره للجسم هو العنق من خلال الأوعية والعقد الليمفاوية فأي مريض مصاب بالسرطان غالبًا ما نقوم بعملية تجريف للعقد الليمفوية بالرقبة واستئصال الأوعية منعًا لانتشار الورم بالإضافة إلى أن هناك أورامًا أخرى يكون مقرها العنق أساسًا، أو عمليات ترميم العنق. وأوضح أن عمليات الترميم أو زراعة الأنسجة، أي أخذ عظم أو عضلات أو جلد أو جميعها من أي مكان بالجسم مرفقة بالأوعية الدموية الخاصة بها وترميم المنطقة وأيضًا الأوعية الدموية مباشرة في العنق بعد تجريفه بحيث إن هذه الأوعية والأنسجة تحيا مباشرة وهذه عمليات طويلة وتستغرق ساعات قد تصل إلى 18 ساعة بحيث تتضمن استئصال السرطان وتجريف العنق وأخذ النسيج وتوصيله بالعنق، وقد أجرينا منها العديد والنتائج جيدة. وأوضح أن العلاج في قسم جراحة الرأس والوجه والرقبة والفكين ينقسم إلى قسمين إما بالجراحة أو الأدوية وقد تكون العملية الجراحية مطلوبة في الأساس من أجل التشخيص فقط ، فقد يكون هناك مثلاً ورم في الرقبة أو عقد لمفاوية قد كبر حجمها فيتم أخذ عينة منها وتحليلها فإذا تم اكتشاف أن الورم ليس حالة جراحية يتم تحويل المريض مباشرة إلى الجهة المختصة لوضع الطريقة العلاجية المناسبة. جريدة الراية القطرية