أكد خبراء ومديرون عاملون في القطاع السياحي أهمية توسيع السوق الفندقية الصغيرة والمتوسطة خلال الفترة المقبلة في إطار تعزيز السياحة الاقتصادية، وتنويع المنتجات بما يلائم مختلف شرائح الزوار، لافتين إلى أن الطلب على الفنادق الصغيرة المتوسطة (أو ما يعرف بالفنادق الاقتصادية) أعلى من العرض المتاح حالياً، وبالتالي قد تحتاج السوق الفندقية في الإمارة إلى مضاعفة عدد هذه الفئة من الفنادق على المديين القريب والمتوسط. «جيه إل إل»: خفض أسعار الغرف الفندقية يبدأ من تعزيز المعروض دعت شركة «جيه إل إل» (جونز لانغ لاسال سابقاً) إلى تعزيز المعروض الفندقي في فئة الفنادق الاقتصادية في دبي، بهدف توفير توازن سعري بين الفنادق الفاخرة ونظيرتها الاقتصادية، وخفض كلفة الإقامة بالتالي، ما يسهم في جذب مزيد من السياح. وقال نائب الرئيس التنفيذي رئيس قسم استشارات الفنادق في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في «جيه إل إل»، شهاب بن محمود، إن «مستويات الطلب الكبيرة على السوق الفندقية في دبي أسهمت في رفع مستوى أسعار الغرف الفندقية في دبي بشكل عام»، لافتاً إلى أن «هذا التأثير طال الفنادق الصغيرة والمتوسطة أيضاً التي تسجل أسعار غرفها في المتوسط نحو 200 دولار أميركي (735 درهماً) لليلة الواحدة خلال مختلف المواسم، وتعد هذه الأسعار مرتفعة إلى حد ما». وتابع بن محمود: «ليس سهلاً في المرحلة الحالية إيجاد توازن في السوق بين الفنادق الفاخرة والاقتصادية وخفض كلفة الإقامة الفندقية في ظل الطلب العالي والمعروض المنخفض»، مشيراً إلى أن «نمو العرض في السوق الفندقية في دبي أقل من مستويات نمو الطلب الراهنة، وهذا يشكل تحدياً لمستوى أسعار الغرف الفندقية». وبين أن «الزائر يبحث عن كلفة الإقامة الفندقية بالدرجة الأولى لدى قضائه عطلة في وجهة سياحية ما، ومن المهم أن تحافظ دبي على جاذبية الأسعار فيها باعتبارها وجهة سياحية بارزة تستهدف أعداداً متزايدة من الزوار سنوياً». وأوضح بن محمود أن «العدد الكبير للغرف الفندقية قيد الإنشاء في إمارة دبي، والعرض الذي سيدخل خلال الفترة المقبلة في إطار رؤية 2020 لاستقبال 20 مليون زائر سيسهم في إيجاد سوق أكثر تنوعاً وتلائم مختلف شرائح وفئات الزوار». 735 درهماً متوسط سعر الليلة في الفنادق الاقتصادية بدبي. تصوير: أحمد عرديتي «جميرا»: الفنادق الاقتصادية مكملة ل 5 نجوم قالت مديرة العلاقات العامة في مجموعة جميرا، ميساء تركاوي، إن «إقامة المزيد من الفنادق الاقتصادية ضروري لتنويع المنتج الفندقي في دبي». وأضافت أن «اختلاف نوعية السياح الوافدين إلى دبي ومعدل إنفاقهم، فضلاً عن استضافة معرض إكسبو الدولي 2020، يتطلبان وجود هذه النوعية من الفنادق التي تعد مكملة وليست منافسة للفنادق العالمية من فئة الخمس نجوم، التي تتميز بها دبي»، موضحة أن «نزلاء الفنادق الاقتصادية في دبي يستفيدون من التسهيلات والبنية الأساسية التي توفرها الإمارة من طرق ووسائل مواصلات عامة ومراكز تجارية متميزة وغيرها من جهتهما، أوضح مسؤولان في شركتي تطوير عقاري أن الشركات باتت مهتمة بتطوير مشروعات فندقية وسياحية ضمن فئة الفنادق الاقتصادية، مشيرين إلى أن الفنادق الاقتصادية باتت تمثل أهمية كبرى للقطاع السياحي في الدولة. وتوقعا إقبالاً كبيراً على هذه الفئة من الفنادق في الأعوام المقبلة، خصوصاً مع اقتراب موعد استضافة معرض إكسبو الدولي 2020، داعيين إلى تنويع المنتج السياحي حتى يلائم مختلف فئات السياح. إشغالات عالية وتفصيلاً، قال نائب الرئيس التنفيذي ل«الريس للعطلات»، محمد جاسم الريس، إنه «بحسب بيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري، فإن معدلات الإشغال في الفنادق الصغيرة والمتوسط عالية، وهذا يدل على الطلب الكبير على الإقامة في هذه الفئات الفندقية، والنمو الكبير لطبقة الزوار الذين يرصدون ميزانية محددة لقضاء عطلاتهم». ولفت إلى أن «الطلب على الفنادق الصغيرة المتوسطة (الاقتصادية) أعلى من العرض المتاح حالياً، وبالتالي قد تحتاج السوق الفندقية في الإمارة إلى مضاعفة عدد هذه الفئة من الفنادق على المديين القريب والمتوسط، لمواكبة الطلب الحالي والمتوقع مستقبلاً»، مشيراً إلى أن «50% من حجم السوق الفندقية في دبي حالياً تعد فاخرة، وبالتالي فإن أسعارها تلائم فئات محددة». وقال الريس: «نسبياً تعد أسعار الفنادق في دبي مرتفعة لبعض شرائح الزوار، والمهم أن تسعى الإمارة إلى تنويع منتجها الفندقي بشكل أكبر يوازي متطلبات سوق السفر العالمية». ولفت إلى أن «دبي أدركت أهمية التوسع في هذه السياحة، ولجأت إلى إعفاء الفنادق من فئتي ثلاث وأربع نجوم في الإمارة، من رسوم البلدية المفروضة بواقع 10% حتى ديسمبر 2018»، موضحاً أن «هذا الأمر سيحفز المستثمرين لضخ استثمارات جديدة، وتشييد المزيد من الفنادق المتوسطة في السوق خلال السنوات القليلة المقبلة». وأشار الريس إلى أنه «على الرغم من التوسع الملحوظ في فئة الفنادق الصغيرة والمتوسطة خلال السنوات الماضية، إلا أن المنشآت الفاخرة لاتزال تستحوذ على حصة كبيرة من السوق، خصوصاً خلال الفترة الأخيرة التي شهدت دخول العديد من الفنادق من فئة الخمس نجوم تحديداً». وأوضح أن «الإقامة الفندقية تشكل الجزء الأكبر من ميزانية الزائر»، مضيفاً أنه «ليس بالضرورة اعتبار أن الزوار الذين يبحثون عن إقامة متوسطة الكلفة لا ينفقون كثيراً خلال عطلاتهم، إذ إن جزءاً كبيراً منهم يفضلون إنفاق الميزانية التي خصصوها لعطلاتهم في أنشطة أخرى ترفيهية أو تتعلق بالتسوق أو مد إقامتهم في الإمارة فترة طويلة». تنويع السوق من جانبه، قال مدير المبيعات والتسويق لمنطقة الشرق الأوسط في مجموعة فنادق ومنتجعات «فيرمونت»، راقي فيليبس: «من المهم تنويع السوق الفندقية في دبي بشكل أكبر من خلال التوسع في طرح وبناء المشروعات الفندقية الصغيرة والمتوسطة لجذب فئات جديدة من الزوار إلى دبي». ولفت فيليبس إلى أن «دبي تمتع بجاذبية كبيرة اليوم، وعليها الاستفادة من النمو والتوسع الكبيرين في سوق السياحة الاقتصادية حول العالم»، مشيراً إلى أن «طرح المزيد من الفنادق الصغيرة والمتوسط سيسهم في رفع معدلات التدفق السياحي إلى الإمارة من مختلف الأسواق». وقال إن «جذب فئات جديدة من الزوار سيدعم رؤية دبي السياحة لاستقطاب 20 مليون زائر بحلول 2020»، مضيفاً «قطاع السياحة والسفر متوسط الكلفة يشهد نمواً واضحاً، وعلى دبي التي تعد اليوم واحدة من أبرز الوجهات السياحية حول العالم أن تكون مستعدة للحصول على حصة جيدة من هذه السوق». عوامل النمو بدوره، قال رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة «غولدن توليب»، أمين مكرزل، إن «أهمية الفنادق الاقتصادية تبرز في ظل زيادة نشاط شركات الطيران الاقتصادي في الدولة، لاسيما (فلاي دبي) و(العربية للطيران)، التي تعد من العناصر الداعمة لتلك النوعية من الفنادق، نظراً لأنها تسهم في خفض كلفة الرحلة السياحية»، مؤكداً أن «استضافة (إكسبو 2020) ستزيد الطلب على تلك الفنادق، خصوصاً التابعة منها للعلامات الفندقية الشهيرة، إذ تستهدف نسبة كبيرة من زوار المعرض إقامة رخيصة في فنادق تطبق معايير عالية». وأشار إلى أنه «في ما يخص العائد من الفنادق الاقتصادية فإنه يكون مرتفعاً، ولا يقل عن العائد من الفنادق من فئة الخمس نجوم»، مسوغاً ذلك بأن «كلفة الاستثمار والتشغيل تكون منخفضة، ومن ثم يزيد المردود الاقتصادي». التعزيز ضروري من جهته، قال مساعد مدير المبيعات لدول الخليج في شركة «جي أيه» للمنتجعات والفنادق، عمر مبروك، إن «وجود المزيد من الفنادق الاقتصادية في دبي ضروري، إذ يظهر الواقع الفعلي أن دبي برزت كوجهة سياحية مميزة، ما جعل من الصعب الحصول على غرفة فندقية في أوقات كثيرة من العام، خصوصاً في أوقات المعارض الكبيرة»، مضيفاً أن «وجود الفنادق من فئة ثلاث وأربع نجوم مهم لاستقطاب العائلات المتوسطة الدخل، فضلاً عن أن هذه الفنادق تناسب نسبة كبيرة من زوار معرض إكسبو 2020، لأن معظمهم من الفئة متوسطة الإنفاق» وأكد مبروك أن «أهمية الفنادق الاقتصادية في دبي تبرز في شهور الصيف، وشهر رمضان تحديداً، إذ يكون الإقبال على السياحة في دبي أضعف من الأوقات الأخرى من العام، وتالياً تزداد سياحة العائلات الخليجية والسياح ذوي الدخل المحدود، الذين تناسبهم الفنادق الاقتصادية، لرخص أسعار الإقامة فيها». وأشار إلى أن «الفنادق الاقتصادية تناسب كذلك سياحة المؤتمرات والمعارض التي تشتهر بها دبي»، لافتاً إلى أن «العائد من الفنادق الاقتصادية جيد، خصوصاً أن موقع الفندق ومساحته ومستوى الغرف يكون أقل مقارنة بالفنادق فئة الخمس نجوم، ما يعني أن الإيرادات تكون عالية مقارنة بالمصروفات التشغيلية». وأوضح مبروك أنه «في ما يخص التمويل، فإن الفنادق الاقتصادية غالباً ما تكون جزءاً من مشروع أكبر لشركات تعمل في مجالات مختلفة، ولديها السيولة الكافية للدخول في هذا النشاط»، منوهاً إلى أن «بعض المجموعات الفندقية التي لديها فنادق اقتصادية تمكنت من التوسع في الإمارات والانطلاق منها للتوسع في عدد من الدول، مثل (جي أيه) للمنتجعات والفنادق، المملوكة لشركة (دوت كو) للإنشاءات، التي توسعت في جزر سيشل والمالديف، وتعتزم افتتاح المزيد من الفنادق في عام 2014». مشروعات تطوير من جانبها، أفادت المديرة التجارية في «عقارات جميرا غولف» منى الحداد، بأن «الشركة طرحت قطع أراض لتطوير مشروعات نوعية فندقية وسياحية ضمن مشروعها (عقارات جميرا غراف)»، مشيرة إلى أن الشركة تولي اهتماماً كبيراً للفنادق ضمن فئتي الثلاث والأربع نجوم. وأوضحت أن «هذه الخطة تتفق ورؤية دبي السياحية، التي تتبنى تعزيز السياحة الاقتصادية وسياحة الأعمال، إذ شهدت هاتان الفئتان نمواً كبيراً خلال الفترة الماضية، ومن المتوقع أن تسجلا معدلات أعلى حتى استضافة معرض إكسبو الدولي 2020». وبينت الحداد أن «القرب الكبير لمشروع الشركة من موقع استضافة (إكسبو) شجعها على تبني هذه الخطة، لإقامة مشروعات سياحية وفندقية تخدم فئة السياحة الاقتصادية، ونتوقع أن يكون الأداء من هذه الشريحة في نمو وازدهار مع تحول دبي لتكون قبلة للأعمال، وأحد أبرز مراكز المال العالمية». وقال رئيس مجلس إدارة «نخيل العقارية»، علي راشد لوتاه، إن «الفنادق الاقتصادية تمثل أهمية كبرى للقطاع السياحي في الدولة، إذ إن هناك توجهاً لدعم وتلبية الطلب على السياحة الاقتصادية أو الرخيصة»، مؤكداً أن «النمو المتوقع لهذه الفئة من الزوار خلال الأعوام العشرة المقبلة كبير». وبين أن «الشركة ركزت اهتمامها على تطوير هذه الفئة من الفنادق الاقتصادية، إذ أعطت الأولية في تطوير فنادق جزر ديرة للفئات ذات الثلاث والأربع نجوم، التي تقدم خدمات نوعية وفريدة مقابل قيمة مالية أقل». وبين لوتاه أن «على قطاع الضيافة أن يتماشى مع متطلبات السوق الحالية، وأن يلبي الطلب المتزايد على هذه الفئة من الزوار، إذ باتت دبي مقصداً لفئات عدة من السياحة، مثل المؤتمرات والمعارض والأعمال وغيرها، وهو ما يزيد من الطلب على الفنادق الاقتصادية». الامارات اليوم