هناء الحمادي (أبوظبي) الكاريكاتير فن يعبر من خلال خطوطه وعباراته الساخرة عن أفكار وتصورات عجزت عن التعبير عنها المقالات والكتب، ويختصر الأحداث والأخبار بلوحة صغيرة تجتذب أنظار القراء كلما قلبوا أوراق الصحف والمجلات، أو تصفحوا مواقع الشبكة العنكبوتية، فهو ليس مجرد طريقة هدفها الإضحاك أو السخرية، بل هو سلاح استفزازي يستخدمه رسام الكاريكاتير لتصوير موقف على شكل عبارات قصيرة ساخرة تحمل ملخص القول، والرأي عن ذلك الموقف، وفق ما تراه رسامة الكاريكاتير المواطنة آمنة الحمادي، مبتكرة شخصية «أمونة المزيونة» في مجلة ماجد. لفت الانتباه تقول الحمادي، التي تمسك ريشة الإبداع لكي تعبر في لوحاتها الصامتة عن وجهة نظر تهدف من خلالها إلى لفت الانتباه بطريقة كاريكاتورية، إنها وجدت نفسها تهوى الرسم منذ صغرها وهي على طاولة الدراسة، حيث كانت تعيش هذا الفن «الكاريكاتيري» من غير نهج واضح، إلى أن تبلور لديها أثناء الدراسة الجامعية، حيث نالت رسوماتها إعجاب المقربين منها خاصة الطالبات، اللاتي وجدن في رسوماتها أفكاراً تنقل معاناتهن وتجاربهن، وهمومهن بطريقة ساخرة وجذابة وسهلة، وبطابع إيجابي. ودفع عشق الحمادي لمجال فن الكاريكاتير بها إلى أن تعبر عن المشاكل والقضايا بطريقة جذابة، باعتبار هذا الفن نافذة للتعبير عن الرأي، في هذا السياق، تقول «الكاريكاتير فن قديم لغته سهلة، ويخاطب مختلف الأفراد، ويختصر الكثير من الكلمات، كما أنه يعتبر رسالة من الفنان إلى المشاهد في سياق مشترك قائم على بنية الواقع الذي يعيشانه معا، ومن هذا المنطلق، فإن الفكرة الكاريكاتيرية تنقسم إلى أنواع عدة، فمنها السياسية والاجتماعية. وتضيف أن هذا الفن بسيط ومؤثر في آن معاً، فضلاً عن أنه يتمتع بخواص كثيرة، منها إظهار عيوب المجتمع في صورة ساخرة ممتعة تدعو إلى إحداث التغيير في ممارسات مجتمعية سلبية. وبما أن الكاريكاتير صورة والصورة بألف كلمة، توضح الحمادي أنه ليس مجرد فن ساخر، بل يعتبر فنا بناء وناقدا أيضا، وهو الوحيد الذي من خلاله قد تحل الكثير من القضايا الشائكة، باعتبار أن له دوراً كبيراً في إيصال الرسالة ونشر الوعي، ويعبر عن آراء وهموم المجتمع، باعتباره الفن الأقرب إلى قلب المتلقي. ... المزيد الاتحاد الاماراتية