دبي - محمد إبراهيم: انتهت وزارة التربية والتعليم، مؤخراً من إجراءات جديدة لتدريب وتأهيل المعلمين في الميدان التربوي، وبلورتها في 7 إجراءات ضمن مبادرة التدريب المتخصص والمستمر للمعلمين 2014 ،2017 التي استخلصتها في مختبرها الإبداع الحكومي الأول، وفق أفضل المعايير الدولية والمواصفات والممارسات المعمول بها عالمياً، بحسب فوزية حسن غريب وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للعمليات التربوية . كشفت وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد في تصريح خاص ل"الخليج"، عن تلك الإجراءات التي تلخصت في "تنسيق مع الجامعات والمؤسسات التعليمية داخل الدولة، بشأن المواءمة بين برامج كليات التربية وحاجات الوزارة الفعلية من المعلمين، حتى يمكن إعداد المعلمين بالمواصفات التي تحتاجها الوزارة في ظل التطور المعرفي والتقني في مجال التعليم والتعلم . ضمت الإجراءات تخصيص بعض المدارس الحكومية لتدريب طلبة التربية العملية، وإعفاء المعلمين الجدد من المواطنين من شرط الخبرة على ان يجتازوا الامتحان التحريري والمقابلة الشخصية، وتبني نظام للتوأمة بين المعلمين الجدد وذوي الخبرة، ومتابعة المعلمين من قبل التوجيه التربوي ومديري المدارس خلال عمل المعلمين داخل الفصول . واقع تدريب وقالت إن الاحصاءات الرسمية للوزارة كشفت مؤخراً عن، واقع تدريب وتأهيل المعلمين، انسجاما مع التطورات التي يشهدها التعليم في الإمارات، حيث بلغ عدد مديري المدارس والمساعدين في العام الدراسي الجاري ،889 فيما بلغ عدد المعلمين والموجهين واخصائيين "الاجتماعي والنفسي ومصادر التعليم والمختبرات" حوالي 14 ألفاً و800 معلم واخصائي، وبلغ عدد الكوادر التنفيذية 566 سكرتير مدرسة . وأوضحت أن الوزارة تركز على تحقيق 7 مسارات من خلال خطتها، لرفع مستوى كفاءة المعلمين في الميدان التربوي، تلخصت تلك الطموحات في "دراسة تنظيم برامج تدريبية للمعلمين الجدد المواطنين قبل الالتحاق بالخدمة، استثمار التقنيات الحديثة بحيث يتم إيصال الخدمة التدريبية للمتدرب حيثما كان من خلال الإنترنت" . منظومة متكاملة وأضافت غريب أن المبادرة تستهدف إعداد منظومة متكاملة للتدريب المتخصص والمستمر، ولاسيما للمعلمين، حيث ترتكز على أفضل الممارسات العالمية في اكسابهم الكفايات والمهارات المتقدمة، واللازمة لتجويد أدائهم وممارساتهم التعليمية في ضوء المستجدات التربوية، لضمان تلقي جميع الطلبة نوعية تعليم عالي الجودة، وتستند إلى توظيف منحى المدرب المرشد من خلال ملازمة المدرب للمتدرب في بيئة عمله للوصول إلى معلمين متميزين قادرين على تنفيذ مهامهم بكفاءة واقتدار . وأفادت أن الخطة بلورت 4 أهداف استراتيجية في عملية التدريب، تلخصت في الاسهام في تحسين نوعية التدريس، وبناء برنامج متخصص وفق المسارات الوظيفية، ربط عمليات التدريب والتنمية المهنية المستدامة بالاحتياجات الفعلية والمستجدات العالمية في مجال التعليم، واعتماد استراتيجيات جديدة لتنفيذ التدريب القائم على المدرسة "المدرب المصاحب" . ومن أبرز مخرجات المبادرة تأسيس قاعدة بيانات حول مستوى الكفايات التعليمية للمعلمين وربطها بخصائصهم ومدارسهم، وبرامج تدريبية وفقاً إلى احتياجات المعلمين، وتقييم البرامج التدريبية وقياس أثر التدريب، وفقاً للاتجاهات الحديثة التي أرست قواعدها الوزارة ضمن خطتها، حيث أصبح الارتباط بين النظرية والتطبيق أوثق وأقوى، وأدى ذلك إلى التركيز على المهارات الادائية داخل حجرة الدراسة، وترتب على هذا التوجه 4 نتائج مهمة منها، انتقال التركيز من المعلم وعمليات التعليم إلى المتعلم وعمليات التعلم، وتفريد التعليم إذ يستطيع المتعلم الاعتماد على نفسه . وركزت غريب على ماهية "التدريب عن بعد"، باعتباره واحداً من التوجهات التربوية الجديدة التي برزت في العقود الاخيرة من القرن العشرين، واسرع ميادين التدريب نموا، يتمتع بلا نمطية، وكلفته أقل مقارنة بالتدريب التقليدي، ولكن لا يعد بديلاً له، مضيفة أن التدريب عن بعد له فلسفته وعناصره وخصائصه التي تميزه عن غيره من الانماط التقليدية، ويحتاج إلى مواد تدريبية تتسم بالتعليم الذاتي . وأكدت غريب أن فلسفته تضم 5 عناصر مهمة، منها الوصول إلى كل متدرب مهما تكن ظروفه الاجتماعية والاقتصادية، ومهما تكن المسافة الجغرافية بين مكان إقامته ومركز التدريب المفتوح، وتحويل التعليم إلى تعلم، والتركيز على التعلم المعتمد على القدرات الذاتية للمتعلم، وتدفق المعلومات على المتدرب وفقاً لحاجاته وقدرته وسرعته الذاتية وتعلمه الذاتي، والاستفادة من خفض كلفة التدريب المفتوح حيث تنخفض كلفته مقارنة بالتدريب العادي . انفصال المدرب وأضافت غريب أن هذه النوعية من التدريب يتسم ب8 خصائص، و4 مزايا في التطبيق، أهمها انفصال المدرب عن المتدرب طوال عملية التدريب، واستخدام وسائط تعليمية متنوعة "المسموعة والبصرية والحاسوب"، وتوفير اتصال ذي اتجاهين من المدرب والمتدرب، باستخدام تقنيات الاتصال المتقدمة، والمرونه حيث يتاح للمتدرب خيار المشاركة وفق سرعته وقدرته على التعلم، والتأثير والفاعلية، حيث تفوق تأثيراته وفاعليته نظام التدريب التقليدي عند استخدام تقنيات التدريب بكفاءة، بالاضافة إلى الكلفة الاقتصادية المتدنية حيث الكثير من اشكال التدريب عن بعد لا تكلف كثيرا من المال . الخليج الامارتية