ظل شبح بطء نمو آيفون عالقاً فوق أسعار أسهم آبل لمدة لا تقل عن السنتين الآن، بيد أن ذلك التراجع أخذ يسلك الطريق العكسي فجأة. وارتفع سعر وحدة الهاتف الذكي، الذي يشكل أكثر من نصف العائدات الإجمالية لشركة آبل، بنسبة قدرها 17% في الربع المالي الثاني للشركة، مع زيادة العائدات بنحو 14% إلى 26,1 مليار دولار. وفاجأ هذا الارتفاع المراقبين وحاملي الأسهم على حد سواء. وعندما طُرح جهاز آيفون 5 أس للمرة الأولى في الأسواق في غمرة تسوق موسم الأعياد، بلغت مبيعاته 51 مليون وحدة، أي بأقل من توقعات المحللين بنحو 4 ملايين. وساهم المستثمرون في انخفاض سعر سهم آبل الذي تراجع بنحو 8%، وتهيأت أنفسهم للمزيد من التراجع. لكن وفي ربع يتسم ببطء المبيعات في سوق الأجهزة الذكية، ساعد نمو المبيعات بأكثر من 5 ملايين وحدة زيادة على توقعات وول ستريت، في ارتفاع سهم آبل بنحو 8%. وطرأ تغيير واضح عندما عقدت آبل اتفاقية مع شركة تشاينا موبايل. ولم يعول العديد من خبراء وول ستريت على هذه الشراكة بين كبرى الشركات قيمة في العالم آبل، وبين أكبر الشركات حجماً في العالم، نتيجة لبطء انتشار شبكة الهاتف النقال من فئة الجيل الرابع في الصين، التي هي من آخر استخدامات أجهزة آيفون. لكن فشل ذلك في الوضع في الاعتبار، استمرار شعبية شبكة الجيل الثالث التي تم طرحها في 2011 لاستخدامها في أجهزة آيفون 4 أس. وانعكست شعبية الأجهزة القديمة في الانخفاض الكبير في أسعارها إلى 596 دولارا، بأقل من 41 دولارا من سعرها في الربع الذي سبق. ومع استقرار أسعاره لعدة سنوات، تراجع متوسط سعر الآيفون في أكبر انخفاض تسلسلي في تاريخ الجهاز. لكن ربما لا يكون ذلك بالسيئ، حيث عزت الشركة نصف هذا التراجع لقوة أداء آيفون 5 أس في الأسواق الناشئة، والنصف الآخر لشراء الناس لأجهزة بذاكرة قليلة، بالمقارنة مع موسم الأعياد. وتقول كارولينا مالينيسي، المحللة في مؤسسة وورلد بانيل العاملة في أبحاث الأسواق :«اعتقد أن مبيعات 5 أس ساعدت آبل في مختلف أنحاء الأسواق الناشئة، حيث كانت الصين أكثر المستفيدين من ذلك». وقاد مزيج مضاعفة التوزيع من قبل تشاينا موبايل وقوة مبيعات 5 أس خاصة لمشتري المرة الأولى، إلى نمو المبيعات بنسبة كبيرة وإلى تسجيل رقم قياسي فصلي جديد لمبيعات آيفون في الصين العظمى، التي ارتفعت المبيعات فيها بنسبة قدرها 13% إلى 9,3 مليار دولار خلال الربع الثاني من العام الحالي، بأقل من مبيعات الشركة الكلية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، بنحو مليار واحد فقط. ... المزيد الاتحاد الاماراتية