| المكلا | خاص في الجزء الثاني من المحاضرة التي ألقاها الأستاذ مراد محمد الشوافي التي في فندق موج بمدينة المكلا مساء يوم الثلاثاء الموافق 2014.o4.15 تحت عنوان (واقعنا التربوي والتعليمي على ضوء قراءة في كتاب بناء الأجيال ) تناول عدد من الجوانب التربوية والتعليمية مشددا على ضرورة الاهتمام بالإنسان كونه يعد الثروة الحقيقية للمجتمعات . يقول الكاتب في كتابه ( بناء الأجيال ): ( .... فالتقدم الذي يشهده العالم في كل لحظة قد أعطى للتعليم أهمية إضافية فالتطور في المجال التقني ومجال التنظيم والإدارة صار يقلل على نحو متزايد من أهمية الثروات الطبيعية والأراضي الواسعة والبحار الممتدة ) أن ما يؤكد رأي الكاتب هو أن مجتمعنا اليمني يمتلك الكثير من الأراضي الزراعية الواسعة والبحار الممتدة والموقع الإستراتيجي المتميز والواجهات السياحية والكثير من الثروات المخزونة في باطن الأرض والمستخرجة منها ومعها لا يزال دخل الفرد فيه في أدنى المستويات حيث لم يستفيد الاستفادة القصوى مما يملك من مميزات بفعل ضعف التخطيط وكثرة الصراعات السياسية فيه كلها ناتجة من ضعف مستوى الاهتمام بالتعليم وبالتالي بالإنسان الذي يعد الثروة الوطنية الحقيقية .. أننا بضعف قدرتنا على جعل تعليمنا الوطني مواكبا للتطورات العالمية المتسارعة نحكم على مجتمعنا بالعيش في عزلة عن العالم الذي أصبح لزاما علينا الانفتاح علية حيث لم يتأت لنا ذلك ما لم نرتقٍ بتعليمنا ونحافظ على تاريخنا وأصالة مجتمعنا العربي الإسلامي التي ستشكل حصنا منيعا يحول دون ذوباننا في مجتمعات الانفتاح ويدفع بمجتمعنا ليكون فاعلا في القرية العالمية تأثرا وتأثيرا . أكد المحاضر على ضرورة إعادة النظر في بعض أنظمة كثير من مدارسنا التي تكبل حرية المتعلم ولا تمنحه فرصة التعبير عن إمكاناته وعن إبداعاته ولا مجالا لممارسة بعض هواياته داخل المدرسة لان بعض إدارات المدارس ترى أن البديل لتلك القوانين الصارمة هي الفوضى من قبل المتعلمين والخروج عن النظام بينما الحقيقة هي أن منح الطالب بعض الحرية في إدارة يومه التعليمي تحت إشراف الإدارة ينمي فيه روح المسؤولية .وعلى الإدارات المدرسية بالإستفاذة من خبرات معلميها أن تبدع أنشطة أخرى تنمي ملكات التلاميذ والطلاب المختلفة وفي ذات الوقت لا تهدر الوقت المخصص للتعليم كأن تخصص المدرسة الثانوية يوما دراسياً تسمية ( يوم من غير جرس ) يتوقف خلاله قرع الجرس في المدرسة ليعتمد الطلاب على ذواتهم وساعاتهم الشخصية في إدارة يومهم الدراسي من بداية الطابور الصباحي وحتى نهاية الحصة السابعة تحت إشراف معلميهم وهو نشاط ينمي أحساس الطالب بأهمية الزمن والإسهام بإرساء النظام داخل المدرسة على أن تقوم التجربة وتعرض نتائجها على الطلاب مصحوبة بالتغذية الراجعة اللازمة بهدف تعزيزها توسيعها . كما طالب بضرورة ممارسة المعلم لدوره التربوي قبل التعليمي وان يتعلم المعلمون والإدارات المدرسية مهارة الإنصات لطلابهم وتوجيههم فكثير منهم يعيش مشكلات بفعل المرحلة العمرية والتغيرات الفسيولوجية الناتجة عنها وهم يحتاجون لمن ينصت لمشكلاتهم أكثر من بحثهم عمن يحلها لهم فربما كلمة دافئة من معلم هي من أصول عمله غيرت حياة تلميذ أو طالب ونقلته من الاكتئاب والانطواء إلى الانطلاق والتفوق . ومما قاله : يستعرض الناشطون على صفحات الفيس بوك والتويتر وبعض مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى صورا لتلاميذ صغار وهم يتجاوزون عدداً من الحواجز الأسمنتيه في فلسطين أو المائيه في بعض قرى آسيا وغيرها من المناطق متحملين متاعب الطريق متجاوزين مخاطرها بهدف الوصول إلى مدارسهم ويتساءل الناشطون كيف لهم ذلك ومدارسنا على مرمى حجر من بيوتنا والبعيدة منها يصل الباص بالتلميذ أو الطالب إلى بابها إن لم يكن إلى داخل فنائها . مجيبا على ذلك التساؤل بقوله أن هذا الطفل يتجاوز العوائق وهو يعلم بان هناك معلما أو معلمة في انتظاره وأنه سيستقبله بابتسامه وربما مسح على رأسه مهنئه على سلامة الوصول .. وهناك في المدرسة سيتعلم في صفوف ملائمة وسيلعب ويلتقي بزملائه وأن حقيبته لا تحتوي إلا على القليل من الكتب والكثير من العلم وربما وجبه غذائية بسيطة أما أولادنا فيحشرون في صفوف مزدحمة بالتلاميذ لفترة خمس ساعات تقريبا يتناوب عليهم معلمون ومعلمات وأن اختلفوا في طريقة تعليمهم فهم متفقون في كمية المادة الدراسية المكلفين ( بشحنها ) لهم خلال السبع الحصص المقررة يوميا للمتعلم .. ومعظم مدارسنا خالية من الساحات الخاصة بممارسة التلاميذ لأنشطتهم اللا صفية لأن بعض مبان المدارس أعد كمبان سكنية خاصة استفادت منها بعض مدارس التعليم الأهلي والخاص لتكون مدارس لطلابها ثم بعد ذلك ينصرف التلميذ و الطالب وعلى كاهله الكثير من الكتب وفي نفسه ضغوطات ناتجة عن عدد الواجبات التي عليه إنجازها وتسليمها في اليوم التالي لأنه يخشى تلك المعلمة التي لم يعرف أسمها ولم ير ابتسامتها منذ أن عرفها ويتخيل تلك العصا الغليظة التي لا تفارق يد معلمه وعليه فهناك مبرر لان بتثاقل أولادنا وهم ذاهبون إلى المدرسة لأن هناك حواجز أكبر وأخطر من الحواجز الإسمنتية والمائية التي نقلها الناشطون هي حواجز قائمة في النفس تقلل من مستوى انجذابهم نحو المدرسة . ومما قاله أن في الآونة الأخيرة برزت شرائح واسعة من الناشطون في مجالات عدة منها الحقوقية والبيئية وغيرها نذروا جهودهم وأنشطتهم من أجل الدفاع عن تلك المجالات ومجالات أخرى مؤكدا أننا لم نلمس من يهتم بمشكلات التعليم كناشط بهدف حلها وتحسين أجواءه غير القليل متمنيا أن يرى ( ناشطون من أجل التعليم ) كشريحة حية مؤكدا بأنها ستكون أوسع وأشمل لأن لا أحد يستطيع أن يعمل بمعزل عن التعليم فكل شرائح الناشطين منتسبة إليه أما بصورة مباشرة أو غير مباشرة وبصلاح التعليم يصلح المجتمع . وقد اختتم حديثه بالقول : رفقا بتلاميذكم وطلابكم رفقا بمعلمي ومهندسي وأطباء المستقبل رفقا بجيل التطوير والبناء لمستقبل الوطن فعلى كل معلم وتربوي أن يسهم في بناء مستقبل وطنه .. عليكم أن تؤمنوا مستقبل أولادكم وأحفادكم ... قوموا بدوركم على أكمل وجه وهو دور وطني ونضالي لا يقل عما يقوم به المناضلون في كافة الميادين وسيخلده لكم التاريخ في أنصع صفحاته وسيتعلمه التلاميذ مستقبلا في كتب الدراسة . كما أستعرض المحاضر أثناء محاضرته بعض التوجيهات الهامة التي احتواها الكتاب حيث أغناها الحاضرون بمداخلاتهم المنبثقة عن خبراتهم كمعلمين وموجهين وإدارات مدرسية مبرزين بعض تجاربهم في هذا المجال ونتائج تلك التجارب وأثرها الإيجابي على شخصية المتعلم . واقعنا التربوي والتعليمي ( 1 ) أمية الوعي أخطر على المجتمع من أمية القراءة والكتابة الحضرمي اليوم الحضرمي اليوم