لم ينته الجيش اليمني من تلاوة بيان النصر في معركته الأخيرة ضد مسلحي تنظيم القاعدة بمحافظتي أبينوشبوة ، حتى تحولت صنعاء الى هدف لعمليات التنظيم الذي كثف من عمليات المباغتة وحرب العصابات يرى باحث في شؤون الجماعات في حديث ل"فارس" أن هدفها إجبار الجيش على التحول للدفاع بدلاً من الهجوم. صنعاء (فارس) فاجأ مسلحو القاعدة حراسة دار الرئاسة بقلب العاصمة صنعاء بهجوم مسلح السبت المنصرم أدى لمقتل خمسة جنود ، في الوقت الذي تشهد العاصمة صنعاء تشديدات أمنية مكثفة الأمر الذي يطرح أكثر من علامة إستفهام بشأن قدرة المتشددين في الوصول الى أماكن حيوية تضم مكتب رئيس الجمهورية. وفي محافظة حضرموتجنوب شرق اليمن التي تشهد عمليات اغتيالات مستمرة لقادة الجيش والأمن ، تعرض مقر الشرطة العسكرية الأحد المنصرم الى هجوم بسيارة ما أدى إلى مقتل 11 وإصابة آخرين. وفي محافظة مأرب أكدت اللجنة الأمنية العليا مقتل ستة من العناصر الإرهابية أثناء محاولة قصفها قيادة المنطقة العسكرية الثالثة بمحافظة مأرب ، مشيرة انها قامت فجر الاثنين بإطلاق عدد من قذائف الهاون على مقر قيادة المنطقة مما أدى إلى إصابة عدد من الأفراد وإحداث أضرار مادية. وأوضحت اللجنة أن العناصر الإرهابية التي قامت بالضرب على قيادة المنطقة الثالثة هي من العناصر الخطرة للقاعدة التي تم دحرها من محافظتي أبينوشبوة، وكانت مكلفة بتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف عدد من المنشآت العسكرية والاقتصادية الحيوية بمحافظة مأرب، بقصد زعزعة الأمن والاستقرار بالمحافظة. في قلب المعارك بمحافظتي شبوةوأبين لم تهدأ الاشتباكات ، حيث تعرضت قافلة للجيش كانت متجهة من عزان الى الحوطة لهجوم مسلح كما قال مصدر عسكري . مصير 4000 مسلح للتنظيم! يقول مستشار الرئيس اليمني فارس السقاف أن عدد عناصر تنظيم القاعدة الذين يقاتلون في جنوباليمن يصل الى أربعة الآف متشدد من مختلف الجنسيات العالمية ، فيما يتحدث مصدر عسكري عن مقتل العشرات من القاعدة في الحملة العسكرية على معاقلهم في شبوةوأبين بداية الشهر الجاري. ويحذر مراقبون من أن الاختفاء لعناصر التنظيم أثناء الحملة العسكرية على معاقلهم ، ربما يحولهم الى ألغام متناثرة تنفجر في وجه البلاد ، فيما قدرت مصادر عسكرية عدد قتلى التنظيم في محافظاتأبينوشبوةجنوبي ، ب 140 مسلحا، وعدد المقبوض عليهم ب 17 مسلحا. وتضاربت الأنباء الرسمية اليمنية بشأن مصير الآلاف من المقاتلين المتشددين ، ففي الوقت الذي ذكرت مصادر عسكرية ان عناصر التنظيم بدأت بالهرب عبر البحر إلى الصومال أو جزر قريبة منها في قوارب، عبر مديرية رضوم الساحلية في محافظة شبوة، إلا ان قيادة وزارة الداخلية قالت بأن التنظيم في حالة انهيار. ووجهت الداخلية بتشديد الحملة الأمنية بناء على معلومات تلقتها من خارجية بلادنا أشارت فيه إلى احتمال تسرب عناصر متشددة من الصومال إلى اليمن لمؤازرة تنظيم القاعدة الذي مني بهزيمة ساحقة في محافظتي أبينوشبوة حسب قولها. وقالت الوزارة انها وجهت إدارات الأمن في تعز ، الحديدة ، حضرموت ، لحج ، أبين ، حجه ، بالإضافة إلى مصلحة خفر السواحل ومدراء الشرطة في المحافظات الأخرى باتخاذ الإجراءات الأمنية للازمة والضرورية لمنع تسلل المقاتلين المتشددين القادمين من الصومال إلى داخل الأراضي اليمنية. في مهمة استنزاف الجيش الباحث والخبير في شؤون الإرهاب سعيد الجمحي قال في حديث لوكالة "فارس" للإنباء ان حرب العصابات وتكتيك الكر والفر هو الأساس في حرب القاعدة ضد خصومها ، مشيراً أن التنظيم لم يترك هذه الاستراتيجية في أي مرحلة من المراحل التي مر بها . و سيطر "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" قبل عام على محافظة أبين وعلى أجزاء من محافظة شبوة القريبة، واستطاع، بما استولى عليه من عتاد عسكري ثقيل، أن يخوض حربا تقليدية على طريقة الجيوش النظامية ضد قوات الجيش اليمني طوال عام. وأوضح الباحث الجمحي أن أسلوب المواجهة المباشرة أو الحرب المنظمة طريقة عارضة في حرب القاعدة ضد السلطة اليمنية كما جرى عندما بسطت القاعدة سلطانها على أجزاء من محافظة أبين " جعار وزنجبار" و" عزان" بمحافظة شبوة ، فحينها خاض التنظيم معارك ومواجهات ضد الجيش ، وانتهت بإجبار القاعدة على الخروج من تلك المناطق . وأشار الى أن التنظيم عاد بقوة الى أسلوبه الأساس "حرب العصابات" بعد أن كان قد خفف منه في مرحلة تكوين الإمارات الاسلامية في المناطق التي تخضع له، ويرى أن التنظيم لم يستطع الصمود أمام زحف الجيش في معركته الأحيرة، فلجأ للإعتماد على سياسة تقليل الخسائر ، وركز عملياته بأسلوب حرب العصابات لإنهاك خصومه وإطالة أمد الحرب واستمرار الضغط وليجعل خصمه في حال دفاع والتنظيم هو المهاجم . / 2811/ وكالة انباء فارس