قتل 245 شخصاً على الأقل جراء انفجار تلاه حريق داخل منجم للفحم في مدينة سوما (غرب تركيا) وهو الحادث الذي وصفته الحكومة التركية بأنه أكبر كارثة في مجال التنقيب تشهدها البلاد، معلنة الحداد لمدة ثلاثة أيام فيما تفجرت موجة غضب شعبية ضد الحكومة ولجأت قوات الأمن إلى الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين في أنقرة الذين حملوا حكومة رجب طيب أردوغان مسؤولية الحادث. وأفادت وزارة الطاقة التركية إن عدد القتلى بلغ 245 شخصاً وسط تضاؤل الآمال في إنقاذ 120 عاملاً في عداد المفقودين فيما تم إنقاذ 450 عاملاً. وذكر وزير الطاقة تانير يلديز ان الحريق المستمر وغازات اول اوكسيد الكربون السامة تعيق جهود الانقاذ في المنجم الواقع في بلدة سوما الجنوبية. وقال يلديز إن الانفجار الذي وقع في منجم للفحم والحريق الذي أعقبه في غرب تركيا هو الأرجح أكبر كارثة في مجال التنقيب تشهدها البلاد. ورجح ان يكون هذا العدد من القتلى نتيجة التسمم بأحادي أكسيد الكربون. ولفت يلديز إلى أن الانفجار وقع خلال عملية التبديل بين العاملين، مشيراً إلى أن الحريق اندلع على عمق 150 متراً تحت الأرض. وقال مسؤولون إن فرق الإغاثة أخرجت بعض العالقين داخل المنجم، فيما تم إخماد الحريق الذي اندلع. إعلان الحداد وإثر هذه المأساة أعلنت أنقرة الحداد. وجاء في بيان صادر عن مكتب اردوغان «بسبب الكارثة التي وقعت في منجم سوما، اعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام اعتبارا من 13 مايو». وتفقد رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، موقع الحادث حيث وصل مع أعضاء من حكومته كما أفادت شبكة «سي ان ان تورك». وقال أردوغان في بيان متلفز إن «عمليات الإغاثة انطلقت ما إن علمنا بشأن الحادث» فيما ألغى زيارة إلى ألمانيا. بدوره، اتصل الرئيس التركي عبدالله غول، بحاكم مانيسا، عبدالرحمن سافاس، وحضه على التعبئة الكاملة في جهود الإنقاذ.. في حين ألغى كما ألغى زيارة إلى الصين ليتفقد منطقة الحادث اليوم الخميس. صدامات ومواجهات في الأثناء، فرقت الشرطة التركية باستخدام الغاز المسيل للدموع مئات الطلاب الذين كانوا يتظاهرون في أنقرة ضد الحكومة التي يحملونها مسؤولية الحادث إذ توجهت مجموعة من 700 إلى 800 متظاهر من حرم جامعي في أنقرة نحو وزارة الطاقة الواقعة في المنطقة نفسها تنديدا بحكومة أردوغان ما أدى إلى حدوث صدامات بين الشرطة والمتظاهرين. وبحسب الشهادات الاولى، فان الانفجار سببه يعود على ما يبدو الى محول كهربائي. والانفجارات في المناجم تتكرر في تركيا ولا سيما في مناجم القطاع الخاص حيث لا تلقى قواعد السلامة احتراما في غالب الاحيان. والحادث الاكثر خطورة وقع في 1992عندما قضى 263 عاملا في انفجار للغاز في منجم زونغولداك (شمال). منجم ثانٍ من جهة اخرى، أدى انهيار منجم ثان غير شرعي أمس إلى مقتل شخص واحد بعد يوم واحد على كارثة منجم مانيسا. وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة (حرييت) أن عاملاً واحداً قتل بعد أن علق تحت ركام المنجم الذي انهار في منطقة زونغولداك على البحر الأسود. وقد تمكن عاملان كانا في المنجم من الفرار. تعاطف ألماني عبر الرئيس الألماني يواخيم جاوك للرئيس التركي عبدالله غول عن ارتياعه وعزائه جراء ضحايا كارثة الانفجار الذي وقع بمنجم للفحم بمدينة سوما بمحافظة مانيسا بتركيا. من جانبها، عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن حزنها وتعاطفها مع ذوي الضحايا وتمنياتها للمصابين بسرعة الشفاء. برلين- د.ب.أ البيان الاماراتية