((عدن حرة)) صنعاء : الجمعة 2014-05-16 04:26:44 . تسعى الولاياتالمتحدة لإبعاد نفسها عن كل ما قد يورّطها في تهمة "إعطاء أمر" للحكومة اليمنية بطرد صحفي أميركي دأب على كشف حقائق "مؤذية جدا" لخططها في حربها على الإرهاب، المستمرة منذ سنوات في الأراضي اليمنية والتي ازدادت وتيرتها في الفترة التي أعقبت سقوط نظام الرئيس علي عبدالله صالح إلى أن بلغت ذروتها في المرحلة الراهنة. . ورحلت صنعاء الصحفي الاميركي ادم بارون الاسبوع الماضي من دون ان تبدي اي ايضاحات عن سبب ترحيله. . وقال ادم بارون على حسابه في تويتر ان اقامته كانت لاتزال صالحة حتى منتصف يناير 2015 حينما رحلته السلطات والغتها في مطار صنعاء قبيل مغادرته اليمن. . وأثار طرد بارون المقيم في اليمن بطرق رسمية وقانونية والذي يقوم على تغطية أخبار الحرب الاميركية اليمنية على تنظيم القاعدة بجرأة فاقت أحيانا قدرة واشنطن على الاحتمال وكشفها الى الاعلام الدولي، سخطا محليا ودوليا على الحكومة اليمنية غمز من خلاله الكثير من المراقبين إلى أن صنعاء تورطت بطرده في "خطأين جسيمين" على الاقل اولهما أنها اعتدت على حرية الصحافة في وقت تتظاهر فيه بالحرص على هذه الحرية، وثانيهما أنها قبلت بتحمل نتيجة هذا الغضب لوحدها عبر إخفاء مفترض لدور واشنطن في اكراهها على طرده، ما مايرمز اليه مثل هذا التصرف من ضعف وخضوع "خطير" في سلوك حكومة صنعاء تجاه واشنطن. . وقالت مصادر صحفية أميركية إن خشية الحكومة اليمنية وغضب ادارة اوباما من نشر حقائق أخبار العمليات ضد تنظيم القاعدة وغيرها من العمليات المشتركة بين صنعاءوواشنطن في اليمن، هو الذي عجل بطرده. وإن واشنطن تتظاهر بأنه لا دور لها في المسالة حتى لا تتورط في تهم بإدارة "حرب قذرة" تقودها ضد القاعدة، تسعى لإخفاء تفاصيلها في الظاهر تفاديا لإفشاء اسرار أمنية، ولكنها تخفي ايضا حقائق هجمات الطائرات دون طيار العشوائية ما اسفر عن مقتل العشرات من الأبرياء المدنيين منهم من كان يحتفل في الافراح. . وقالت السفارة الاميركية في صنعاء إنها لم تعرف بقضية احتجاز وترحيل الصحفي الاميركي إلا بعد مغادرته البلاد. كما نفى مسؤول اميركي في وزارة الخارجية علم واشنطن مسبقا بقرار ترحيل السلطات الامنية اليمنية الصحفي آدم بارون. . وجاء ردّ واشنطن بالنفي، بعد غضب محلي واسع ودبلوماسي دولي تجاه الحكومة اليمنية لترحيلها الصحفي الأميركي رغم أنه مقيم في البلاد بطرق رسمية وقانونية، وأقدمت إضافة إلى ذلك على احتجاز هاتفه النقال وجواز سفره مما منعه من التواصل مع سفارة بلاده، في "انتهاك للاتفاقيات والمواثيق الدولية". . وعزت صحف أميركية أسباب ترحيل ادم الى كونه احد الصحفيين الاجانب المقيمين النادرين في اليمن الذي عمل على تغطية اخبار الحرب الاميركية اليمنية على تنظيم القاعدة وكشفها الى الاعلام الدولي، مشيرة الى كشفه في صيف يوليو/تموز لخبر تتبع مكالمة هاتفية بين ناصر الوحيشي وأيمن الظواهري والازمة الدبلوماسية والامنية التي تسببت بها تلك المقالة النادرة من اليمن. . وفي مقاله قبل الأخير، وقبل أن يتم طرده من اليمن، تطرق بارون الى خطر تويتر الامني في اليمن واستخدام المجموعات الجهادية لوسائل التواصل الاجتماعي بكفاءة خطيرة. . وقالت صحف أميركية إن بارون كان على ما يبدو وراء خبر نشرته صحيفة نيويورك تايمز عن حادثة قتل ضابطين اميركيين مؤخرا لمختطفين يمنيين حاولا اختطافهما في احد محلات الحلاقة بصنعاء، وتم تداول الخبر في البداية عن أنهما ضابطين روسيين. . والمثير للريبة في ترحيل ادم بارون بالنسبة لقادة الرأي العام الأميركي أنه تم في نفس اليوم الذي رفض جهاز الامن القومي في مطار صنعاء السماح لصحفي اميركي آخر، وهو تيك روت، من دخول اليمن واجباره على المغادرة على نفس الطائرة التي جاء فيها إلى مطار صنعاء. . وكانت لجنة حماية الصحفيين في نيويورك قد نددت بالحادثتين مطالبة الحكومة اليمنية بالسماح للصحفيين بالدخول الى اليمن. . وكانت حادثتا الطرد قد اثارتا موجة من الغضب في الاوساط الدبلوماسية الاميركية والصحافة الدولية. كما أعطت الانطباع بأن اليمن أصبح واحدا من دول "الربيع العربي"، التي تدهورت فيها حرية الصحافة بشكل مخيف. . كما أحرج ترحيل صحفي اجنبي ومنع اخر من الدخول الحكومة اليمنية خاصة بعد فترة قصيرة من انعقاد مؤتمر اصدقاء اليمن واشتراط المانحين حزمة من الاصلاحات بعضها متعلقة بحريات الصحافة لتسليم اليمن تبرعات المانحين. . * ميدل بوست عدة حرة