دعا الإسلام الحنيف المسلمين إلى التسامح والتعايش المشترك معاً، أو مع غيرهم من أهل الأديان السماوية الأخرى، وجاءت أكثر من آية قرآنية ترفض التشدد والتعصب للجنس أو الدين أو الرأي.ورغم ذلك تعاني بعض المجتمعات العربية والإسلامية موجات التشدد والتعصب، وهو ما يرفضه الإسلام الذي دعا المجتمع إلى أن يكون متسامحاً مع نفسه ومع الآخرين، وأن يتعايش المسلمون مع بعضهم بعضاً ومع غيرهم، في حوار هادف يحقق المصلحة العامة، ويجمع الكلمة على المبادئ والقيم الهادفة. (القاهرة) - حول رفض الإسلام للتعصب، أوضح الدكتور محمد أبو ليلة الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الإسلام يرفض التعصب سواء للجنس أو الدين أو للرأي، ويدعو إلى التعارف بين جميع أفراد المجتمع، والتعايش المشترك، وتبادل المنافع والمصالح، والأخذ والعطاء والتأثير والتأثر بالآخر، كما دعا المجتمع المسلم إلى أن يكون متسامحاً مع نفسه ومع الآخرين، وأن يتعايش المسلمون مع بعضهم ومع غير المسلمين. التعايش ولفت إلى الإسلام دعا المسلم لكيلا يعيش وحده في هذه الحياة، إنما يعيش معه أناس آخرون وأمم مختلفة المذاهب والعقائد، وقد ورد في القرآن الكريم درس في مجال العلاقة بالأديان، وهو ما ورد عند حديث القرآن الكريم عن أهل الكتاب سواء الذين يؤمنون بالتوراة التي أنزلت على موسى، أو الإنجيل الذي أنزل على عيسى، أو الصحف التي أنزلت على إبراهيم، أو الزبور الذي نزل على داود، وفي هذا يقول الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ»الحج 17 وأشار الدكتور أبوليلة إلى أن الإسلام لا يرفض الاختلاف، إنما يرفض التصارع والتنازع، فالإسلام يرى أن الاختلاف كامن في طبيعة الحياة، لأن الله خلق الكون وما فيه ومن فيه على أساس من الاختلاف الواضح في التنوع والتعدد، وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة التي لا تبديل لها في قول الله تعالى: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم". السماحة ... المزيد