علاقة الإنسان بالإنسان وبالمكان، علاقة تذكر، مبعثها الحنين إلى الحبيب الأول، إلى الموطن الأول، وإلى الأحداث التي أسهبت في صناعة الزمن الطفولي، وما تلاه من أزمنه تراكمت على الخاطر، كأنها قطرات المطر لتصبح بعد حين، أنهاراً، تتقاطر على شطآنها طيور الذاكرة، مشحونه بحنينٍ تتهشم له الروح، وينفطر له القلب، وفي موضع الحنين نحاول نستشف آراء شريحه من الرجال والنساء، المثقفين، والشعراء والقابضين على جمرته منذُ سنين، لنتطرق إلى محاور عدة، منها ماذا تعني كلمة الحنين؟ وإلى من يحن الإنسان ومن تكون له المرتبة الأولى المكان أم الأصدقاء أم الحبيب؟. ذكريات جميلة يقول مدير مركز زايد للدراسات والبحوث الدكتور راشد أحمد المزروعي: إن الحنين بالنسبة لي هو الشعور بالاشتياق إلى شيء افتقده منذُ سنين طويلة، وهي الذكريات الجميلة التي لا تنسى مع الأحباب الذين فرقت بينهم الأيام والليالي، والمرآة التي يناجي فيها المرء أحباءه وأصدقاءه عن حياته سواء بالبعد أو الفراق الأبدي. وأضاف: من أكثر الذين أحنّ إليهم أحبابي وأصدقائي الذين أبعدهم عني الفراق وأخصّ منهم والدتي العزيزة ووالدي الغالي رحمهما الله وجدتي العزيزة التي عاشت بعدهما سنوات، كما أشتاق إلى أقاربي الذين ماتوا، وجيراني الأعزاء وقد عشت معهم سنوات، فأصبحتْ ذكراهم عطرة، والحنين إليهم يكاد يفطر قلبي من الشوق وتدمع. وقال المزروعي: أحن إلى زملائي الذين قضيت معهم فترات طويلة من عمري سواء في دراستي الأولى بمراحلها الثلاث الابتدائية والإعدادية والثانوية، وكذلك المرحلة الجامعية، وأشتاق إليهم دائماً، وأتمنى أن أتواصل معهم، ولكن ظروف الحياة دائماً تعوقني، وهم دائماً في القلب، أما الحنين للمكان أو الأصدقاء أو الحبيبة، فأنا أحن إلى المكان الذي ولدت وترعرعت وعشت فيه، تلك الواحات الجميلة والنخيل «والشرايع والفلج والحضّار»، الذين كانوا يحضرون إلى منطقتنا ونقضي معهم أياماً جميلة خلال موسم القيظ والرطب، كما أحن أيضاً إلى منازلنا القديمة التي عشت فيها سنوات صباي وشبابي. مستقبل مجهول ... المزيد الاتحاد الاماراتية