نيودلهي - (د ب أ)- "الأفضل قادم" كان هذا أحد الشعارات الجذابة التي رفعها السياسي القومى الهندوسى ناريندرا مودي زعيم حزب بهاراتيا جاناتا أثناء معركة الانتخابات العامة التي انتهت بفوز حزبه بالأغلبية التي تضمن له رئاسة الحكومة الجديدة في البلاد. وقد دفع التحالف المنتهية ولايته بقيادة حزب المؤتمر الوطني ثمن تزايد حدة الغضب الشعبي نتيجة ارتفاع معدل التضخم وسوء إدارة اقتصاد البلاد في الانتخابات الأخيرة والتي أطاحت برئيس الوزراء المنتهية ولايته مانموهان سينج. وفي المظاهرات التي خرجت تحتفل بفوز بهاراتيا جاناتا كرر مودي /63 عاما/ شعار "الأفضل قادم" أمام الآلاف من أنصاره. يذكر أن اقتصاد الهند وهو ثالث أكبر اقتصادات آسيا يمر حاليا بأسوأ حالة تباطؤ منذ 10 سنوات حيث انخفض معدل النمو إلى أقل من 5% سنويا. والحقيقة أن سنوات حكم رئيس الوزراء سينج التي بلغت 10 سنوات ستترك خليفته في مواجهة مجموعة من التحديات الصعبة مثل معدل التضخم الذي بلغ 10% تقريبا خلال العامين الماضيين إلى جانب ارتفاع معدل البطالة وانخفاض وتيرة الاستثمارات. ويعتقد كثيرون من المحللين أن مودي الذي جاء إلى السلطة بفضل تنامي مشاعر الاستياء الشعبي من حكم حزب المؤتمر، سيتعرض لضغوط من أجل تحقيق نتائج منذ اللحظة الأولى لحكمه. وقال براكاش جافاد أكبر المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا إن الحكومة الجديدة ستركز بصورة عاجلة على احتواء معدل التضخم المرتفع وخلق الوظائف للشباب. ومن المتوقع أيضا أن تعطي الحكومة دفعة قوية لمشروعات البنية الأساسية. ومن بين التحديات الصعبة التي ستواجه حكومة مودي القانون الجديد الذي يفرض قيودا على استحواذ الحكومة على الأراضي الخاصة من أجل المشروعات الذى فرضته الحكومة السابقة. وقال دي.إتش باي بانانديكار رئيس مركز أبحاث آر.بي.جي فاوندشن ومقره في مدينة دلهي الهندية إن هذا القانون سيظل مشكلة كبيرة بالنسبة للحكومة الجديدة بسبب تأثيره السلبي على الاستثمار. كما سيكون على مودي التعامل مع أزمة العجز في الميزانية والحساب الجاري للهند. كما تحتاج الحكومة الجديدة إلى الحد من الفساد الحكومي وتحسين مناخ الأعمال وتبسيط القواعد الضريبية بالنسبة للمستثمرين الأجانب من أجل استعادة الثقة في اقتصاد الهند. وقال بانانديكار إن أحد الاختبارات العاجلة للحكومة الجديدة هو كيفية تعاملها مع تداعيات فصل الأمطار الموسمية الذي جاء ضعيفا العام الحالي. يذكر أن حوالي ثلثي سكان الهند البالغ عددهم الإجمالي 2ر1 مليار نسمة يعتمدون على الزراعة والأنشطة المتعلقة بها. لذلك فضعف الأمطار الموسمية يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم بصورة أكبر مع كبح نمو الاقتصاد الهندي. كان الإنفاق الاستهلاكي في المناطق الريفية أحد محركات نمو الاقتصاد خلال الأعوام القليلة الماضية. كما أنه على حكومة مودي التعامل بسرعة مع ضعف أداء القطاعات الحكومية من أجل تنفيذ المشروعات العامة المتعثرة. وقال بانانديكار إنه إذا تم تنفيذ هذه المشروعات ستحصل الصناعة الهندية على ضربة بداية جيدة . يذكر أن ضعف أداء القطاع الصناعي الذي سجل نموا بمعدل صفر في المئة تقريبا كان أحد أسباب ضعف نمو الاقتصاد الهندي خلال العام المالي المنتهي في 31 آذار/مارس الماضي. والحقيقة أن إنعاش الاقتصاد المتعثر وخفض معدل التضخم سيحتاج إلى سنوات وليس إلى أشهر. ولذلك يمكن أن ينفد الصبر الشعبي بسرعة . جريدة الراية القطرية