استقال رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ من منصبه أمس السبت، بعدما تولى رئاسة آخر اجتماع لحكومته، غداة إعلان فوز الحزب القومي الهندوسي بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية التي هزم فيها حزب المؤتمر، وتعهد نارندرا مودي رئيس الوزراء المقبل للهند في خطاب اتسم بلهجته الجامعة ب "تحقيق أحلام" مواطنيه وبأن يجعل القرن الحادي والعشرين "قرن الهند" . وقدم سينغ استقالتة للرئيس الهندي براناب موخيرجي في القصر الرئاسي في نيودلهي . وقال رئيس الوزراء الذي ظل في المنصب لعقد من الزمان، إن الانتخابات الأخيرة عززت من وضع الديمقراطية في الهند . ويستعد سينغ لترك منصبه غداة أسوأ هزيمة تلحق بحزبه المؤتمر الوطني الهندي . وقال: "أعزائي المواطنين، يجب على كل واحد منا احترام الحكم الذي أصدرتموه، لقد رسخت الانتخابات التي انتهت للتو أسس دولتنا الديمقراطية" . ورداً على فضائح الفساد التي عانتها حكومته، قال سينغ: "حياتي وفترتي في منصبي العام صفحة مفتوحة" . ومن المتوقع أن يكلف الرئيس الهندي براناب موخيرجي، مودي تشكيل الحكومة القادمة، باعتباره رئيس أكبر حزب في مجلس النواب بحصوله على 282 مقعداً مقابل 44 لحزب المؤتمر، من مقاعد البرلمان البالغ عددها 543 . ووصل مودي زعيم حزب بهاراتيا جاناتا الفائز في الانتخابات إلى العاصمة نيودلهي أمس السبت وسط مظاهر احتفالية كبيرة من مؤيديه . وكان مودي ابن بائع الشاي، والبالغ من العمر 63 عاماً، وصاحب الماضي المثير للجدل، قد قال في أول كلمة له بين أنصار متحمسين في دائرته غوجارات مساء أول أمس الجمعة، إنه سيعمل من أجل الهنود كافة . وقال "إن حمى الانتخابات تراجعت والشعب أصدر حكمه وقال لنا إنه علينا أن نتقدم بالهند من أجل تحقيق أحلام 2 .1 مليار هندي" . وأضاف "أريد أن أجعل من القرن الحادي والعشرين قرن الهند . سيتطلب الأمر عشر سنوات وهذه مدة ليست طويلة جداً" . ووعد أيضاً بجعل الحوكمة الجيدة والتنمية الاقتصادية حجر الزاوية لحكمه، قاطعاً بذلك مع سياسة حزب المؤتمر المهزوم الذي كان يركز على البرامج الاجتماعية على حساب النمو . وهنأت باكستان الجار اللدود مودي على "فوزه المثير للإعجاب" . وتلقى مودي دعوة من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لزيارة لندن، كما تلقى التهاني ودعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما لزيارة واشنطن، ودعا رئيس الوزراء الأسترالي توني ابوت الزعيم الهندي الصاعد لحضور قمة العشرين في نوفمبر المقبل والتي ستعقد في بريسبين . ورحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ب "الطريقة اللافتة التي سارت بها الانتخابات" وب "الحيوية الاستثنائية للديمقراطية الهندية" . ودعا رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي مودي لزيارة اليابان . وقال رئيس حزب "بهاراتيا جاناتا" راجنات سينغ "إنه فجر عهد جديد . عهد اللوتس المتفتح في الهند بأسرها" في إشارة إلى رمز الحزب . والانتظارات كثيرة بين المواطنين الذين يريدون تصديق أن الرجل القوي الجديد في الهند يمكنه إعادة إنتاج الوصفات الاقتصادية التي اختبرها في ولايته غوجارات التي حكمها منذ 2001 . واستقطب مودي الانتباه في الحملة الانتخابية حيث ركز في رسالته على الوعد بتجسيد سلطة قوية قادرة على تحريك الاقتصاد الهندي، متغاضياً عن ماضيه زعيماً قومياً هندوسياً مثيراً للجدل . وتنظر الأقلية المسلمة في الهند بتوجس إلى مودي منذ أحداث الشغب في غوجارات في 2002 . في المقابل خرج حزب المؤتمر منهكاً بعد عشر سنوات من الحكم وفضائح الفساد المتكررة، وقد عوقب لعدم قدرته على إطلاق النمو والقضاء على التضخم . ويبدي المستثمرون تفاؤلاً يراه البعض مفرطاً، في قدرة مودي على إخراج الهند من صعوباتها وبينها بالخصوص بنى تحتية مهترئة وتضخم مرتفع جداً . وقال الخبير الاقتصادي دي كي جوشي "تنتظره مهمة ضخمة تحتاج وقتاً لأن المشكلات الاقتصادية كبيرة حقاً . وهو لا يملك عصا سحرية" . (وكالات) الخليج الامارتية