انطلقت الاثنين أضخم انتخابات في أكبر ديموقراطية في العالم على الإطلاق، حيث المنافسة بين حزبي المؤتمر الحاكم والقومي الهندوسي المعارض (بهاراتيا جاناتا). ويصوّت في انتخابات الهند، التي يطغى عليها موضوعا الفساد والتضخم، حوالي 815 مليون ناخب، وسيتم التصويت في 930 ألف مركز انتخابي بمختلف أنحاء البلاد. وتقسّم مراحل التصويت التي تهدف الى اختيار اعضاء مجلس الشعب المؤلف من 543 عضوًا الى تسع مراحل، آخرها في 12 أيار (مايو) المقبل، على أن تحتسب الأصوات في 16 أيار (مايو). وحسب مراقبين ستفسح الانتخابات المجال أمام احتمال وصول أول رئيس وزراء ولد بعد الاستقلال بالهند. وتتوقع استطلاعات للرأي بأن يلحق الناخبون الهنود هزيمة مدوية بحزب المؤتمر الحاكم الذي تقوده عائلة نهرو وغاندي، بعد أن أدى أطول تباطؤ اقتصادي منذ الثمانينات إلى وقف التنمية وفرص العمل في بلد تقل أعمار نصف عدد سكانه عن 25 عاماً. توقعات لبهاراتيا جاناتا وهناك توقعات بفوز الحزب القومي الهندوسي (بهاراتيا جاناتا) الذي يتزعمه صاحب الكاريزما والمثير للجدل نارندرا مودي، في الانتخابات حيث برنامجه ركز على وعود بإصلاح الاقتصاد وبتوفير وظائف. لكن التوقعات تشير من جانب آخر الى أن بهارتيا جناتا لن يحقق أغلبية، وذلك حسب ما ذكر إستطلاع نشره هذا الاسبوع معهد سي.إس.دي.إس الهندي لاستطلاعات الرأي الأسبوع الماضي، وفي موقف كهذا فإن النتيجة الأرجح هي تشكيل حكومة إئتلافية بزعامة بهاراتيا جاناتا . ويشار هنا إلى أن زعيم بهارتيا جناتا نارندرا مودي تطارده اتهامات بأنه أخفق في منع أو حتى شجع أعمال شغب ضد المسلمين في 2002 في ولاية جوجارات عندما كان رئيسًا لوزرائها. وقتل ما لايقل عن ألف شخص في أعمال العنف معظمهم من المسلمين. ونفى مودي هذه الإتهامات، ولم يجد تحقيق أجرته المحكمة العليا دليلاً لمقاضاته. غاندي يحذر وكان راهول غاندي، مرشح حزب المؤتمر الهندي لرئاسة الحكومة الذي تنحى له مانموهان سينغ عن زعامة الحزب، حذر من أن فوز مرشح اليمين الهندوسي قد يقود الى اندلاع فتنة دينية بين الهندوس والمسلمين. يذكر أن راحول غاندي، آخر أفراد أسرة نهرو- غاندي الهندية المؤثرة. وقال غاندي إن فوز حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي اليميني ومرشحه مودي سيؤدي الى اندلاع صراع بين الاقلية المسلمة والاغلبية الهندوسية في البلاد. وإلى ذلك، فإن الانتخابات الهندية الحالية تختلف عن الانتخابات في العقدين الماضيين، حيث التركيز ينصب على قادة فرديين، في ظل الاستخدام الواسع لوسائل الإعلام الاجتماعية، ووجود عدد كبير جداً من الناخبين للمرة الأولى. وشهد عدد الناخبين ارتفاعاً ملحوظاً، إذ كان يقدر بحوالي 173 مليون ناخب بانتخابات العام 1951 1952، ليبلغ الآن 814 مليوناً تقريباً. ايلاف