يتوجه نحو 814 مليون ناخب في الهند اليوم للادلاء بأصواتهم في أكبر انتخابات تشريعية يشهدها العالم في أجواء من التوتر الديني، ويرجح أن تسفر عن تشكيل ائتلاف يتزعمه أحد القوميين الهندوس. وسيجرى التصويت على تسع مراحل خلال خمسة أسابيع لافساح المجال أمام الناخبين بالادلاء باصواتهم في نحو مليون مكتب اقتراع في البلاد لاختيار مرشحيهم لشغل 543 مقعدا، وسيبدأ في ولايتين صغيرتين (اسام وتريبورا) في شمال شرق البلاد بالقرب من ميانمار، ثم يمتد إلى جبال الهيمالايا الجليدية والصحراء الغربية والجنوب الاستوائي، وينتهي في 12 مايو في سهول الهند الشمالية المكتظة بالسكان، على ان تعلن النتائج في 16 مايو. والهند التي تضم عددا من الناخبين اعلى من اكبر خمس ديمقراطيات مجتمعة، تشير استطلاعات الرأي فيها إلى أن الناخبين، سيلحقون هزيمة مدوية بحزب المؤتمر الحاكم الذي تقوده سلالة نهرو وغاندي، بعد أن أدى أطول تباطؤ اقتصادي منذ الثمانينات إلى وقف التنمية وفرص العمل في بلد تقل أعمار نصف عدد سكانه عن 25 عاما. لكن الناطق باسم الحزب ابيشيك مانو سينغفي قلل الاحد من احتمالات الفشل. وقال سينغفي لوكالة «فرانس برس» ان «المؤتمر هو الحزب الوحيد الذي يتردد صدى اسمه في جميع انحاء الهند». ورأى ان راهول غاندي (43 عاماً) سينجح في اعادة حزب المؤتمر الى السلطة خلال بضع سنوات، في حال هزم في الانتخابات. توتر ديني وهيمن نارندرا مودي، مرشح حزب بهاراتيا جاناتا، أكبر أحزاب المعارضة لرئاسة الوزراء، على الحملة الانتخابية التي تراوح المرشحون فيها من ملياردير إلى ساحر، وذلك رغم استياء الكثير من الهنود من أسلوب تعامله مع أعمال شغب دينية في العام 2002. حيث أثار منذ 2001 انقساما في الهند منذ الاضطرابات الدينية التي شهدتها ولايته في 2002 وقتل فيها اكثر من 1000 شخص معظمهم من المسلمين. ولم يوجه اليه القضاء اتهامات لكن عدم تحرك قوات الامن حينذاك يثير شبهات. وفي الايام الاخيرة، اتهم مساعده اميت شاه بتحريض الهندوس على المسلمين الذين يشكلون 13 في المئة من السكان اي اكبر اقلية دينية في البلاد. وصرح الجمعة ان «الرهان في هذه الانتخابات هو اخراج حكومة تحمي وتقدم تعويضات مالية الى الذين يقتلون الهندوس». وأظهر استطلاع للرأي نشرته مؤسسة «سي.إس.دي.إس» الهندية العريقة أنه من المتوقع حصول حزب بهاراتيا جاناتا وحلفائه على النصيب الأكبر من مقاعد البرلمان المتنافس عليها، وعددها 543 مقعدا، لكنهم لن يصلوا للنصاب اللازم الذي يؤهلهم لتشكيل أغلبية برلمانية. اجراءات امنية في الاثناء بدأت قوات الأمن استعداداتها منذ امس لحماية الناخبين، حيث تتطلب الانتخابات عملية أمنية ضخمة لا سيما في ولاية اسام التي سيبدأ فيها التصويت وهي معقل لأنصار حزب المؤتمر. ويستخدم ضباط الأمن أجهزة للكشف عن المعادن منذ امس لتفتيش القطارات والركاب وأمتعتهم في مدينة جورهات حيث قال المسؤول بشرطة السكك الحديدية في المدينة ديليب كومار تيواري : ان الأجهزة تحمل باليد ويستعان بها للكشف عمن وصفهم «بعناصر معادية للمجتمع». وقال مشرف الشرطة أمانجيت كوار ان إجراءات الأمن زادت بالفعل وان قوة مسلحة تحرس المنطقة كلها. وفي أجراتالا عاصمة ولاية تريبورا في شمال شرق الهند تجرى عمليات التفتيش الأمني في الشوارع حيث تفحص عربات الريكشو وسط تواجد مكثف لرجال الشرطة. ونشر زهاء 20 ألف شرطي بالمدينة بينهم 15 ألفا من شرطة الولاية والجنود. لكن تلك الاجراءات الأمنية المكثفة تلاقي بعض الاعتراضات. وقال رجل من سكان أجراتالا يدعى ساجد علي «على الحكومة أن تفعل أمورا كثيرة لتحسين إنفاذ القانون والنظام بالاضافة الى ترسيخ مصداقيتها عند الناس وكسب ثقة المواطنين. لا أرى كثيرا من ذلك في هذه المنطقة». انتخابات على 9 مراحل البيان الاماراتية